(سلة العنب) في التعامل مع السُنة في العراق

مما لا شك فيه أن القوى السُنية في العراق جميعها طارئة على السياسة، بل ولا تمتلك الأحزاب السُنية المشكلة ما بعد 2003 أي تاريخ وطني ونضالي له صلة بالكفاح الديمقراطي
كتب / سلام عادل
لا يوجد شيء جديد في التسريب الصوتي المنسوب للشخصية السياسية السُنية (خميس الخنجر)، بقدر ما هو تأكيد إضافي للتوجهات المضمرة والمعلنة لغالبية القوى السياسية السُنية في العراق، باعتبارها قوى لا تؤمن بالديمقراطية ولا التعايش مع المكونات الأخرى، وذات نزعة انقلابية دكتاتورية، وفي أقل تقدير هي إقصائية تكفيرية إرهابية لطالما خططت ورعت أعمال عنف دموية شهدتها البلاد خلال 21 سنة.
ومن الملاحظ، أن الشيعة باعتبارهم الاغلبية في البلد، كلما سعوا إلى التنازل والتسامح والصفح مع أطراف المكون السُني، كلما ارتدت هذه المواقف الإيجابية بصورة معاكسة، حيث كلما أعطى الشيعة سلة إلى السُنة طالب السُنة بالعنب، وحين تُعطى لهم سلة من العنب يطالبون بكل البستان، بما في ذلك مصادرة الأرض واستعباد الفلاح، وهي منهجية الغزاة، الذين لا يؤتمنون على شيء، خصوصاً السلطة ومقدرات البلد.
ومما لا شك فيه أن القوى السُنية في العراق جميعها طارئة على السياسة، بل ولا تمتلك الأحزاب السُنية المشكلة ما بعد 2003 أي تاريخ وطني ونضالي له صلة بالكفاح الديمقراطي، وتحديداً على مستوى القيادات، وهو ما جعل عملهم السياسي عبارة عن ابتزاز وتخادم وتخابر، وفي أقل تقدير حنين للنظام الدكتاتوري البائد، باعتبار أن الكثير من عناصر الأحزاب السُنية كانوا في السابق عبارة عن أدوات لدى ذلك النظام.
ولهذا يبدو السماح بفتح أبواب الفرص أمام القوى السياسية السُنية في النظام الحالي عملية محفوفة بالمخاطر، لكونها قد تؤدي إلى إعادة إنتاج نظام دكتاتوري شبيه بنظام البعث، أو من سبقه من الأنظمة القمعية الأخرى، التي كانت تدار من قبل أطراف الطائفة السُنية، والأمر يشمل جميع مفاصل ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.
ولعل مجرد جردة حساب للمائة سنة الماضية تتضح مخلفات إدارة الطائفة السُنية للدولة العراقية، فالعسكر السُنة، على سبيل المثال، بمجرد أن تتاح لهم القدرات يخططون للانقلاب والاستيلاء على السلطة، أو الذهاب نحو شن مختلف أشكال الحروب الداخلية والخارجية، وفي العادة هي حروب فاشلة لطالما تسببت بإضعاف البلد ودماره.
وبالتالي .. ما خرج على لسان (خميس الخنجر) في التسريب الصوتي، حين يدعو إلى أخذ السلطة والحكم وجعلها بيد السُنة، وسط الإساءة للمكون الأكبر بأوصاف تحقيرية، ما هي إلا أفكار سائدة في عقول الطبقة السياسية السُنية.
#شبكة_انفو_بلس