قراءة في الصورة لماذا تم استقبال الجولاني على (دواسة التواليت) في باريس ..؟

كتب / سلام عادل

بحكم الخبرة المهنية الطويلة، باعتباري صحافياً معتمداً لدى قصر الاليزيه في باريس لسنوات عديدة، أستطيع فهم التقييم الفرنسي لكل ضيف رسمي يقوم بزيارة العاصمة، وذلك من خلال سياقات البروتوكول المعتمدة في الاستقبالات، وهي تتكون من عدة مراحل وأنواع، كالتالي:

1- في حال كان الرئيس الضيف رفيع المستوى ومرحب به، فيتم استقباله في مطار شمال باريس (مطار شارل ديغول)، أو مطار جنوب باريس (مطار أورلي)، ويتم فرش البساط الأحمر ابتداءً من الطائرة وحتى قاعة الاستقبال، فيما يتواجد في الاستقبال (الوزير الأول)، وهو رئيس الوزراء، أو وزير الخارجية، أو وزير الجيوش، إلى جانب الطواقم الدبلوماسية لكلا البلدين.

2- إذا كان الضيف القادم رئيساً أو ملكاً في زيارة دولة، يتم رفع علم الدولة الضيف إلى جانب العلم الفرنسي على جميع الساريات الممتدة في شارع الشانزليزيه باتجاه القصر الرئاسي، كما تتقدم الموكب قافلة خيول حرس الشرف.

3- ويحصر البروتوكول دور الرئيس الفرنسي باستقبال الضيف في قصر الاليزيه وفق قواعد إضافية، حيث إذا كان الضيف عسكرياً يتم استقباله من قبل جوقة حرس الشرف ويتم عزف مارشال عسكري، أما إذا كان الضيف مدنياً فيدخل بسيارته إلى باحة القصر.

 4- وتلعب درجات سُلّم القصر دوراً آخر في رفع مستوى التقدير أو خفضه، من ناحية الموقع، الذي يختاره الرئيس الفرنسي خلال استقبال الضيف، في حال إذا ما نزل من أعلى درجات السُلّم، فهذا يعني أن الضيف محل تقدير، أما إذا بقي الرئيس عند شرفة الاستقبال، فهذا يعني أن الضيف ليس ذا أهمية سياسية أو دبلوماسية.

5- ومن الملاحظ من خلال الصورة، التي جرى بثها من قبل الجانب الفرنسي، لحظة وصول الجولاني إلى باريس، أن السياقات كانت غريبة وغير معتادة، وتنطوي على رسائل، حيث كان في الاستقبال ضابط شرطة فرنسي ينتسب لوزارة الداخلية، ومن كوادر الشرطة في المطار، علاوة على فرش "دواسة تواليت / tapis de toilette"، قياس نصف متر مربع أمام نزول الجولاني من الطائرة، وليس "بساطاً أحمر / tapis rouge".

ومن هنا نستنتج أن الجولاني غير مرحب به في باريس، بل تعمّدت الرئاسة الفرنسية التعامل معه بنوع من التحقير، وإثبات أن الجولاني ليس رئيس دولة كامل الشرعية، بل قد يكون محل شبهة جنائية.

#شبكة_انفو_بلس