حين صار الحلبوسي مجرد (حصان مكسور)
في كل الأحوال لا ينفع الرهان على إشعال فتيل أزمة داخل البيت الشيعي لحل مشاكل المكون السني، ولا حتى استهداف مؤسسات وزعامات سياسية معينة، باعتبار أن البيت الشيعي محمي بمرجعيات عميقة تحفظ تماسكه في جميع الأوقات، التي يتطلب فيها اتخاذ قرارات استراتيجية
كتب / سلام عادل
اشتغلت في الأيام الأخيرة الماضية محركات الماكنة الإعلامية لمحمد الحلبوسي بأقصى طاقتها، بهدف تسويقه مجدداً بكونه صاحب رأي وتأثير في الحياة السياسية العراقية، مع كونه خرج منها إلى الأبد مطروداً، وذلك على خلفية إدانته بجريمة مخلة بالشرف، ستحول دون منحه أي فرصة للحصول على منصب وظيفي داخل هيكلية الدولة، او حتى في قوائم الأحزاب والمنظمات.
ولعل أتباع حزب تقدم سيدركون في نهاية المطاف، حتى ولو متأخراً، أن رئيس الحزب محمد الحلبوسي لم يعد غير (حصان مكسور)، سيبقى طريحاً على الأرض بانتظار (الرحمة)، وهي قناعة ستتولد حين يتم تكليف رئيس جديد للبرلمان، وتحديداً حين يكون من الانبار، وعندها ستسقط كل الرمزيات والمؤثرات التي بيد الحلبوسي، وهو ما بات معروفا بين الأوساط السياسية كافة.
وفي كل الأحوال لا ينفع الرهان على إشعال فتيل أزمة داخل البيت الشيعي لحل مشاكل المكون السني، ولا حتى استهداف مؤسسات وزعامات سياسية معينة، باعتبار أن البيت الشيعي محمي بمرجعيات عميقة تحفظ تماسكه في جميع الاوقات، التي يتطلب فيها اتخاذ قرارات استراتيجية، على رأس ذلك إدارة الحشد، الذي سيبقى إلى أمد غير محدود برئاسة الشيخ فالح الفياض، وهو ما يجعل تغريدات الحلبوسي، التي استهدف بها الفياض مؤخراً، عبارة عن حسابات خاطئة.
ومن هنا سيجد الحلبوسي نفسه في محل مطاردة شيعية لم يشاهد مثلها من قبل، ستقضي على جميع فرص التعاطف السابق معه، وستعمل على مساندة قائمة خصومة داخل المكون السني، ويبدأ ذلك قريباً حين تتم المطالبة بسحب جميع الامتيازات، التي حصل عليها عندما كان رئيسا للبرلمان، قبل أن يتم طرده بجريمة مخلة بالشرف، من بينها منزلان بمساحة خمسة آلاف متر داخل المنطقة الخضراء، إضافة إلى فوج من الحمايات، فضلاً عن كوادر وظيفية جرى تنسيبهم من دوائر الدولة للعمل لديه.
وفي كل الأحوال لم يعد من المقبول ترك مقعد رئاسة البرلمان شاغراً، أو يُدار بالإنابة عبر محسن المندلاوي، بسبب حالة الشلل التي يعيشها البرلمان منذ نحو سبعة أشهر، وفي ظل وجود مرشح من المكون السني يحظى بمقبولية وطنية، وبدعم واضح من أعضاء مجلس النواب أثبتته الجولة الانتخابية الثانية، والتي تؤكد أن العيساوي سيفوز في حال الذهاب لجولة انتخابية ثالثة، والتي ينبغي أن تُعقد في هذه الأيام من دون تأخير.
#شبكة_انفو_بلس