ضرورة المشاركة بالانتخابات البرلمانية: حماية الديمقراطية وتحقيق الاستقرار ..

رسول حمزاتوف

تعتبر الانتخابات البرلمانية من أهم ركائز الحياة السياسية، فهي الوسيلة التي تتيح للمواطنين المشاركة في صنع القرار واختيار مَن يمثلهم في البرلمان. بغض النظر عن مدى رضاك أو عدم رضاك عن العملية السياسية أو عن الأحزاب والطبقة السياسية الحالية، فإن المشاركة في الانتخابات تبقى الطريقة الأضمن لتحسين الواقع تدريجيًا.

صحيح أن هناك خللًا كبيرًا وفسادًا في العملية السياسية، وقد تحدث بعض الخروقات، لكن الامتناع عن المشاركة لن يحل هذه المشاكل، بل سيزيد من ضعف الدولة ويمهد الطريق للأفراد ذوي السلطة المطلقة والقادة الأوحد الذين قد يسيطرون على حياة الناس ويقررون مصائرهم دون مساءلة. الانتخابات تمنع هذا الخطر، لأنها تتيح لنا اختيار ممثلينا والمشاركة في المحاسبة والمراقبة.

وعلى الرغم من الصعوبات، فإن عمر العملية السياسية في العراق يعتبر قصيرًا نسبيًا، منذ عام 2003 حتى اليوم، وما حققه البلد من تقدم أمني واستقرار نسبي يعد تجربة ممتازة، خاصة بالنظر إلى الاقتتال الداخلي والصراعات والتقاطعات السياسية التي شهدها. هذه التجربة تعلمنا أن الديمقراطية والحياة السياسية تحتاج إلى وقت وصبر، تمامًا كما ناضلت الشعوب الأخرى لعقود للحصول على حرية التعبير ونظام حكم رحيم يحمي حقوق المواطنين.

لقد شهد العراق مرحلة صعبة مليئة بالإرهاب والتخريب، وتضحيات الآلاف من الشهداء الذين قدموا حياتهم من أجل استعادة الأمن والاستقرار. اليوم، ومع كل عملية انتخابية، نخطو خطوة جديدة نحو تعزيز الوضع الأمني وتحسين الأوضاع الاقتصادية، إذ أن العملية السياسية النزيهة تشجع على استقرار البلاد وتفتح المجال للتنمية وتحقيق الخدمات للمواطنين.

حتى لو لم تكن تعرف أي مرشح بشكل شخصي أو لم تثق بالسياسيين، هناك دائمًا مصادر يمكن الاعتماد عليها، مثل تجارب أصدقائك أو توصيات من أشخاص نزيهين وموثوقين. المهم هو أن تشارك بصنع القرار، لأن الامتناع عن التصويت يعكس انعدام الثقة ويترك الساحة فارغة لمن يسعى للسيطرة الفردية والقهر.

باختصار، الانتخابات ليست مجرد إجراء روتيني، بل هي أداة لحماية الديمقراطية وتعزيز الحرية والاستقرار. المشاركة فيها واجب وطني، وهي السبيل لتجنب الدكتاتورية والقائد الأوحد، ولضمان أن يكون صوتك جزءًا من مستقبل العراق الذي استُشهد من أجله آلاف الشجعان.

#شبكة_انفو_بلس