حكاية هدم البقيع

آل سعود والإخوان وهدم البقيع..لم يكن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود متديناً لكي يهدم قبور البقيع بواعز شرعي
آل سعود والإخوان وهدم البقيع..
لم يكن عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود متديناً لكي يهدم قبور البقيع بواعز شرعي،
فقد كان همه اختطاف الزعامة من آل الرشيد حكام حائل، والشريف حسين حاكم الحجاز،
وحتى بعد اعتلاء العرش الملكي عاقرَ الخمر وعانق النساء وترك سلالة لا صلة لها بالدين، حتى جاءت أوامر أمريكا بمسخ الدين السعودي إلى الوهابية،
الحلم بتأسيس الدولة السعودية للمرة الثالثة يراود عبد العزيز ليل نهار بعد انهيار دولتهم مرتين سابقاً وهروب الأُسرة لاجئة بين الربع الخالي والبحرين وأخيراً الكويت،
لم يجد عبد العزيز أفضل من الاستعانة بالقبائل البدوية المتعنتة وأبرزها عتيبة ومطير وعجمان، ولأنها كانت لا تدين لأحد بولاء، أخذ يجدد فكر ابن عبد الوهاب في أذهانهم ليصير ولاؤهم ورابطهم دينياً لا قبلياً ويكون هو الزعيم المحرك لهم.
هذا الفكر الوهابي الملائم للفكر البدوي أثبت فاعليته من قبل بالخصوص في الدولة السعودية الأولى التي غزت الحجاز والبحرين وكربلاء والنجف وسوق الشيوخ، ووصلت أطراف الشام مشرعنة غزوات النهب تحت عنوان الجهاد والغنيمة.
كان مقاتلو عبد العزيز الجدد يدعون (الإخوان من أطاع الله) وهم غير الإخوان المسلمين،
بدو رعاع مجبولون على العنف والشدة والهمجية
لا يهابون الموت أبداً وقيل إنهم كانوا إذا اشتد بهم العطش أياماً في الصحراء جرحوا الناقة وشربوا من دمها.
هم بقايا المجتمع التكفيري الذي تبنى دعوة ابن سعود وابن عبد الوهاب منتصف القرن الثامن عشر،
كانوا يفتكون بكل مخالف لهم ووصل بهم الأمر إلى قتل من يرتدي ساعة اليد إذ كانوا يعتقدون أنها تعمل بالسحر.
عبد العزيز أقام دولته بهؤلاء قبل أن يقضي عليهم بعدما انتفت حاجته إليهم.
لقد كان دخولهم الحجاز انتقاماً من الشريف حسين الذي منعهم سابقاً من أداء الحج، وكان عبد العزيز يستغل هذا العداء أبشع استغلال أقصى ما يمكن،
وعندما فعلوا الفظائع في مكة والمدينة كان ابن سعود يرى في ذلك العنف والتشدد المفرطين الضامن لتأسيس دولته.
وبعد سيطرتهم على مكة والمدينة قتلوا ونكّلوا وهدموا القبور والدور والشواخص الإسلامية والأثرية، ولم يسلم فيها حتى بيت أبي بكر، وفرضوا على المقيمين والحجيج قوانينهم بالقوة، ومما فعلوه أنهم قتلوا جوقة الموسيقى التي تتقدم الموكب المصري الذي جاء يحمل ستار الكعبة الجديد.
أبرز قادة الإخوان كان فيصل الدويش وسلطان بن بجاد وضيدان بن حثيلين.
تخلص عبد العزيز منهم بالتصفية بعد تأسيسه المملكة الثالثة القائمة حتى اليوم، ورغم تذرعه بأنهم انقلبوا عليه واعتبروه خائناً بسلوكه للدين، لم يكن في النوايا إبقاء هذه القوة الخانقة المعيقة للملك الجديد وسيده البريطاني.
#شبكة_انفو_بلس