لا يأس مع الإرادة
يتوهم البعض أن المعركة أو التحدي مع الكيان الإسرائيلي وصل نهايته الخاسرة وأن العرب ومن يعي حجم الظلم والاستكبار الذي يمثله علو الصهاينة على دماء وأشلاء أبناء الأرض, يلفظون أنفاسهم في نضالهم وقضيتهم. هذا الوهم يمكن أن يتلاشى من خلال عودة خاطفة لتاريخ النضال والثورة ضد المعتدين على بلادنا والمتسببين بويلاتها سواء بالحروب وتصدير الأزمات وتنصيب الحكومات الفاشلة والظالمة التي أوسعت شعوبها حرمانا وظلما.
إن القضية العادلة لا تنتصر بسهولة ولا تجري خططها كما رسمها قادتها, فهناك على الدوام إرهاصات وتضليل وشراك وأفخاخ واغتيال وخداع وخلق أزمات داخلية وغيرها من وسائل إضعاف المقاومة والثورة, وهذا ما جرى مرارا خلال مئة عام من النضال في سبيل فلسطين وحريتها وتطهيرها من دنس المحتلين الغاصبين, وما كانت المقاومة يوما محصنة من التآمر والتضييق وافتعال الحروب الداخلية ولنا في أحداث الأردن يوم وقع القتال بين الجيش الاردني والفدائيين فيما عرف بأيلول الأسود مثال جلي, ثم الحرب الأهلية اللبنانية التي كانت تهدف لطرد الفلسطينيين من لبنان وتشتيت المقاومين بعيدا عن حدود ارضهم المحتلة, ثم اغتيال خيرة قيادات حركتي حماس والجهاد الاسلامي وصولا الى اعلان التطبيع العربي مع الصهاينة, ولكن ماذا جرى؟ بقيت المقاومة وبقيت الروح الفدائية الثورية وكان شهر رمضان المصادف عام ألفين وواحد وعشرين أوضح رسالة لليائسين حين فاجأت المقاومة المغدورة من الأشقاء العرب كل عدو وصديق بما امتلكت من ادوات وقدرات جعلتها ندا لعدوها المتفوق عددا وعدة بمئات المرات. إن الأمر باختصار ليس على المقاوم والثائر أن يعتقد يوما أن حربه حرب مواجهة فقط وأن عدوه يلاقيه بالسلاح لقاء الرجال وحسب, إنما طريقه مملوء بالتحديات والطعنات غير المتوقعة, ومع ذلك كله يبقى شعاره الثابت لا يأس مع الإرادة
#العلو_الاخير