كيف مرت الذكرى العاشرة للموصل في العراق
لا يوجد شعب ذاكرته سمكيّة، ولكن يوجد شعب يهتم فيتذكر، وآخر لا يبالي فيغفل.
لا يوجد شعب ذاكرته سمكيّة، ولكن يوجد شعب يهتم فيتذكر، وآخر لا يبالي فيغفل.
ترتبط ذاكرة الفرد أو الجماعة عادةً بما يرمز لقيمهم وثوابتهم ومقدساتهم وعاداتهم وطقوسهم وتقاليدهم الدينية والاجتماعية خيرها وشرّها
فإذا نسي شعب حادثة أو قضية أو كارثة أو ظاهرة مهما كانت كبيرة، فالأمر لا يتعلق بذاكرته إنما باهتمامه بها ونظرته لها.
مثلاً من العادات الدارجة واللازمة حد الوجوب في بريطانيا ارتداء الزهرة الحمراء في يوم 11 نوفمبر
(Demembrance Day)
هذا اليوم يرمز لاستذكار ضحايا الحرب العالمية الأولى
يقوم الشعب البريطاني فيه صغاراً وكباراً ومن عامل التنظيف حتى الملك بوضع زهرة الخشخاش الحمراء الرقيقة على جانب الكتف الأيسر أعلى القلب، والخشخاش المعروفة بأنها تذبل سريعاً ترمز إلى الشباب في الجيش الذين قضوا منذ عام 1917.
فهم لا يقومون بذلك لأن ذاكرتهم تعمل منذ أكثر من قرن فليس بينهم أحد شهد أحداث الحرب العالمية الأولى، ولكنه القدر العالي من اهتمامهم بتاريخهم واحترام مضحيهم وإنصافهم وإدامة ذكرهم جيلاً بعد جيل.
ولا نقول هذا مديحاً لأحد أقذر جيوش وصنّاع الأزمات عبر التاريخ،
ولكن في معرض الحديث عن استذكار حوادث 2014 يؤسفني أن يغفل العراقيون تلك الحوادث ليس بعطب في ذاكرتهم بل بهوان الأمور عليهم.