عن يهودية وزير خارجية أمريكا
تصدرت تصريحات أنتوني بلينكن في وسائل الإعلام، ليس من باب كونها تكشف عن الدعم الأمريكي المفتوح لنظام الكيان، وإنما من ناحية كون الوزير قد أعلن أنه موجود بكونه (يهودياً) قبل أن يكون وزيراً لخارجية الولايات المتحدة الأمريكية.
كتب / سلام عادل
من اللافت للنظر وصول وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن إلى عاصمة الكيان في هذه الأوقات، وفي ظل هذه الظروف التي تشهدها المنطقة، خصوصة أنه نزل في مطار تحت مرمى الصواريخ، ومباشرة عقب وصوله شارك هذا الوزير مع نتنياهو في مؤتمر صحفي أعلن فيه عن دعم أمريكا المفتوح لنظام الكيان الغاصب، الذي يمثل أحد أخطر الأنظمة الإجرامية في العالم.
وتصدرت تصريحات أنتوني بلينكن في وسائل الإعلام، ليس من باب كونها تكشف عن الدعم الأمريكي المفتوح لنظام الكيان، وإنما من ناحية كون الوزير قد أعلن أنه موجود بكونه (يهودياً) قبل أن يكون وزيراً لخارجية الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي بات دليلاً على طبيعة التأثير العقائدي الذي يتحكم بالقرارات الأمريكية، ومنها استعداد إدارة البيت الأبيض للدخول في حرب نيابة عن جماعة دينية متطرفة.
ولطالما جرى تفسير الصراع مع الكيان الغاصب للأراضي الفلسطينية على كونه صراعاً دينياً عقائدياً، ولكن هذا التفسير كان يصطدم أحياناً باعتراضات من قبل جماعات تحسب نفسها (مدنية، علمانية، تنويرية، ليبرالية)، تسعى إلى فرض تفسيرات أخرى لا علاقة لها بالدين، من قبيل أن الصراع سياسي ينطوي على باطن اقتصادي، وعليه يمكن حل هذا الصراع من خلال التفاهمات المبنية على معاهدات سلام واضحة.
وهو ما يروّج له أنصار التطبيع منذ اتفاقية كامب ديفيد سنة 1979، وهو نفسه ما يتبناه مؤيدو (الإبراهيمية) هذه الأيام، ولكن بشكل آخر، لكونهم يرون بإمكانية حصول حوار أديان يُفضي إلى نهاية الصراع، شريطة أن يحصل تنازل، وهو تنازل من قبل الجانب الإسلامي بالطبع وليس اليهودي، وبالتالي من المؤكد سيكون تفاهم غير عادل على حساب الحق الفلسطيني.
ومن هنا تبدو اعترافات وزير خارجية أمريكا اليهودي رسالة دينية واضحة في إطار ما يجري الآن من مواجهات، لكون الوزير اليهودي الذي قطع آلاف الكيلومترات ليصل إلى المنطقة في هذه الظروف، سبقته إليها بارجات وحاملات طائرات أمريكية مستعدة لحرق غزة في أي لحظة، حال حصلت غزة على دعم عربي إسلامي.
#شبكة_انفو_بلس