دبلوماسية الهاتف .. مقدمات تسبق الحسم الخشن
ما هو غير معلن أن بغداد تقود وساطة بين أنقرة ودمشق، كانت تختمر على نار هادئة ابتداءً من سنة على الأقل، وتكاد تصل لمراحلها النهائية، وجرى الحديث أيضاً عن كون العراق فوّض رئيس الحشد العراقي فالح الفياض ليكون المفاوض بين الأطراف
كتب / سلام عادل
منذ بداية اندلاع طوفان الأقصى يقود رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني جهوداً عراقية ساهمت في تأسيس (جبهة الإسناد)، وهو ما كانت تحتاجه (جبهة المواجهة) في لبنان وفلسطين، لفرض معادلة ردع تحول دون نجاح مخططات الكيان في ابتلاع المنطقة وتوسعة رقعته الجغرافية إلى ما بعد الأراضي المغتصبة، أو على الأقل تنفيذ التطبيع الشامل.
ومرة أخرى يبادر السوداني إلى إسناد جبهة سوريا منذ اليوم الأول لأحداث حلب، عبر سلسلة اتصالات هاتفية شملت الرئيس بشار الأسد، و الأردني الملك عبدالله، والرئيس الإيراني بزشكيان، الأمر الذي خلق تصورات واضحة ستقود إلى موقف موحد لدول المنطقة حول تحديات ما يجري، باعتبار أن الأمن الإقليمي لا ينفصل عن بعضه، ولا ينبغي أن تغلق دول الجوار أبوابها لتكون في مأمن.
وما هو غير معلن أن بغداد تقود وساطة بين أنقرة ودمشق، كانت تختمر على نار هادئة ابتداءً من سنة على الأقل، وتكاد تصل لمراحلها النهائية، وجرى الحديث أيضاً عن كون العراق فوّض رئيس الحشد العراقي فالح الفياض ليكون المفاوض بين الأطراف، بحكم تمتعه بالحكمة والخبرة اللازمة مسنودة بثقة العواصم به.
ولعل ملامح الإرهاب، التي ظهرت في حلب خلال الأيام الماضية، ستكون بلا أدنى شك رافعة لما تم إنجازه من حوارات، بل وهي الفرصة المناسبة للقضاء على فلول الجماعات بجميع أشكالها، في ظل إمكانية حصرها وحصارها بجهود مشتركة ومنسّقة، الأمر الذي يمهّد لعودة الاستقرار وقواعد احترام سيادة الدول.
ولا شك من كون إمكانيات سحق ما تبقى من التنظيمات الإرهابية موجودة ومتوفرة، يبرز من بينها الدور الروسي والدور الإيراني، فضلاً عن الدور العراقي، من ناحية امتلاك العراق قدرات عسكرية وخبرات تتيح له دعم الجهود السورية بقوة، والعراق دخل فعلياً في عملية التحشيد والاستعداد من داخل الحدود العراقية تحسباً لأي دور تتطلبه الأحداث، وهو ما أكده السوداني من كون العراق على استعداد لدعم سوريا.