لماذا في العراق حداد على إيران ..؟
يأتي هذا التضامن العابر للحدود المصطنعة، التي رسمتها اتفاقية (سايكس بيكو) سيئة السمعة والصيت، ليؤكد أن العلاقات بين العراق وإيران أعمق من كونها بين دولتين جارتين
كتب / سلام عادل
قررت الحكومة العراقية اعتبار الثلاثاء يوم حداد في عموم البلاد تضامنا مع الجمهورية الإسلامية في إيران، ومواساة للشعب وذوي ضحايا الحادث الأليم، الذي تسبب باستشهاد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، إلى جانب نخبة من الشخصيات الوظيفية البارزة في المجتمع الإيراني.
ويأتي هذا التضامن العابر للحدود المصطنعة، التي رسمتها اتفاقية (سايكس بيكو) سيئة السمعة والصيت، ليؤكد أن العلاقات بين العراق وايران أعمق من كونها بين دولتين جارتين، باعتبارها متداخل لدرجة العلاقة بين ذوي القربى من العائلة الواحدة، وهي حقيقة تاريخية نسجها التواصل عبر قرون، والتي تأسست على خلفيته دول وحضارات قادها أبناء الشعبين بشكل مشترك قبل أن تخربها جحافل المحتلين والغزاة.
ولعل التقريب بين العراقيين والإيرانيين كان من متبنيات الفقيد الراحل السيد إبراهيم رئيسي، وكان هذا الدور محل ترحيب عراقي بالطبع، وظهر ذلك بكل وضوح خلال اليومين في السوشيال ميديا العراقي، حيث تبادلت المواقع فيديو لتصريح سابق أكد فيه الرئيس الإيراني على كون العلاقة بين العراقيين والإيرانيين هي علاقة ممزوجة (لحم بلحم ودم بدم)، وهي مستمرة إلى يوم القيامة، بحسب قوله.
ومما لا شك فيه أن الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، يحظيان بقيمة مضافة بين أوساط القوى السياسية والنخبة العراقية، نظراً للأدوار الكبيرة التي قاما بها في السنوات والأشهر الأخير في عموم المنطقة، كان العراق بشكل من الأشكال يستفيد منها في المحصلة النهائية، لأنها كانت تعزز الوحدة والتواصل وتجاوز الخلافات وصيانة حرية البلدان وسيادتها.
ولهذا تعتبر خسارة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته خسارة لعموم دول المنطقة العربية والإسلامية، خصوصا الشعب الفلسطيني، الذي وجد منذ طوفان الأقصى سنداً لا مثيل له على مدار سنوات الصراع مع الكيان الصهيوني الممتدة منذ 75 سنة، ويتمثل هذا السند بالمواقف والسياسات والمبادرات المتواصلة التي كانت طهران تقدمها بكل رحابة للفلسطينيين.
ومن هنا جاء الحداد العراقي الرسمي، الذي رافقه حزن شعبي وتعاطف بمختلف الأشكال والمسميات، وعلى كافة المستويات، كرسالة لا تحتاج إلى تفسير المفسرين، من كون ما يُصيب إيران هو مصاب عراقي أيضاً.
#شبكة_انفو_بلس