السفارة المكروهة في العراق

صار يتلقى المتابعون بامتعاض أي نشاط وموقف وبيان يصدر عن السفارة الأمريكية في بغداد، وهذا الامتعاض المصحوب بازدراء يطال أيضاً المرتبطين والمسوقين لخطاب السفارة، سواء كانوا ممولين بأجر أو المضحوك عليهم بواسطة تأثير معين
كتب / سلام عادل
يوم بعد آخر تُثبت سفارة واشنطن في بغداد أنها تعمل بقصد من أجل إضعاف الدولة وإحراج الحكومة العراقية، وذلك حين تخرج ببيانات ومواقف خارج القواعد والحدود الدبلوماسية، بل وتفرض نفسها أحياناً فوق السلطات الشرعية كافة في البلاد، بما فيها البرلمان والقضاء، وسط استهجان ورفض شعبي عراقي يظهر في التعليقات، التي تصل حد الشتائم والتقريع، على أي منشور للسفارة في مواقع التواصل الاجتماعي.
ولأمريكا وجه أسود في العراق نتيجة سياسات واشنطن المتراكمة منذ عقود بعيدة، من بينها الحصار الاقتصادي والعقوبات الظالمة لمدة استمرت 13 سنة، ومن بعد ذلك الاحتلال وما تسبب به من انفلات وانهيار شامل أدى إلى موت ما يقرب من مليوني إنسان عراقي، بعضهم تم قتله بنيران مباشرة، وآخرون نتيجة العمليات العسكرية المتعددة الأشكال والمقاصد.
ومن هنا تبدو الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من تسبب بأضرار بشرية ومادية للعراقيين، وهو ما يجعل العراقيين أشد كرهاً ورفضاً لأمريكا مقارنة بالدول الأخرى، مما يحول دون تطبيع العلاقات بصورة جيدة على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي، ونرى ذلك بوضوح في تعقيدات التواصل الدبلوماسي وحتى التبادل التجاري والعلاقات الإنسانية بشكل عام، وخصوصاً في السنوات الأخيرة، حين باتت فيها أمريكا ظهيراً للكيان الصهيوني.
والسفارة الأمريكية ليست مكروهة في بغداد فقط، وإنما في كافة دول العالم، حيث في كل العواصم توجد سفارة أمريكية، وغالباً ما تُحاط السفارة بالصبات الكونكريتية وسط حراسة مشددة من الشرطة، والحال انعكس على المواطن الأمريكي، فهو أيضاً يشعر بنفسه مكروهاً بين الشعوب الأخرى، يشمل ذلك العراقيين المجنسين بجنسية أمريكية، حتى إن أحدهم عندما يزور العراق يتوارى عن الأنظار ويشعر بكونه منبوذاً لمجرد أنه يحمل جنسية أمريكية.
ولهذ صار يتلقى المتابعون بامتعاض أي نشاط وموقف وبيان يصدر عن السفارة الأمريكية في بغداد، وهذا الامتعاض المصحوب بازدراء يطال أيضاً المرتبطين والمسوقين لخطاب السفارة، سواء كانوا ممولين بأجر أو المضحوك عليهم بواسطة تأثير معين، الأمر الذي انعكس سلبياً على قواعد العمل الدبلوماسي والتمثيل الرصين بين الدول، وهو ما يُشعر بضرورة إدراج حالة (السفارة المكروهة) على قائمة الإصلاح، إلى جانب حالة الفساد المالي والإداري والسياسي.
#شبكة_انفو_بلس