عقوبة أم مكافأة
قرار وزارة التعليم عزل المطبع عميد كلية التربية والمطبعة سحر كريم وطردهما من الوظيفة. هو دليل فاقع على هشاشة الدولة وعجزها عن تطبيق قوانينها نفسها
كتبت بيداء حامد
⛔ قرار وزارة التعليم عزل المطبع عميد كلية التربية والمطبعة سحر كريم وطردهما من الوظيفة. هو دليل فاقع على هشاشة الدولة وعجزها عن تطبيق قوانينها نفسها وأنه لا شئ يعلو على قرارات السفارة "الأمريكية" في بغداد.
⛔ إذا كنا في دولة تحترم نفسها فعلاً، فإن قوانينها ليست خاضعة لمزاج الشارع الذي تتلاعب به وسائل الإعلام ومرتزقته، فأما هناك قانون أو هي دولة فيسبوكية كارتونية تافهة في طريقها الى الإضمحلال والتلاشي.
⛔ على هذا الأساس يجب أن يتم تقييم قرار العزل، ومقارنةً بما ينص عليه القانون النافذ في الدولة، فالعزل هنا مكافئة ومكرمة وليس عقوبة. المشرّع لا يضع القوانين عبثاً والتشدد بالقوانين ليس مزاجاً منه بل هو موازنة بين الجريمة وخطورتها على المجتمع وقوة العقوبة الرادعة تتناسب طردياً مع حجم تهديد الأمن القومي الذي يتسبب به الجُرم.
⛔ عندما تكافئ المجرم فأنت تشجعه على المضي فيها. الآن أصبح بإمكان الأنظمة الخليجية بسخائها المعهود في كل ما يتعلق بالتصهين، أن تشتري ذمم عشرة عمداء آخرين ودرزنين من سحر كريم لعقد مؤتمرات متشابهة ويتكفل الإعلام المعادي بتصويرهم ضحايا للعزل التعسفي وتتحول قضية التطبيع الى مجرد وجهة نظر حالها حال القانون المروري بوضع حزام الأمان الذي لا يلتزم به أحد.
⛔ لذلك ما يجري الآن هو مسرحية تمارسها حكومة العميل المتواطئة بكل خطوات التطبيع، وهذه القرارات مجرد حركة بهلوانية غير قانونية لإعطاء إنطباع مخادع بأن هناك إجراءات صارمة للحكومة المشبوهة وإرضاءاً معنوياً وإنتخابياً لأصحاب البيانات النارية. وبعد فترة وجيزة سيُنتسى الأمر ويصدر بهدوء وصمت، قرار برد الإعتبار لهؤلاء الق رود ويدفع لهم مستحقاتهم كاملة وبأثر رجعي.
⛔ عندما يوضع على رأس السلطة عميل للعدو، يصبح من السخف الحديث عن دولة وقانون وأمن قومي .. وإذا لم يهب العراقيون بالإنتخابات القادمة لوقف هذه المسخرة الخطيرة، فستجدون العميل القادم بعد شهرين من تنصيبه، يصافح نفتالي بينيت في تل أبيب.