edition
إنفوبلاس
  • الرئيسي
  • كل الأخبار
    • سياسة
    • أمن
    • اقتصاد
    • رياضة
    • صحة
    • محليات
    • دوليات
    • منوعات
  • اقرأ
  • شاهد
  • انظر
  • انفوغراف
  • كاريكاتور
  • بودكاست
  • بلغتنا
  • من نحن
  1. الرئيسية
  2. مقالات
  3. الشيوعية العراقية.. جثة إنگليزية بذاكرة سوفيتية

الشيوعية العراقية.. جثة إنگليزية بذاكرة سوفيتية

  • 10 تشرين اول
الشيوعية العراقية.. جثة إنگليزية بذاكرة سوفيتية

الرفاق، الذين خانوا الرفاق، تحولوا من مناضلين إلى موظفين، بعضهم يحمل رتبة دمج، والكثير منهم ترك المطرقة والمنجل وحمل الجواز البريطاني، حتى باتوا يساراً من ورق يحترف الخسارة

 

كتب / سلام عادل

لم تُولد الشيوعية في العراق من رحم الواقع الاجتماعي أو الاقتصادي، بل جاءت على أجنحة الرياح القادمة من موسكو، محمّلة بأفكار جاهزة صيغت في مطابخ المخابرات السوفيتية، وكانت الفكرة في بدايتها غريبة عن البيئة العراقية، لا تنتمي إلى ثقافتها الدينية أو الاجتماعية، ولكنها تسللت عبر المثقفين، الذين أغرتهم الروايات الأممية، دون أن يدركوا أنهم يتحولون إلى أدوات في صراع دولي لا علاقة له بالمصلحة الوطنية، وهكذا نشأت الحركة الشيوعية العراقية كصدى لقرارات خارجية، أكثر منها تعبيراً عن حاجة محلية أو مشروع وطني نابع من المجتمع.

ولم ينجح الشيوعيون في بناء قاعدة مؤسساتية أو فكر تنظيمي عميق، بل اعتمدوا العمل الشوارعي أسلوباً للتأثير والحشد، حيث كانت المظاهرات والاحتجاجات هي مسرحهم المفضل، لكن نتائج هذا الأسلوب كانت كارثية؛ إذ غذّت الفوضى السياسية وأسهمت في زعزعة الاستقرار، ودفعت إلى انقلابات وتحالفات انتهت إلى دكتاتوريات، كان ضحاياها في الغالب من الطبقات، التي زعم الحزب الدفاع عنها، ما أدى إلى فشل الشيوعي العراقي في التحوّل من حركة احتجاج إلى قوة حكم، لأن بنيته الفكرية لم تحتمل التحوّل من الشعار إلى الدولة.

ولعل تاريخ الخطاب الشيوعي في العراق لا يخلو من القسوة اللفظية؛ فالشعارات، التي كانت تُرفع تحت عنوان النقد السياسي، كثيراً ما كانت تنزلق إلى التجريح والاتهام والتخوين، فكل مخالف هو “رجعي” أو “عميل”، وكل منافس هو “برجوازي” أو “انتهازي”، وهذا التوصيف العدائي أسس لثقافة إقصائية لا تزال آثارها ماثلة في الخطاب السياسي العراقي، فبدلاً من أن يقدم الحزب نموذجاً للحوار والتعدد، رسّخ ثقافة العداء والشتيمة، التي ما زالت تلقي بظلالها على الحياة السياسية حتى اليوم.

ولطالما حاول الحزب الشيوعي تسويق نفسه كقوة نظيفة اليد، لا تتورط في الفساد ولا تتلوث بالمحسوبية، لكنه في التجربة العراقية الحديثة أثبت العكس تماماً، فخلال ما يُعرف بمرحلة “الدمج”، حصل الشيوعيون على آلاف الدرجات الوظيفية والمناصب ضمن المحاصصة، واستفادوا من النظام نفسه، الذي يهاجمونه ليل نهار، أما خطابهم ضد الانتهازية، فكان في الواقع ستاراً لصفقات خلف الكواليس ومكاسب في الوزارات والمؤسسات، والمفارقة أن من رفع شعار “لا وطن في ظل الفساد” هو جزء من منظومته.

ومن أغرب المفارقات أن الشيوعيين العراقيين، الذين وقفوا مع موسكو ضد لندن، انتهى بهم المطاف إلى الإقامة في بريطانيا نفسها، التي كانوا يعتبرونها رمزاً للإمبريالية، بل إن نسبة كبيرة من القيادات والكوادر الحزبية اليوم تحمل جنسية مزدوجة، وهو ما يكشف عن الانفصام بين الشعارات والممارسة، فكيف لحزب يتحدث عن الانتماء الوطني أن يعيش في أحضان الدول، التي كان يصنفها عدواً طبقياً وتاريخياً؟

ولا يمكن أن نتجاهل كيف دفع الحزب الشيوعي العراقي بآلاف الشباب إلى مغامرات مسلحة ضد أنظمة الحكم السابقة، دون رؤية استراتيجية أو حساب سياسي واقعي، وكانت تلك المغامرات أشبه بانتحارات جماعية باسم “الكفاح المسلح”، دفع ثمنها جيل كامل من المناضلين، الذين استُهلكوا في صراع غير متكافئ لم يكن فيه الحزب مسؤولاً عن أرواحهم بقدر ما كان حريصاً على توثيق بطولاته على الورق، ليُظهر نفسه سادناً للنضال، حتى وإن كان الثمن دماء شبابه.

وإذا ما كان تحالف الحزب الشيوعي مع البعثيين في السبعينيات يمثل نقطة سوداء في تاريخه، فإن تحالفه مع حزب البارزانيين لاحقاً مثّل سقوطاً آخر في مستنقع الانتهازية السياسية، ففي كلا الحالتين، تخلى الحزب عن مبادئه المعلنة من أجل البقاء في المشهد السياسي، حتى لو كان ذلك بثمن التحول إلى “طابور خامس” داخل العملية السياسية، وهكذا انتقل الشيوعي العراقي من حزب يرفع شعار الثورة، إلى حزب يبحث عن مقعد رمزي في أي تحالف يضمن له البقاء على قيد السياسة.

وفي الختام.. الحزب الشيوعي العراقي اليوم يعيش أزمة اتجاه وهوية؛ فلا هو يساري بالمعنى الفكري، ولا وطني بالمعنى العملي، فقد خسر قاعدته الشعبية، وتخلى عن مبادئه الثورية، وأصبح مجرد ظلّ باهت لحزبٍ كان يوماً ما يُرعب السلطة، واليوم، حين يُستحضر تاريخه، لا يُستذكر إلا بوصفه مثالاً على كيف يمكن لفكرة نبيلة أن تتحول إلى أداة تخريب عندما تفقد صلتها بالأرض والوطن والناس.

المقال يعبر عن رأي كاتبه، وليس بالضرورة عما يتبناه الموقع من سياسة

أخبار مشابهة

جميع
من شراء الذمم إلى تمويل البشير شو: هكذا يُدار الرأي العام في عهد السوداني

من شراء الذمم إلى تمويل البشير شو: هكذا يُدار الرأي العام في عهد السوداني

  • 4 تشرين اول
"نتنياهو والبروباغندا الفاشلة: مسرحية إسرائيلية بين الترهيب والقمع الإعلامي"

"نتنياهو والبروباغندا الفاشلة: مسرحية إسرائيلية بين الترهيب والقمع الإعلامي"

  • 2 تشرين اول
آلية الزناد : كيف تحولت العقوبات إلى حسنات في التجربة الإيرانية

آلية الزناد : كيف تحولت العقوبات إلى حسنات في التجربة الإيرانية

  • 1 تشرين اول

شبكة عراقية اعلامية

  • الرئيسية
  • مقالات
  • فيديو
  • كاريكاتور
  • إنفوغراف
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوطة