شيء عن كارثة الحج هذا العام
اهتمت المملكة العربية السعودية بأمنها السياسي أكثر من أي شيء في موسم الحج هذا العام، لدرجة غابت فيها المشاعر الروحية والأجواء العبادية تحت ضغط الخطاب البوليسي الاستباقي
كتب / سلام عادل
لم تكد أيام الحج تنتهي حتى توالت الكثير من الفيديوهات المفزعة، عن انتشار جثث الحجيج على مختلف الطرق المؤدية إلى المناسك، فيما جرى الإعلان عن موت 16 حاجاً عراقياً من كردستان العراق، فضلاً عن العثور على 44 جثة تعود لحجاج من المملكة الأردنية الهاشمية.
وبحسب الاحصائيات فقد تم تسجيل قرابة 800 حاج مفقود، قامت سفارات وقنصليات عربية واجنبية بالإبلاغ عنهم، وفوق كل ذلك أعلنت الإدارات السعودية عن نجاح خطة الحج هذا العام، على الرغم من كون العدد الكلي للحجاج في هذه السنة لم يصل إلى مليون وثمانمئة شخص في اعلى تقدير، وهو ما يمثل نصف ربع الزائرين الذين يؤدون طقوس الزيارة الأربعينية في كربلاء، والتي بلغت في الموسم الماضي بحدود 25 مليون زائر.
واهتمت المملكة العربية السعودية بأمنها السياسي أكثر من أي شيء في موسم الحج هذا العام، لدرجة غابت فيها المشاعر الروحية والأجواء العبادية تحت ضغط الخطاب البوليسي الاستباقي، وهي حالة تزداد تفاقماً مع السنوات، الأمر الذي صار يجعل المملكة تعيش حالة هستيرية بمجرد أن يبدأ المسلمون بالتوافد إلى المدينة المنور ومكة المكرمة.
وعلاوة على المشاهد المريعة للجثث الملقاة على أرصفة الطرق، برزت حالة الترحيل والاعتقال لأشخاص على خلفية مواقف سياسية سابقة لهم، من بينهم حجاج عراقيون، وبالطبع لم يرتكبوا جرماً غير تغريدات مناصرة للحوثيين، كما تم إبعاد فريق إعلامي إيراني منذ ألأيام الاولى بحجة عدم حصول أعضائه على ترخيص يجيز لهم تغطية المناسك.
وصار من المعتاد في كل عام حصول كوارث يذهب ضحيتها حجاج بيت الله، جراء الإخفاق الإداري والتنظيمي للمملكة العربية السعودية، كما حصل في سنوات سابقة، بسبب التزاحم أو التفويج العشوائي او غلق المسارات من دون إشعارات، ويضاف إلى كل ذلك الارتفاع المتواصل بالأسعار، ما جعل الحج يزداد تكلفة مع كل موسم، الأمر الذي يعيد التذكير بدعوات جعل الحج تحت إدارة دولية، وبإشراف منظمة الدول الإسلامية، وإبعاد سلطة المملكة عن الأماكن الإسلامية المقدسة بسبب فشلها المزمن.