كذبة القرن وفئران السوشيال ميديا
لعل جلسة البرلمان جددت الثقة بالحكومة مرة أخرى قبل انقضاء عامها الأخير، وأظهرت إجماعاً نيابياً داعماً وسانداً للكابينة، وهي بالتالي أنهت الكثير من المناكفات، التي كان يُخطَّط لها من تحت الطاولة
كتب / سلام عادل
أسست جلسة مجلس النواب العراقي، بحضور رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لمرحلة جديدة لم تكن معهودة في السابق، من ناحية كونها بطلب من الحكومة للتداول مع السلطة التشريعية، ومن ناحية كونها دفعت باتجاه خلق مواقف موحّدة حول ما يجري من تحديات داخلية وخارجية، وهي بلا شك قضايا كانت تتطلب توضيحات وتفسيرات واتفاق.
ومن أبرز ما تم الحديث عنه تحت قبة البرلمان، قضية (كذبة القرن)، التي أكلت كثيراً من ثوب النظام السياسي، على طريق قرض الفئران، وهي تحصل بدوافع غير مسؤولة حولت منصات السوشيال ميديا إلى محاكم منفلتة تصدر أحكاماً مجانية، بل وصارت تستهدف حتى السلطة القضائية بمنشورات التسقيط والتجريح، في حال لم يتماشَ القضاء مع مزاجيات المدونين والمدونات.
ولا شك من كون الإعلام بات أشبه بالشوارع الخلفية، وملعباً للابتزاز المالي والسياسي، إذا لم نقُل طرفاً مستفيداً من الفساد، وإلا كيف يتم تفسير التسريبات الصوتية، وهي تسجيلات غير قانونية بغض النظر عن صحتها أو لا، والتي تستهدف فلاناً دون فلان، أو التي تركز على زاوية دون أخرى، إلا إذا افترضنا أنها تندرج في إطار حملات مدبّرة تخطط لمصالح معينة من خلال التهديد الناعم للحكومة ورئيسها.
ولعل جلسة البرلمان جددت الثقة بالحكومة مرة أخرى قبل انقضاء عامها الأخير، وأظهرت إجماعاً نيابياً داعماً وسانداً للكابينة، وهي بالتالي أنهت الكثير من المناكفات، التي كان يُخطَّط لها من تحت الطاولة، مرة بذريعة الحاجة لانتخابات مبكرة، ومرة بذريعة التعديل الوزاري، بل ووصل الحال للتلويح بفوضى واضطرابات، وحتى الاستعانة بتدخلات خارجية بأي طريقة كانت، ولو بالشكل الإرهابي، الذي نشاهده في سوريا حالياً.
وفي كل الأحوال، مبادرة السوداني بالحضور أمام البرلمان تُبرز انفتاحه على النقاش العام حول أداء حكومته، وعرض الإنجازات بالأرقام، مما يؤكد شفافيته وحرصه على تبيان الحقائق، ورغبة بالتكامل في العمل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، لتحقيق أهداف وطنية مشتركة، كما يعزز الثقة بالعمل المؤسساتي والالتزام بمصلحة الدولة.