طف كانون
لم يتخيّل أشدّ المتشائمين في الإدارة الامريكية أن يتحوّل يوم الثالث من كانون الأول عام 2020 الى يوم سنوي تُحييه الملايين من شيعة العراق وإيران استذكارًا لقادتهم الشهداء جمال وقـ_ـاســ_ـم، بما يمكن تشبيهه بطفٍّ مصغّر بعد طفّنا الأكبر في عاشوراء
لم يتخيّل أشدّ المتشائمين في الإدارة الامريكية أن يتحوّل يوم الثالث من كانون الأول عام 2020 الى يوم سنوي تُحييه الملايين من شيعة العراق وإيران استذكارًا لقادتهم الشهداء جمال وقـ_ـاســ_ـم، بما يمكن تشبيهه بطفٍّ مصغّر بعد طفّنا الأكبر في عاشوراء، ذلك اليوم الذي يرى الكثيرون أنه اليوم الذي أعطى للتشيّع أسباب بقائه وديمومته عبر مئات السنين من الظلم والجزر والقمع من سلطنات وحكومات وإمارات أرادت أن تدفن تلك الذكرى وتحيلها الى رماد تذروه الرياح.
ما جرى هو تكرار لخطأ تاريخي يتصور فيه الطغاة أن تصفيتهم لخصومهم خصوصًا من عيّنة الحسين وأصحابه ومريديه سيدرس أثرهم ويحيلهم الى النسيان بتقادم الزمان.
فجر الثالث من كانون لعامنا هذا وما قبله وما بعده بأيام يعطينا تصور عن استطالة الدماء وتحولها الى جسر يربط بين مثابتين، ويديم ذلك الزخم العقائدي الذي يدعم خط المقاومة ومحورها، تلك الحشود التي أحيت الذكرى كانت مصداقًا من مصاديق الحكمة القائلة إن الضربة التي لم تقتلني تُقوّيني، وهي دليل فشل الرهان على إجهاض تجربة الحـــ_ــشد الشــــ_ـــعبي وضمورها بعد اغتيال قادتها وضياع دمهم بتقادم الأيام، فما جرى هو عكس ذلك بالضبط، وكل ذلك بفضلك أنتَ سيدي وأنتِ سيدتي ممن شارك في إحياء الذكرى، فقد وضع كل منكم لبنته كأساس تُقام عليه ركائز بنيان جديد، يُضاف الى مثابات الــ_ــمـ_ــقــ_ـاومــ_ـة التي تبعت مثابة الحركة الحسينية الكبرى عام 61 هجرية.
أنتَ أو أنتِ ممن خطوتم في مليونية أو شغلتم جلسة في مهرجان استذكار أو وقفة أمام ضريح أم تركتم بصمة في مواقع التواصل أو أي مشهد تُكثِّر فيه من بياض خط الــ_ــمـ_ــقــ_ـاومــ_ـة وتُكثِّر فيه السواد على متبني مشروع التـ_ــطبـ_ـــيع وصبــ_ــيانهم، أنتم يا من حثثتم الخطى في ذكراهم، أنتم هم جـ_ــمال وقــ_ــاسم، ولستم صفرًا على اليسار أبدًا، بل إنكم بما سطرتموه في ملحمة الاستذكار هذا العام نقطةٌ على حرف يقلب معنى الانكسار الى رفعة وشموخ وكبرياء محمدي علوي حسيني حـ_ــشدي مقاوم، أنتم هم يقين الخير الذي أكد عليه شهيدنا فارس كرمان وأنتم هم حرف قَسَم الشايب بقوله والله لن نتركهم وسيرحلون، أنتم الرصاص والعبوة والصاروخ والمسيرة الــ_ــمـ_ــقــ_ـاومــ_ـة ، أنتم الصوت الحسيني المدوي في سماء متخمة بأصوات الهامسين خوفًا من افتضاح نواياهم، أنتم يا من أحييتم الذكرى هذا العام تكرار رائع ونقي للشعار الحسيني الخالد "هيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون" و أنتَ وأنتِ إنما كنتما همزة وصل بين ضفتي لحظة لتكونا حلقة متصلة ترتبط بيوم عاشوراء من جهة ويوم قيام قائم آل محمد من جهة أخرى.
فهنيئاً لكم ما تركتم من بصمة تُخرجكم من دائرة (نسياً مَنسيا) ، وتُحيلكم الى فعل يُغيّر مسار الأحداث، ويؤكد على أن كل ما جرى ويجري إنما هو (يقيناً كلُّه خير)
#شبكة_انفو_بلس