حين تُفضي "حرب المحاور" إلى إنهاء أخطاء الحربَين العالميّتيَن
لعل المواقف التي جرى الإعلان عنها على شكل تأييد وإدانة، من قبل العواصم المهمة، تعتبر تحصيل حاصل اصطفافات سياسية لتشكيل محاور المواجهة، وهنا يمكننا الإشارة الى محور الشرق في مواجهة محور الغرب، ويظهر ذلك أكثر في تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
كتب / سلام عادل
بالضرورة لا تُشكل (غزة) لوحدها مصدر الأزمة التي يتحشّد في مواجهتها الغرب كله خلف إسرائيل، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بالطبع، وإنما (محور غزة) الذي يتخذ من الشرق الأوسط مركزاً لعملياته، والذي يرى في المواجهة الحاصلة حالياً، حرب وجود، ومرحلة تأسيس لإعادة ترتيب الواقع السياسي وفق المساحات الجغرافية التاريخية.
ولعل المواقف التي جرى الإعلان عنها على شكل تأييد وإدانة، من قبل العواصم المهمة، تعتبر تحصيل حاصل اصطفافات سياسية لتشكيل محاور المواجهة، وهنا يمكننا الإشارة الى محور الشرق في مواجهة محور الغرب، ويظهر ذلك أكثر في تصريح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي اعتبر غزة بمثابة مدينة (لينينغراد) السوفيتية، التي صمدت أمام الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي المقابل نرى الرئيس الأمريكي بايدن يستبق الأحداث في أول يوم اندلعت فيه الأحداث داخل غلاف غزة، ليقرر وسم المقاومة الفلسطينية بالإرهاب، ومن ثم الدفع بحاملتي طائرات إلى شرق المتوسط، مع فتح جسر جوي لتقديم الدعم بالأسلحة والأعتدة إلى سلطة الكيان الصهيوني، من دون أي اعتبار لقواعد الاشتباك التي كسرتها إسرائيل بالكامل، ويتمثل ذلك باستهداف المدنيين العُزّل.
ولهذا يبدو الصراع الجاري حالياً داخل الاراضي الفلسطينية، في ظل وجود عناصر دولية تبعث لبعضها رسائل مغلّفة بتهديدات، سيقود لمواجهة من العيار الثقيل، وهي مرحلة متقدمة قد تتسبب بإشعال فتيل حرب محاور كبرى، ستكون بلا أدنى شك أكثر مما تعنيه (الحرب العالمية)، والتي سبق وأن اندلعت في مرحلتين خلال القرن الماضي، وتم بموجبها فرض النظام الدولي الحالي.
ومن هنا تبدو غزة قد أنجبت (محوراً) كان يتطلع أطرافه منذ أمد بعيد إلى إعادة ترتيب مكتسبات الحربيَن العالميّتَين، وهي مكتسبات فرضت قطبية عالمية استحوذت عليها الدول الغربية ما يزيد على نصف قرن، من دون أن ينتج عن هذه الهيمنة أي مكتسبات حقيقية على مستوى الأمن والسلام العالميّيَن، وربما تعتبر القضية الفلسطينية أحد أشهر ضحايا هذه القطبية العوراء.
#شبكة_انفو_بلس