مضامين جبهة الإعلام العراقي في الإسناد
يرى العراق في تسوية القضية الفلسطينية، تهديداً داخلي ووجودياً له، بل ومقدمة لابتلاعه لاحقاً، وهو ما كشّر عنه (النتن ياهو) من على منصة الأمم المتحدة، وذلك حين أظهر للعلن خريطة إسرائيل الكبرى، التي تنطوي على مخطط يُصادر نصف العراق
كتب / سلام عادل
لا شك من كون موقف شبكة الإعلام العراقي، ومبادرة رئيس الشبكة الأستاذ كريم حمادي بدعم من رئيس الأُمناء ثائر الغانمي، تعتبر من أهم مفردات الإسناد الإعلامي العراقي في هذه الحرب، باعتبار أن الدولة العراقية، على المستوى الرسمي والشعبي والمرجعي، اتخذت قرار الدخول في المحور كجبهة إسناد داعمة لجبهة المواجهة، وهو الدور العراقي الطبيعي الموروث عن الآباء والأجداد منذ عام 1948.
ويُعد العراق في قائمة دول العداء وفق التصنيف الإسرائيلي، لأن العراق سبق له اتخاذ قرار محاربة إسرائيل قبل 75 سنة، وخاض ثلاث حروب بهذا الصدد، وهو ما يعني عدم الحاجة لقرار حرب جديد، ومن هنا جاء موقف الرفض المعلن لبغداد في وجه التطبيع خلال كافة الحقب الملكية والجمهورية، والذي حال دون أي محاولات تتيح التوصل لسلام مع تل أبيب، حتى ولو تحت ظل اتفاق أوسلو، الذي رضي به الفلسطينيون وتنكر له الاسرائيليون فيما بعد.
ويرى العراق في تسوية القضية الفلسطينية، تهديداً داخلي ووجودياً له، بل ومقدمة لابتلاعه لاحقاً، وهو ما كشّر عنه (النتن ياهو) من على منصة الأمم المتحدة، وذلك حين أظهر للعلن خريطة إسرائيل الكبرى، التي تنطوي على مخطط يصادر نصف العراق، فضلاً عن أجزاء من تركيا، وكامل سوريا والأردن ولبنان، ونصف مصر، وشمال السعودية، وكأمل الأراضي الكويتية.
ومن هنا يكون التحشيد العراقي في هذه الحرب في محله، ومن متطلبات الدفاع عن الأمن القومي، سواء كان التحشيد سياسياً او عسكرياً او إعلامياً، لكون العراق ليس محايداً في هذا الصراع، ولن يكون غير منحاز لجبهة المواجهة، الأمر الذي جعل قنوات الدولة الرسمية تستشعر الخطر، وهي حالة تذكّرنا بحالة التحشيد خلال حرب داعش، التي هددت الدولة العراقية بنفس منطقة إسرائيل.
وفي كل الأحوال كانت أيام الحرب على داعش بمثابة مختبر لكشف الـ DNA الوطني، وحقيقة انتماء الأفراد والجماعات لقضايا البلد، وذلك حين قدمت الاغلبية تضحيات كبرى من أجل تحقيق النصر، في حين سعى البعض لبثّ (خطاب التهوين)، تحت يافطة (نريد نعيش، او تعبنا من الحرب)، رغم كون التحديات وجودية ومصيرية، ولا يمكن حلها إلا بالمواجهة والذهاب إلى أقصى النهايات، التي تضمن النصر.
ولهذا ينبغي في هذه الايام تفعيل جميع أنواع الأسلحة الوطنية، على رأسها سلاح الإعلام، خصوصاً أن العدو يعتمد في ماكنته الحربية على الإعلام كسلاح رئيسي في المواجهة، ولعل الجميع شاهد ذلك من على منصات التطبيع المتوارية ضمن باقة قنوات بعض الدول العربية، او شاشات العدو الرسمية، من بينها قناة 14، التي وصل بها الحال أن تضع سماحة المرجع الديني الأعلى في النجف السيد السيستاني على رأس قائمة الاهداف الصهيونية.
وبالتالي حسناً فعلت شبكة الاعلام العراقي حين تصدّت للإعلام المُعادي، وحين اختار رئيس الشبكة كريم حمادي خطاب الإسناد، كما فعلت الجزيرة والميادين وقنوات الاتحاد الإسلامي، كذلك القنوات الإعلامية الاخرى، مثل قناة الاولى وقناة الرابعة، وقائمة طويلة من قنوات التلگرام ومنصات السوشيال ميديا الشخصية التابعة لأفراد عراقيين، حرّكتهم مشاعرهم ومبادئهم وغيرتهم على مقدسات الأمة ووجودها.
#شبكة_انفو_بلس