عيد رسمي في العراق العلوي
بالتالي يعتبر (عيد الغدير) مناسبة مهمة لكونها عيداً للإمامة وليس للخلافة، باعتبار أن الإمامة درجة ربانية أعلى بكثير من كونها منصبا سياسيا وإداريا لتدبير شؤون الأمة
كتب / سلام عادل
موقف مستغرب من بعض الأطراف المعارضة على تشريع قانون يفرض اعتماد (عيد الغدير) عطلة رسمية، لكون هذه المناسبة عراقية بحتة، وترتبط بتاريخ الحضارة الإسلامية الاولى، التي تأسست في العراق على يد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب، وكانت عاصمتها الكوفة جنوبي بغداد بحدود 156 كليومتراً، وهي مثلت نقطة إشعاع حتى باتت واحدة من المدارس الفقهية واللغوية.
ولا شك من كون أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب أول من دخل الإسلام، وهو رابع الخلفاء الراشدين، ولذلك تمثل عملية انتقاله من الحجاز إلى العراق عملية تنطوي على توجيه رباني محسوس وملموس، وآثاره واضحة في توسعة دائرة الدعوة نحو الأممية، لكون العراق في أقل تقدير منطقة تلاقي بين الشعوب والحضارات.
ولذلك تعتبر هذه الانتقالة جزءا من الشرع الذي يعتمد في اصوله على قرارات وسلوكيات الصحابة والتابعين، وما نتج عنهم وفق الأحاديث الصحيحة، وعلى وجه الخصوص ما ورد عن أهل بيت الرسول، ويعتبر الأمير علي ابن أبي طالب كبير أركان هذا البيت.
وبالتالي يعتبر عيد الغدير مناسبة مهمة لكونها عيداً للإمامة وليست للخلافة، باعتبار أن الإمامة درجة ربانية أعلى بكثير من كونها منصبا سياسيا وإداريا لتدبير شؤون الأمة، ولعل تطبيقات ذلك تبدو اكثر وضوحاً في نظام الجمهورية الإسلامية في ايران، حيث يدير شؤون البلاد رجل منتخب يتولى السلطة التنفيذية لعدة سنوات، فيما يجلس الإمام على كرسي روحي أرفع درجة من الرئاسات وجميع السلطات.
وفي مثل هكذا نهج لمسات ربانية لغرض تحقيق العدالة الاجتماعية وإدامة مفاهيم الرحمة والتراحم بين الناس، وهي غاية مقاصد الدين، التي لا خلاف عليها بين الخلفاء، الذين برز من بينهم امير المؤمنين علي ابن أبي طالب باعتباره أول من أسس دولة وحضارة للمسلمين، وكانت خارج ديار المسلمين، وعاش فيها وتعايش داخلها من هو غير عربي وغير مسلم.
ومثلما مصر فاطمية، وهي مرحلة حضارية يعتز بها المصريون حتى هذه اللحظة، يعتبر العراق علوياً، وهو بالتأكيد مصدر اعتزاز للعراقيين، ولولا إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، التي صرنا نحتفل بها عيداً رسمياً، لما كانت هناك حضارة في العراق ولا حضارة في مصر.
#شبكة_انفو_بلس