المسرح المفتوح تجربة تتعرض للهجوم
المسرح المفتوح تجربة جديدة تثير أدوات الخصوم أليس من الغريب أن تتفق جهات إعلامية متباعدة على عنوان واحد لموضوع واحد ليس خبراً بل حدث عابر وفي توقيت واحد؟ هذا ما كان عندما تم عرض مسرحية (قيامة الأرض) في مدينة البصرة
المسرح المفتوح تجربة جديدة تثير أدوات الخصوم
أليس من الغريب أن تتفق جهات إعلامية متباعدة على عنوان واحد لموضوع واحد ليس خبراً بل حدث عابر وفي توقيت واحد؟ هذا ما كان عندما تم عرض مسرحية (قيامة الأرض) في مدينة البصرة, وهي مسرحية تمثل أبرز الحوادث والقصص المفصلية في تاريخ الإنسان منذ آدم عليه السلام وصولاً إلى أحداث 2014 في العراق وتحقيق النصر بطرد التنظيم الإرهابي واستعادة المدن التي سيطر عليها لسنوات ثلاثة, وهو عمل مشترك عراقي-أيراني.
تميزت المسرحية باستخدام مميز للديكور والمجسمات والتصوير خصوصاً للهياكل الضخمة لا الشخصيات التي تؤدي الأدوار وحسب, كمثل سفينة نبي الله نوح وهي تجري في الطوفان, أو نار نبي الله إبراهيم, وشجرة نبي الله آدم عليهم السلام, مع استخدام الإضاءة والمؤثرات الصوتية التي تقود المشاهد ليعيش الأجواء كما لو كانت حقيقة.
وسائل إعلامية عدة معروفة بنشرها وترويجها الأخبار والبرامج بالضد من الحشد ومفاهيمة ومبادئه وتجتهد في توجيه الرأي نحو الطرف المناوئ له أياً كان, تشن حملة ضد المسرحية المذكورة التي عرضت سابقاً في بغداد وشهدت حضوراً جيداً رغم انحسار الإقبال على المسارح عموماً مع ظهور وسائل نشر ومتابعة أكثر سهولة في متناول الأيدي.
وصفت هذه الجهات الإعلامية خطوة عرض المسرحية بأنها (حرب ناعمة يعلنها الحشد الشعبي) باعتبار أن المؤسسة الراعية للمسرحية (أوج) قريبة ومتعاونة مع الحشد وإعلامه في بعض الأعمال والتغطيات للأحداث في العراق, ولكنها عبرت عن ذلك لا بطريقة الخبر ولكن بطريقة الهجوم والتجريم رغم أن المسرحية عرضت قصصاً من القرآن الكريم جرت مع الأنبياء عليهم السلام ثم انتقلت إلى مراحل في تاريخ الإسلام لا يختلف عليها المسلمون على اختلاف مذاهبهم, وصولاً إلى دور الحشد الشعبي في مواجهة التنظيم وهذا ما شهد العراقيون وغيرهم عليه ولا ينفك المنصفون يذّكرون الناس به أمام حملات التضليل ومحاولات جهات داخلية وخارجية محوه من ذاكرة وضمائر العراقيين, فما دواعي الهجوم على العمل؟
إن أخوف ما يبعث الخوف لدى الجهات المناوئة للحشد والتي ترعى تلك الوسائط الإعلامية هي أن يطور الحشد وجمهوره أساليبهم الإعلامية, ويصلوا إلى الناس بطرق غير تقليدية, خصوصاً أن هؤلاء المتلقين لن يجدوا فيما يطرحه هذا الإعلام ما يخالف الحقيقة التي لا تزال ذاكرتهم حافلة بها, ولن يجدوا صعوبة في تمييز ما يُطرح أمامهم من هنا وهناك, وهذا بدوره يدعو الإعلاميين والكتاب الحريصين على حفظ البلاد ووحدتها وأمنها وقوتها وكل ذلك يضمنه استمرار قوة الحشد وحضوره في نفوس الناس, يدعوهم إلى التنبه لضرورة تطوير الأساليب الإعلامية وتنويعها ومعرفة آلية الوصول إلى الجمهور تماماً كما يصف الطبيب الدواء بعد معرفة ما يحتاجه وما يتحمله جسم المريض.
#العلو_الاخير