قناة سرمد الخنجر المحتوى الإعلامي للتسقيط فقط

كتب / سلام عادل

بثت قناة UTV مساء يوم الأحد حلقة من برنامج الحق يُقال، الذي يقدمه عدنان الطائي على الساعة التاسعة، وكالعادة، كما يعرف الجمهور، تناول هذا البرنامج موضوعاً سياسياً ينطوي على مغالطات كثيرة، مع تغييب مقصود لوجهة النظر الأخرى، التي تمثل عنصراً أساسياً في البرامج الحوارية، مما يسقط قاعدة الرأي والرأي الآخر المعتمدة مهنياً وأخلاقياً لدى وسائل الإعلام كافة.

واستضاف عدنان الطائي في حلقة البرنامج، شخصية محلّ انتقادات واسعة، وهو (آنو جوهر)، الذي يشغل منصب وزير النقل في حكومة إقليم كوردستان، وهي حكومة منزوعة الشرعية منذ ثلاث سنوات، فضلاً عن كون وزارة النقل في الإقليم، أصلاً، عبارة عن وزارة عاطلة وفاشلة وفائضة عن الحاجة، ولو تقرر في يوم من الأيام إلغاء هذه الوزارة أو حلها، فلن يشكل غيابها فرقاً أو تأثيراً حتى ولو بنسبة 1‎%.

وباعتبار أن (آنو جوهر)، ينتمي للطائفة المسيحية في العراق، ستكون له الشرعية في شتم أي طرف مسيحي آخر، مثلما يتم بقصدية تقديم شخصيات شيعية معبأة بخطاب محدد لشتم أطراف شيعية أخرى، وهو الأسلوب المتبع من قبل قناة سرمد الخنجر منذ تأسيسها وحتى هذه اللحظة.

ولهذا وقع عدنان الطائي وضيفه آنو جوهر في جملة من المغالطات، في إطار سعيهم لتسقيط شخصية سياسية وقيادية معروفة من الطائفة المسيحية وهو (الشيخ ريان الكلداني)، رئيس حركة بابليون، في محاوله لعرقلة مسار الاستقرار، الذي يعمل عليه الرجل، في مناطق سهل نينوى والقرى والمجتمع المسيحي هناك، بعد معاناة كبيرة استمرّت لسنوات عديدة، وذلك حين سقطت الكنيسة والأسر المسيحية في فخ التجاذبات بين القوى السياسية، على رأسها أحزاب الإقليم الكوردي.

ولعل من المعيب جداً لدى صناع المحتوى الإعلامي غضّ البصر عن الإيجابيات مقابل اختلاق سلبيات، باعتبار أن النظر بعين عوراء يجانب الموضوعية، فضلاً عن اختلاق أدلة والعمل على تضخيمها، كما حصل في حلقة عدنان الطائي وآنو جوهر، عندما تم الاستناد إلى مقالة منشورة على موقع (معهد واشنطن)، وتسويق المقالة على كونها تقريراً دولياً، في حين هذا المعهد مجرد ويب سايت ينشر مقالات مدفوعة الثمن لا يهتم بها أحد في أمريكا على مستوى صناع القرار أو الرأي العام.

ويكون من المعيب أصلاً تقديم شخص مثل آنو جوهر بصفة المسيحي فقط، دون الإشارة إلى كونه منخرطاً في حزب قومي كوردي يسعى للانفصال، بل ويستهدف الاستحواذ على مناطق المسيحيين في نينوى، سبقتها دهوك وأربيل، وهي مناطق غنية بالثروات الطبيعية لطالما سال لها لُعاب الأكراد وخططوا لابتلاعها، وليست مخططات داعش ببعيدة عن ذاكرة الناس لولا هبّة الحشديّين ومَن تطوع معهم، على رأسهم الشيخ ريان الكلداني ورجاله، والذي عمل وكافح من أجل أن تكون للمسيحيين مكانة وقوة في الحياة السياسية العراقية لم تحصل منذ عصر ما قبل الإسلام.

ومن هنا نقول: إن ساعة عدنان الطائي مع آنو جوهر كانت محتوى إعلامياً مخصصاً للتسقيط السياسي، وهو ما يتعارض مع ضوابط المفوضية العليا للانتخابات وقواعد ولوائح البث لهيئة الإعلام والاتصالات وحتى أخلاقيات مهنة الصحافة.

#شبكة_انفو_بلس