في وداع (العفيف) شهيد العراق ولبنان

كتب / سلام عادل

يُعد استهداف الصحافيين والفِرق الإعلامية في أوقات السلم أو الحرب، من الجرائم المحرّمة دولياً، ونصّت على ذلك الكثير من المعاهدات، وبالتالي تكون القوى العسكرية النظامية، أو غيرها، محلّ تجريم دولي تترتب عليها عقوبات وملاحقات قانونية، لا ينبغي تغليفها بأي حجج أو التنصّل عنها، باعتبارها تُعد خرقاً لقواعد الاشتباك الإنسانية.

ومن هنا يكون الكيان قد ارتكب بما لا يقبل الشك نوعاً من أنواع الجرائم المحرّمة، سيما بعد أن تم استهداف 108 صحافيين وعاملين في مجال الإعلام منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى 7 أكتوبر 2024، بحسب إحصائية لجنة حماية الصحافيين الدولية، فضلاً عن 44 معتقلاً في سجون الكيان، وهي استهدافات واعتقالات مباشرة على خلفية قيام هذه الفرق الصحفية بواجباتها المهنية، بما فيه اغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله (محمد عفيف).

ويحمل الشهيد (محمد عفيف) جنسية عراقية إلى جانب الجنسية اللبنانية، باعتباره ينتسب لأصول عراقية، وقد وُلد في بغداد / مدينة الحرية، فيما جرى اغتياله في بيروت بقصف إسرائيلي مباشر استهدف مبنىً مدنياً في منطقة (رأس النبع)، مما يشكل خرقاً جديداً لقواعد الحرب، باعتبار أن المستهدف شخصية إعلامية وسياسية وليس طرفاً عسكرياً يتواجد في منطقة نزاع مسلح.

وكانت مراحل عمل الشهيد محمد عفيف مع حزب الله جميعها في مجال الإعلام وبعيدة عن الجهد العسكري، وذلك منذ لحظة انضمامه للحزب سنة 1983، حيث أسهم في إدارة التغطية الإعلامية في حرب تموز سنة 2006، ومن بعد تولى مهمة إدارة الأخبار والبرامج السياسية في قناة المنار، حتى بات مسؤول العلاقات الإعلامية والمتحدث الإعلامي، وكان آخر ظهور إعلامي له قبل اغتياله بأسبوع في مؤتمر صحفي عقده في منطقة الرويس داخل الضاحية الجنوبية.

ويمثل هذا الاستهداف، استمراراً لسياسة الاغتيالات التي تنتهجها تل أبيب، بل هو يعني أيضاً أن إسرائيل باتت توسع دائرة الاستهداف لتشمل كل ما يمكن أن يكون في متناول يديها، من دون التقيد بالأهداف العسكرية فقط، وهو ما يجعل سجل الجرائم أكبر مما يمكن استيعابه، خصوصاً بعد بلوغ قائمة ضحايا المدنيين في غزة إلى قرابة 45 ألف مدني، وتهديم آلاف المنازل والمستشفيات، والأمر مشابه في لبنان، التي مُورست عليها أيضاً سياسة التهجير وقتل المدنيين.

#شبكة_انفو_بلس