الصُور العظيم
كان المصداق الالهي يتسامى وينسجم مع المصداق الاجتماعي، نعم رأينا الناس تدخل في دين الله افواجا وهم يتسابقون الى حتفهم عبر عجلات الحمل، لم يكن سلوكا جمعيا بل كان سلوكا إلهيا أوعز به هذا الرجل العظيم
كتب / احمد العلاق
يجلس في بيته الصغير ذي الجدران البالية التي تخترقها المصطلحات والألقاب المتهمةً إياه بالتبعية والنوم والصمت إزاء ما يحدث في أرض أجداده.
قبال ذلك يقف أبناؤه وأبناء أخيه على أسوار بغداد وهم يستبقون النصر بأرواحهم التي تتساقط مرتفعةً صوب الله الذي يكون في عوننا دائما.
تجمّع تاريخ العالم في هذه الأرض ، كل الأضداد تجمعت بحرب كونية لا طائفية ، الصراع الأزلي الذي يعتمد عليه الوجود بين الخير والشر بين النقاء والشوائب صاغ نفسه في زمن جديد كثر فيه الناصر وكثر فيه الخاذل أيضا.
الذي أتحدث عنه وعن أبنائه وأبناء أخيه، ذلك الرجل العجوز صاحب التسعة عقود. أبصُر، أرى ملامحه كأنها ملامح الأنبياء بعينيه المطمئنتين ونظراته العظيمة .
هذا الذي تعب لحالنا ومن حالنا في الوقت ذاته،
هذا العجوز سُمي علي كما أخيه اسمه ايضا علي ووالدهم علي الذي يقاسمونه الاسم والمضمون نفسه.
إيهٍ أيتها الايام والحكايا المرصّعة بالعِز، صدح علي بفقار لسانه وأطلق فتوى "الزلم الزينة"، كانت المعادلات مختلفة تماما حيث نفخ في الصور فانقلبت الاشياء على غير المتوقع، نعم نفخ في الصور فخرج الاحياء من بيوتهم الى قبورهم ليس كما هو متعارف عليه حيث تخرج الاموات من قبورهم.
كان المصداق الالهي يتسامى وينسجم مع المصداق الاجتماعي، نعم رأينا الناس تدخل في دين الله افواجا وهم يتسابقون الى حتفهم عبر عجلات الحمل، لم يكن سلوكا جمعيا بل كان سلوكا إلهيا أوعز به هذا الرجل العظيم،
سلوكا لم يستطع البعض مجاراته فهرب من هرب وخان من خان فما كانت وطنيتهم الا اكذوبة لا زال بعض "الحثلگ" يصدقها اليوم، الذي جارى هذا السلوك وحدهم الذيول الذين ذللوا العقبات امام الوطن المُتعب من قبل " الحثلگ" ،نعم الذيول الذين تمتلىء أعمدة الشوارع بوجوههم البريئة وضحكاتهم وهم يرتدون المرقط، هذا الزيّ الذي لا يتقبله الا الجسد المنصقل بالكرامة الشيعية.
علي وأبناؤه وأبناء أخيه وهبونا مجدا عظيما لا يمكن محوه حتى يلج الجمل في سم الخياط ، مجدا وكرامة صاغها جنود النصر مع قادتهم طُبعت في وجدان الامة،
المجد العظيم الذي عاصرناه قرآن الغيارى لا يمسّه الا المطهرون المغتسلون بنهر الشهامة والشرف ، فمن لا شرف له يبقى يصرخ بأعلى صوته .. ليصرخ