"حرب المضايق" تفرض معادلة جديدة للمحور
دعت أمريكا مع بعض حلفائها الأوروبيين إلى تشكيل تحالف عسكري للسيطرة على بحار المنطقة، بعد أن فاجأت قدرات أنصار الزعيم اليمانيّ (السيد عبد الملك) الجميع، وذلك حين قطعت الطريق على جميع السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، ومنعتها من المرور عبر (مضيق باب المندب)
كتب / سلام عادل
واحدة من أبرز المتغيرات مؤخراً ظهور قدرات فاعلة ومؤثرة في الطرق البحرية الرئيسية، التي تعد أكبر وأهم الممرات التجارية في العالم، وتحديداً في المضيق الذي يربط بحر العرب بالبحر الأحمر، الأمر الذي سيفرض تغيير مسارات السفن والناقلات العملاقة نحو مسارات بعيدة زمنياً ومكلفة مادياً، ما سيجعل النقل البحري يمر بمرحلة معقدة لم يشهد مثلها من قبل.
ودعت أمريكا مع بعض حلفائها الأوروبيين إلى تشكيل تحالف عسكري للسيطرة على بحار المنطقة، بعد أن فاجأت قدرات أنصار الزعيم اليمانيّ (السيد عبد الملك) الجميع، وذلك حين قطعت الطريق على جميع السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، ومنعتها من المرور عبر (مضيق باب المندب)، باتجاه قناة السويس المصرية، أو باتجاه ميناء العقبة الأردني، ما سيجعل الكيان يعيش أزمة تجارة خارجية.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إطلاق عمليات متعددة الجنسية باسم (حارس الازدهار)، انضمت لها بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وستكون (مملكة البحرين) على الأغلب قاعدة للعمليات، بحكم كون ملك هذه المملكة الصغيرة بات من المطبّعين مع الكيان، ولم يعد يكترث بأي قضية عربية أو إسلامية، كحال بقية السلالات الحاكمة في الخليج، أمثال (آل سعود) الذين يحكمون نجد والحجاز، وكذلك (آل زايد) و حتى (آل راشد) الذي يتولون قيادة الإمارات.
ومما لا شك فيه يأتي موقف الأنصار في اليمن نصرةً للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، والذي يتعرض لمختلف أشكال الجرائم والإبادات اليومية المتكررة على يد الماكنة العسكرية الاسرائيلية، أمام مرأى ومسمع العالم، وسكوت غالبية الحكام العرب السُنة وغير العرب، الذين يمتلكون الموارد كافة البشرية والمادية للوقوف بوجه الكيان الغاصب ووضع نهاية له، على الأقل من ناحية رفض منح الشرعية للمعسكر الغربي باستخدام جغرافية المنطقة للسيطرة على المنطقة نفسها.
ولعل خطاب (السيد عبد الملك)، الذي جرى بثه عبر وسائل الإعلام، قد رسم ملامح المواجهة البحرية القادمة، والتي ستقوم على مفردات (معادلة الردع)، وهي المعادلة التي سبق وأن جرى تطبيقها في لبنان منذ حرب تموز، بإدارة (سيد لبنان) المنتصر دائما بفضل مبدأ المقاومة، وهو ما سيدفع المحور وفق قاعدة (وحدة الساحة) إلى مرحلة متقدمة من العمل، ستكون فيها ملامح (كسب النقاط) أكثر وضوحاً من أي مرحلة سابقة، ولا عزاء للمتخاذلين أو المخدوعين بالوهم الأمريكي.
#شبكة_انفو_بلس