خلايا الموت بين الأبرياء

في صيف عام 2010 عندما تزامن شهر رمضان مع شهر آب اللاهب كان السيد معتاداً على النوم بعد صلاة الفجر، لكنه في صباح ما
السيد موسى الحيدري رادود السيدة زينب منتصف التسعينيات العائد إلى أهله بعد سقوط الصنم.
في صيف عام 2010 عندما تزامن شهر رمضان مع شهر آب اللاهب كان السيد معتاداً على النوم بعد صلاة الفجر، لكنه في صباح ما، لم يغلبه سلطان النوم فخرج لزيارة جده الحسين (ع) قبل أن تشتد حرارة النهار ، فكانت تلك آخر زيارة و ربما آخر صباح في عمر السيد.
حدث في الساعة الثامنة من صباح ذلك اليوم 30/8/2010 أن اتصل به ذووه فوجدوا هاتفه مغلقاً، و بعد ساعة من المحاولات والقلق رنّ الهاتف أخيراً لكن الذي ردّ كان شخصا غريبا قال لابنه: (نحن مع أبيك على طريق النجف وقد ترك هاتفه في السيارة لتعبئة الوقود) ليعود الهاتف بعد تلك المحادثة المريبة مغلقاً.
هنا عرفت الأسرة أن السيد تعرض للخطف!وبعد تحرك وجهد وبحث بأقصى ما أمكن وُجدتْ سيارة السيد موسى معروضة للبيع في أحد معارض قضاء (أبو غريب)، فتوجهت قوة و اعتقلت صاحب المعرض، الذي اعترف بأنه يتولى بيع سيارات مسروقة وهذه السيارة تعود لشخص من كربلاء قامت مجموعة تابعة لـ(شاكر وهيب) بخطفه دون أن يعرف شيئاً عن مصير المخطوفين.
في عام 2013 تم الوصول إلى المجموعة وتبين أنها تسكن مدينة كربلاء، يعيش أفرادها بين الكربلائيين كما لو كانوا منهم، و يقود المجموعة شاب يعمل في صيانة الدراجات، ومعه أفراد متفرقون وقد نفذوا عشرات عمليات الخطف خلال سنوات كنوع من أنواع (الإر.ها.ب) وقد سيق الضحايا إلى مناطق غربي بغداد في أوقات و أماكن مدروسة بعناية تحمي المجموعة من العيون.
في يوم اختفاء السيد موسى تم تسجيل 6 حالات أخرى، و قد قام قائد المجموعة بإرشاد القوات الأمنية إلى مكان تصفيتهم ودفنهم في (أبو غريب) وبعد إخراج الجثث تم التعرف عليها من خلال التحليلات وبقايا الثياب، لكن السيد موسى الحيدري لم يكن بينهم ولم يعرف أحد شيئاً عن مصيره بل اكتفوا بأن شاكر وهيب هو المسؤول عن مكان وطريقة التصفية حيث يكون قراره بحسب ما يراه في شخصية الضحية.
عجّت البلاد بفوضى 2014 و انخرط شاكر المطلوب بتهم عدة في صفوف التنظيـ.ـم قبل تصفيته لاحقاً، ليموت معه سر السيد موسى ومصيره وتشتعل في صدور ذوي الفقيد لوعة لا تنتهي ولا تخمد مع تقادم الأيام.
#شبكة_انفو_بلس