العالم يتغير .. شروق الشرق وغروب الغرب
قال ساركوزي، إن محور العالم انتقل من الغرب إلى الشرق، وهو ما بات يدفع إلى توسعة مجلس الأمن وعدم اقتصاره على الدول الخمس الدائمة العضوية، ليشمل ممثلين عن أفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية، وحتى بعض الدول الآسيوية المؤثرة مثل الهند واليابان.
كتب / سلام عادل
تعلمنا من فلسفة التاريخ ما يُعرف بـ(موت الحضارة) وهو ما حصل عدة مرات على مدار القرون، ففي الوقت الذي كان فيه الشرق نقطة إشعاع الكون، كان الغرب في حينها يعتبر بمثابة نقطة ظلام، حتى صار يطلق على تلك الحقبة الغربية المتخلّفة بفترة (القرون المظلمة)، وقد استمرت حتى عصر التنوير، وحينها بدأ الشرق بالتراجع.
ولكن اللافت للنظر في هذه الفترة أننا صرنا نشهد بداية مرحلة يؤشَّر فيها عودة جديدة للشرق مقابل تراجع غربي، وهو ما بات اليوم يشكل احد محاور البحث والاهتمام بين الأوساط النخبوية العالمية، والأكثر وضوحاً بهذا الجدل كان الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، الذي قدم تصريحات لافتة عن قرب نهاية الهيمنة الغربية.
وقال ساركوزي، إن محور العالم انتقل من الغرب إلى الشرق، وهو ما بات يدفع إلى توسعة مجلس الأمن وعدم اقتصاره على الدول الخمس الدائمة العضوية، ليشمل ممثلين عن أفريقيا والعالم العربي وأمريكا اللاتينية، وحتى بعض الدول الآسيوية المؤثرة مثل الهند واليابان، وذلك لكون مؤسسات النظام العالمي لم تعد تتناسب مع السوق العالمية الجديدة.
ولعل معطيات الانتاج العالمي التي صار محورها قارة آسيا على وجه الخصوص، ومع التطور المتسارع لدول منظمة شنغهاي للتعاون، ومع تحالف دول بريكس، بالإضافة إلى البرنامج الاقتصادي العالمي للتنمية الذي أطلقته الصين باسم (الحزام والطريق)، قد شكلت هذه المعطيات بمجموعها مركزية محورية عمودها الاقتصاد بالدرجة الأساس، إلى جانب منظومة قيمية وأخلاقية بات المجتمع الإنساني بأكمله يحتاج إليها.
ومن هنا تتضح ملامح انتقال الحضارة من الغرب إلى الشرق، سيما بعد أن وصل النظام الرأسمالي إلى مرحلة الأنانية القاتلة، يضاف لها الانعزالية التي تشكلت بفعل الليبرالية، وهي كلها دفعت المحور الغربي إلى الدخول في سن الشيخوخة، الأمر الذي سيفرض على الغرب الغروب مقابل شروق الشرق مجدداً.
#شبكة_انفو_بلس