في ضاحية حب الله .. لا وجود للشكوى
لهذا يستحق سكان الضاحية وصف (أشرف الناس)، لأنها رحم ومرقد لأشرف القادة، وداخل بيوتها نوقشت أشرف القضايا، فهم شرف في شرف على شرف، تشرفت بهم الأمة حتى صاروا معلَماً للشرف، في عالم غاب عنه الشرف وتسافل.

لهذا يستحق سكان الضاحية وصف (أشرف الناس)، لأنها رحم ومرقد لأشرف القادة، وداخل بيوتها نوقشت أشرف القضايا، فهم شرف في شرف على شرف، تشرفت بهم الأمة حتى صاروا معلَماً للشرف، في عالم غاب عنه الشرف وتسافل.
كتب / سلام عادل
عندما تكون الأزقة معبّدة بالصبر والصمود، وحين تتحجب البيوت بالعفاف وتتزين الجدران بصور النساء والرجال الشجعان، فهذا يعني أنك في الضاحية المغطاة برايات الشمس، والتي تأبى أن تستسلم أو تهادن مهما كانت التحديات، ومهما كان حجم الخيانات، وذلك لأنها ضاحية السيد الأمين، شهيد الأمة، وقلبها الذي لا يموت حتى لو توقفت دقاته، لأنه قلب الله باعث الروح وسر وجودها.
ومن هنا لا يمكن الكتابة عن الضاحية بلُغة القلم حتى لا يصرخ الحبر من الألم، ولأن الحروف ليس لها معنى والأرقام تبدأ بلا منتهى، فالضاحية حضرة شهداء عُجنت أرواحهم بهدي الأنبياء ووصايا الأولياء، هي مكان عبر الزمان، وزمان لا يسعه المكان، أرض كربلائية أيامها عاشورائية، صليب معقوف على هلال، وهلال ناصب صليب، قمرها شمس وشمسها قمر، تأبى إلا أن تكون حكاية عالمية بطلها التاريخ وإطارها الجغرافيا وموضوعها أخلاقي.
ولهذا يستحق سكان الضاحية وصف (أشرف الناس)، لأنها رحم ومرقد لأشرف القادة، وداخل بيوتها نوقشت أشرف القضايا، فهم شرف في شرف على شرف، تشرّفت الأمة بهم حتى صاروا معلَماً للشرف، في عالم غاب عنه الشرف وتسافل.
وعَود على ما قدّمته الضاحية في آخر اليومين الماضيين، يتمثل بالتشييع المهيب لشهيد الأمة، الذي شارك به أكثر من مليون شخص، تجمعوا قبل ليلة كاملة تحت البرد والمطر ورياح البحر والجبل، هتفوا بصوت عال دون توقف "لبيك يا نصر الله"، وعلى ما يبدو أن الصوت هزَّ إسرائيل ما جعلها ترسل أربع طائرات بحمولة صواريخ كاملة حلّقت على نحو منخفض جداً، ردّت عليها الحناجر الشجاعة بمزيد من الصوت "الموت لإسرائيل".
ولعل هذا ما يجعل الضاحية قصة أبدية للمقاومة، ونصر ينشد ما بعد النصر، وهو ما سيتحقق في ظل عطاء أهل الضاحية وجنوبها الساند، الذي هو عطاء الدم، فما بين شهيد وشهيد هناك شهيد حي ينتظر، وهو ما يجعل الضاحية بحق (أمة شهداء)، لن تقبل بغير أن تبقى على العهد، وهو ما أكدته في مسيرتها المليونية المهيبة، التي ستُبقي إسرائيل تفكر بحلول ليس فيها أي حلول.
وفي الختام .. رغم كل ما تعرضت له الضاحية وسكانها الشرفاء، لا أحد فيها يشتكي، أو يعبّر عن شكوى من هم وتعب، باستثناء الحزن على سيّدها ورفاقه القادة، وذلك لكون الضاحية مبنية بالهِمَم العالية، وليس فيها غير الهِمَم العالية.
#إنا_على_العهد
#شبكة_انفو_بلس