التُرك والعرب والشيعة
كان ثمة نزاع من جهة أخرى حول عائدية المحمرة بين الدولة العثمانية والدولة الإيرانية، فاستقر أمر الولاة العثمانيين سنة (1253هـ- 1837م) على مهاجمة المحمرة، فجاؤوها بجيش جرار ، وحيكت مؤامرة ضد الشيخ جابر الكعبي أمير المحمرة يومذاك لقتله.
هاجم العثمانيون المحمرة ودمروها سنة 1837م، وكان السبب في ذلك الهجوم أن أضحت المحمرة ميناءً مهماً في تبادل السلع التجارية بين العراق وإيران والكويت، ونمَت قوة بني كعب السياسية والعسكرية مما حدى بالرائد تايلور المساعد السياسي البريطاني في البصرة إلى نقل مكتبه إلى المحمرة، وقد أضعفت هذه التحولات أهمية البصرة التجارية مما أثار ذلك حفيظة الوالي العثماني علي رضا باشا.
وكان ثمة نزاع من جهة أخرى حول عائدية المحمرة بين الدولة العثمانية والدولة الإيرانية، فاستقر أمر الولاة العثمانيين سنة (1253هـ- 1837م) على مهاجمة المحمرة، فجاؤوها بجيش جرار ، وحيكت مؤامرة ضد الشيخ جابر الكعبي أمير المحمرة يومذاك لقتله.
وعبَر الغزاة من الجانب الغربي، وتشبثوا بثغرة في سور المدينة، ((وعند وصول خبر الهجوم لعموم الناس، تملّك السكان نوع من الفزع فقذفوا بأنفسهم في الشط، وغرقت النسوة والأطفال لجهلهم بالسباحة، وأسر الجنود الأتراك من كعب ومن غيرهم أربعة آلاف نسمة واسترقّوهم،
وكان معظمهم من الأطفال، فانبرى أخيار أهل البصرة والممولين منهم، فاشتروا هؤلاء الأطفال من الجنود الأتراك كل رأس (18- 20) كورته، وأعادوهم الى أهليهم)).
ودُمرت المدينة بوحشية لا مثيل لها في التاريخ، ووقف أحد شعراء البلاط يمدح الوالي العثماني علي رضا، بقصيدة تفوح منها رائحة الطائفية والحقد، منها:
فتحنا بحمد الله حصن المحمرة
فأضحت بتسخير الإله مُدمّره
وجابر أورثناه كسْراً بكعبه
وليس لعظمٍ قد كسرناه مجبره
على ساقها قامت لكعب قيامة
فزلّت بهم أقدامهم متعثّرة
غدَوا طعمة للسيف إلا أقلهم
قد اتخذوا من شط (كارون) مقبره
سقى الرفض ساقي الحوض كأسَ منيّةٍ
غداةَ وردنا بالمسرات كوثره
وأمسَت (بنو النصار) والرفض دينها
على ما دهاها من علي مفكره.
بقلم د.عبد الهادي الطهمازي
#شبكة_انفو_بلس