مجموعة ملاحظات عن زيارة (كاظمي) للسعودية وايران
كتب / سلام عادل
1- هذه السفرة ربما تكون السفرة الخارجية رقم 26 لرئيس الوزراء خلال سنتين من ولايته، وهو ما يعني أن كاظمي يسافر دولياً اكثر من مرة في الشهر الواحد دون أن يكون لهذه السفرات الخارجية أي مردود مفيد للعراق والعراقيين في الداخل حتى هذه اللحظة.
2- الزيارة الاخيرة الى السعودية هي الثالثة من نوعها، كما تعد الزيارة الثالثة الى ايران ايضاً، ومثلها الى الإمارات، الى جانب زيارتين لتركيا ومثلهما للاردن وكذلك مصر، كما زار دول اوربية عديدة واخرى خليجية، اضافة الى زيارة امريكا مرتين، وجميعها زيارات سبق لرؤساء الوزراء الذين قبله زيارتها دون أن يجني العراق أي فائدة ايضاً.
3- يدعي كاظمي أن زياراته الاقليمية الهدف منها تقريب وجهات النظر بين هذه الدول باعتباره وسيط مقبول، في حين لدى هذه الدول وسطاء اكبر بكثير من حجم كاظمي مثل الدول العظمى او حتى الأمم المتحدة والهيئات الدولية، كما أن هذه الدول حين تختلف تعود لتتصالح فيما بينها بطرقها الخاصة، مثلما حصل بين قطر والسعودية او تركيا ومصر، أما ما يدور من تنافس بين السعودية وايران، فهو يعود لبداية الثمانينات وليس وليد اليوم، ولن يغير من طبيعته اي دور عراقي.
4- وكما هو معروف في السياسة الدولية أن الازمات بين الدول قد تكون مصدر فائدة لدول اخرى، ولعلنا نتذكر حين دخل العراق في نزاع مع ايران، فقد كانت السعودية من اكثر المستفيدين، وحتى هذه اللحظة هي تستحوذ على حصص العراق النفطية داخل اوبك جراء حرب الثمانية سنوات، وكذلك ايران قد استفادت من مغامرة العراق في الكويت، حيث تطورت كثيراً خصوصاً في الجانب العسكري، فيما تراجع العراق، ولهذا يعتبر العراق من اكثر المستفيدين من نزاعات دول المنطقة وليس العكس، هكذا تنظر الدول في لعبة المصالح الدولية.
5- نستغرب تطبيل ابواق السلطة اليوم حين تم فتح ابواب الكعبة أمام كاظمي !!، فقد سبق لجميع رؤساء وزراء العراق دخول الكعبة منذ الجعفري وحتى عبد المهدي، كما نستغرب مخرجات المؤتمر الصحفي مع الرئيس الايراني، حيث يبدو وكأن مفردات هذا المؤتمر مستنسخة عن الزيارة الماضية، فقد تحدث الرئيس الايراني عن (خط سكك حديد الشلامچه) وكذلك عن (رفع التأشيرة للزائرين) فضلاً عن (الأمن المشترك) وكذلك (حسن الجوار) وهي جميعها موضوعات مكررة، مما يجعل زيارة كاظمي الثالثة الى ايران بلا جديد يذكر.
6 - العجيب والغريب وغير المعقول هو ان كاظمي يزور العواصم ويقدم الوعود والتعهدات وهو لا يملك صلاحية تعيين مدير عام واحد ولا حتى تبديل سفير، لكونه تصريف أمور يومية، فضلاً عن وجود شبه قناعة عند جميع الاطراف بعدم التجديد له جراء الخيبة الكبيرة في إدارة الدولة خلال فترة رئاسته للحكومة !!؟؟.
7- والكارثة ان كاظمي يسافر ويزور الدول بهدف حل المشاكل البينية لهذه الدول، في الوقت الذي هو السبب الرئيسي في دوامة من الخصومات والتنازعات والاختلافات الحادة بين القوى السياسية داخل البلد.
8- ولعل الكوميديا السوداء تظهر على نحو صارخ من ناحية تعدد الأزمات التي يعيشها المواطن العراقي يومياً، فيما يخص الخدمات والاقتصاد والأمن، وسط وعود حكومية فقط الى جانب لا مبالاة دولية واقليمية، خصوصاً ملف الطاقة والمياه، حيث نسمع بالوعود ولا نراها، من قبيل الربط الشبكي للكهرباء، او زيادة التدفقات المائية، او حتى الوعد ببناء ملعب لكرة القدم.
9 - بمجرد العودة الى أرشيف قناة العراقية سنكتشف ان كلام المراسلين وحديث المعلقين والمحللين حول زيارات كاظمي الخارجية يشبه بعضه بعضاً منذ الزيارة الخارجية الاولى قبل سنتين وحتى الزيارة الاخيرة الى ايران هذا اليوم، ولا توجد اي اضافات، وكانه شريط يعاد بثه.
10 - ينبغي على كاظمي عدم التحدث بطريقة مخادعة عن (الأمن الغذائي)، لان (عيب)، لكون هذا الموضوع في العراق تحديداً ليس له علاقة بالنزاع الروسي - الاوكراني، وإنما له علاقة بالفساد في وزارة التجارة التي تبتلع قرابة خمسة مليارات دولار من الميزانية بحجة البطاقة التموينية، وهي للاسف أموال تذهب لتجار وسطاء يعملون لصالح سياسيين.