حين تتحول سماء الكويت إلى ممر للطائرات المعادية للعراق
من غير المفهوم لماذا تقبل الكويت أن تكون بوابة لعبور الطائرات الامريكية الحربية المسيرة، التي تحلّق عادة لأغراض التجسس، أو من أجل استهداف الأراضي العراقية بالصواريخ، وتحديداً تنفيذ عمليات الاغتيال.
كتب / سلام عادل
مازالت الكويت منذ أكثر من ثلاثين سنة تحتضن قوات وقواعد أمريكية منحتها حصانة فوق العادية، وضوءا أخضر للقيام بأي فعاليات عسكرية في المنطقة، بما فيها شن الحروب على الدول، وهو ما حصل في مرتين على الأقل آخرها في 2003 حين غزت القوات الأمريكية العراق، ومع كون بغداد باتت لديها في السنوات الأخيرة تفاهمات مع الكويت تفرض الاحترام المتبادل وحسن الجوار، إلا أن الكويت بقيت ممراً مفتوحاً لأشكال الاعتداءات الامريكية كافة.
ومن غير المفهوم لماذا تقبل الكويت أن تكون بوابة لعبور الطائرات الامريكية الحربية المسيرة، التي تحلّق عادة لأغراض التجسس، أو من أجل استهداف الأراضي العراقية بالصواريخ، وتحديداً تنفيذ عمليات الاغتيال، وسبق أن حصل ذلك ابتداءً من حادثة اغتيال قادة النصر (جمال وقاسم) على طريق مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020، وحتى آخر هدف كاد أن يتحقق قبل أن يتم إسقاط الطائرة التي جاءت لتنفيذه.
وجرى قبل يومين إسقاط طائرة مسيرة أمريكية نوع MQ9، كانت قد انطلقت من قاعدة علي السالم الكويتية باتجاه العراق، في رحلة استمرت ساعات قليلة قبل أن تهوي بفعل مضادات أرض - جو مازالت مجهولة الهوية، أدت إلى إسقاط الطائرة التي يبلغ سعرها التقريبي 32 مليون دولار بالقرب من قاعدة بلد الجوية جنوبي محافظة صلاح الدين، دون أن تتسبب بأضرار مادية أو بشرية على الأرض، وهي من نوع الطائرة التي اغتالت قادة النصر، وربما سلسلة عمليات استهدفت الحشد مؤخراً راح ضحيتها 20 منتسباً على خلفية الموقف التضامني مع الفلسطينيين.
ومع كون الدولة العراقية ملتزمة، بحسب الدستور ومواد القانون الدولي، بعدم جعل الأراضي العراقي معبراً لاستهداف أي دولة من دول الجوار، لكن هذه المبادئ لا تقابلها الكويت بالمثل، ما يجعل حق الرد العراقي متاحاً، وبالمثل، في حال بقيت سماء الكويت ممراً للطائرات الامريكية المعادية، وهو ما قد يحصل لو استمر الحال على ما هو عليه، خصوصاً في ظل إشارات تحذيرية صدرت هنا وهناك على لسان ناطقين يرتبطون بجهات عراقية مقاومة.
وعلى ما يبدو فإن المنطقة بأكملها، من بينها دول الخليج بالطبع، ستكون منطقة مواجهة في حال اتسعت دائرة الصراع، وفي حال بقيت الولايات المتحدة داعمةً بلا ضوابط لجرائم الكيان الصهيوني في غزة، باعتبار أن التواجد العسكري الأمريكي داخل القواعد التي تحضنها بعض الدول، تشكل بمجموعها نقاطاً في بنك الأهداف على رادارات الفصائل، التي لم تعد تخفي ذلك، والتي صارت تستعرض قدراتها الصاروخية بشكل لا يقبل الغموض، وهي صواريخ ثقيلة ودقيقة تصل إلى مديات السعودية والإمارات بكل سهولة، فضلاً عن الكويت.
والجدير بالذكر، أن الخارجية العراقية هي الأخرى يقع عليها واجب تنبيه الكويت عما يحصل من فلتان في سمائها، والذي لم يعد من الممكن غض النظر عنها، باعتبار أن الكويت ينبغي عليها تحمل مسؤولية منع تحليق الطائرات الامريكية الحربية المسيرة من أجوائها باتجاه العراق، لكون طلعات من هذا النوع تُعد عملاً عدائياً يجعل الكويت متورطة مع واشنطن بلا أدنى شك في استهداف الأراضي العراقية واغتيال عراقيين.
#شبكة_انفو_بلس