مراكز الخطر
قلّما تدخل مركز تجميل في العراق لاسيما بغداد ولا ترى شخصيتين: سيدة أو غالباً فتاة شابة تُسمّي نفسها د. (شهد) أو (سارة)، وشاب فوق الثلاثين من العمر يدّعي أنه طبيب خريج، لبنان تحديداً، ويُنسب نفسه إلى إحدى العشائر البارزة في العراق. والواقع، أنهم جميعاً ليسو
قلّما تدخل مركز تجميل في العراق لاسيما بغداد ولا ترى شخصيتين: سيدة أو غالباً فتاة شابة تُسمّي نفسها د. (شهد) أو (سارة)، وشاب فوق الثلاثين من العمر يدّعي أنه طبيب خريج، لبنان تحديداً، ويُنسب نفسه إلى إحدى العشائر البارزة في العراق. والواقع، أنهم جميعاً ليسوا "شهد ولا سارة ولا ابن العشيرة الفلانية"، وليسوا (د) وربما الادعاء الوحيد الصادق بين كل ما تسمع هو الشهادة الصادرة من لبنان، ولكن لماذا لبنان؟ يبدو لأن التزوير ومنح الشهادات (الكلك) رائج هناك بشدة. الباحثات والباحثون عن تغيير الشكل نحو الأجمل يسلّمون مصيرهم الشكلي والصحي وربما الحياتي لمجموعة تستغل ضعف الرقابة والملاحقة وسكوت الكثير من الدوريات عن المخالفات لقاء مبالغ مالية، ويكون الأمر في غاية الخطورة مهما أتقن العامل (شهد وسارة والشخص الثالث) المهنة (يدوياً) دون معرفة بالأمور الطبية الثانوية كالضغط والسكري والهرمونات وتأثير العمر والتاريخ المرضي والجيني وسواها، وهنا تكون الكارثة.
تُعد مراكز التجميل في العراق، من الجهات التي تشهد إقبالاً واسعاً عليها بالفترة الأخيرة، وتم افتتاح العشرات منها في بغداد، في مناطق مختلفة أبرزها "الجادرية، والمنصور، والكرادة، وزيونة، وشارع فلسطين، وغيرها"، فضلا عن المحافظات الأخرى. وتسببت العديد من المراكز بمشاكل صحية ومضاعفات جراء عمليات حقن البوتكس والفيلر، وعمليات شفط الشحوم والتنحيف، بينها وفاة سيدة الشهر الماضي جراء عملية شفط دهون نتج عنها تلوث حاد بالدم، ما دفع الشرطة لإغلاق المركز واعتقال القائمين عليه.
وقال نقيب الأطباء العراقيين، جاسم العزاوي، إنّ "النقابة ستتخذ إجراءات مشددة تجاه مراكز التجميل غير المرخّصة المنتشرة في عموم البلاد لإنهاء هذه الفوضى". وأكد في تصريح سابق، إن "مراكز التجميل غير المُجازة تنتشر في عموم البلاد، إلا أن العاصمة بغداد تتصدر المرتبة الأولى في أعدادها".
وأضاف، إن "الحملة ستبدأ من العاصمة بغداد لغلق تلك المراكز وستشمل جميع المحافظات". مبينا، إن "سبب تزايد هذه المراكز يعود للأطباء القادمين من خارج البلاد، والذين هم ليسوا من أصحاب الاختصاص في مجال التجميل". وأشار إلى، أن "أغلب المراكز تشغّل أصحاب مهن أخرى ليس لديهم أي ارتباط بالطب التجميلي". مشددا على أن "النقابة تلقت شكاوى عديدة من مختلف الجهات، حول عشوائية مراكز التجميل وسوء التنظيم والاستخدام".
#شبكة_انفو_بلس