عملاء الموساد ليسوا بأمان
يواجه جهاز الموساد الإسرائيلي واحدة من أخطر أزماته من نشأته، لم يعلن الكثير عن تفاصيلها، لكن آخر تجلياتها كان ما نُشر عن استقالة قائد وحدة "قيسارية"، المسؤولة عن العمليات الخاصة، بسبب خلافات مع رئيس الجهاز ديفيد برنيع، وقد أُعلن عن الاستقالة بعد اجتماع بين
عملاء الموساد ليسوا بأمان
يواجه جهاز الموساد الإسرائيلي واحدة من أخطر أزماته من نشأته، لم يعلن الكثير عن تفاصيلها، لكن آخر تجلياتها كان ما نُشر عن استقالة قائد وحدة "قيسارية"، المسؤولة عن العمليات الخاصة، بسبب خلافات مع رئيس الجهاز ديفيد برنيع، وقد أُعلن عن الاستقالة بعد اجتماع بين الاثنين.
وفق ما نشر في الصحافة الإسرائيلية، وبالتأكيد خضع للرقابة العسكرية، فقد قال رئيس الموساد برنيع لقائد وحدة قيسارية إنه ومساعديه أصبحوا عبئاً على الموساد، مشددا على أهمية إجراء تغييرات مهمة في طريقة عمل الوحدة بسبب الصعوبات في تشغيل العملاء الإسرائيليين حول العالم.
لم ينفذ قائد وحدة قيسارية، التعليمات الخاصة بتشغيل وإدارة عمل وسلوك العملاء، بحسب الصحيفة، وهو السبب في الانتقاد الحاد الموجه له من قبل رئيس الموساد، والذي تسبب باستقالته وعدد من المسؤولين في الوحدة، وقد جرى تعيين قائد جديد للوحدة.
عملية الاستقالة الجماعية هذه، هي الثانية خلال أشهر، لكن الإعلام الإسرائيلي لم يذكر السبب الحقيقي وراء هذه الأزمة التي تعد الأخطر في جهاز الموساد. المؤكد، أن الموساد ليس ملكا خاصا لبرنيع، وأن الاستقالات تمت المصادقة عليها من جهات أمنية وسياسية عليا، وجاءت نتيجة لجان تحقيق وتوصيات لها علاقة بـ إخفاقات عملية حادة، وهذه منهجية عمل أمنية إسرائيلية لا تحتاج إلى الكثير من التحليل.
وليس من قبيل المصادفة أن تنشر جريدة الأخبار بعد خبر استقالة قائد قيسارية بساعات، وربما في محاولة للربط بين الأحداث، تقريرا عن فك جهاز الأمن الداخلي في لبنان لغز أكثر من 15 شبكة تجسس إسرائيلية تعمل في البلاد. وبحسب التقرير، عملت كل شبكة على حدة، في جميع أنحاء لبنان وحتى في سوريا. ووصفت الأخبار الكشف بأنه "أحد أكبر العمليات الأمنية" التي نفذت في لبنان منذ عام 2009.
وبدأت العملية الأمنية قبل نحو أربعة أسابيع مع الحفاظ على أقصى درجات السرية داخل جهاز الأمن الداخلي اللبناني. كجزء من العملية، تم التحقق من قيام العشرات من المشتبه بهم بأنشطة لصالح الموساد، بشكل مباشر أو غير مباشر، عن قصد أو عن غير قصد، بغرض جمع معلومات عن حزب الله والفصائل الفلسطينية في لبنان.
إضافة إلى ذلك، فقد أورد التقرير معلومات عن اكتشاف عميل كبير داخل جهاز الأمن الداخلي اللبناني، وهو يشغل منصبا كبيرا، فضلا عن الكشف عن عميل يعمل في جهاز التعبئة في حزب الله، وقد كان له نشاط في لبنان وسوريا، حيث قال خلال التحقيق معه إنه تم تجنيده من قبل منظمة ادعت أنها تعمل في خدمة الأمم المتحدة.
أما في الأراضي المحتلة فبعد اعتقال العميل المشارك في عملية اغتيال الشهيد البطش، أعلن ثلاثة قادة كبار في جهاز "الموساد"، عن استقالتهم، وجميعهم برتبة لواء، وهم رئيس قسم التكنولوجيا، ورئيس قسم مكافحة الإرهاب، ورئيس قسم "المفرق" وهو القسم المركزي في الجهاز، المسؤول عن تشغيل العملاء". حينها قالت الصحافة الإسرائيلية إن مسؤولا رابعا سيقدم استقالته قريبا.
هذه الاستقالات أثارت علامات استفهام حول الطريقة التي جرى فيها استدراج قاتل الشهيد البطش من قبل الأمن الداخلي في قطاع غزة، والخداع الذي تعرض له وبالتالي مشغليه ومسؤوليه، وحول ما إذا كانت المقاومة وحلفاؤها قد فكوا شيفرة عمل عملاء الموساد في مناطق مختلفة، خاصة وأن بعض التسريبات أشارت إلى تعاون أكثر من جهة في استدراج العميل.
#العلو_الاخير