كونوا مثل هذه المرأة

هذه الصورة العائدة إلى عام 1982 امرأة منخرطة في الحرب الأهلية تحيي مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية عند مغادرتهم بيروت وفق الاتفاق الدولي بعد الاجتياح
وكلاء أمريكا في لبنان يرفعون صور سادة لبنان
حتى الأعداء يمكنهم إظهار الاحترام.. الشرف.. المروءة فيما بينهم
هذه الإضافات المتاحة المجانية لا تؤثر عن موقفك مهما كان
فأنت تستطيع أن تخاصم بأخلاق وتعادي بشرف
وكذا الجيوش القديمة كانت تتبع قواعد في حربها لا يخلفها أحد من الطرفين والكل يحترمها ويحرص عليها.
ولا نعود إلى الوراء كثيراً ولا نبتعد عن لبنان،
في هذه الصورة العائدة إلى عام 1982 امرأة منخرطة في الحرب الأهلية تحيي مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية عند مغادرتهم بيروت وفق الاتفاق الدولي بعد الاجتياح،
لقد كانت في موقع حرب معهم مدة سبع سنين لكنها الآن تطلق النار في الهواء تحييهم على صمودهم بوجه إسرائيل وتودعهم بشرف الخصومة وكأنها تقول لهم: لقد خرجتم رافعين رؤوسكم يا أبطال.
المؤسف والمعيب أن يقوم لبناني برفع صور قادة شهداء لولاهم ما كان أحد يسمع ببلد له سيادة اسمه لبنان. لولاهم كان لبنان مثل قنيطرة سوريا اليوم مساحة محتلة ضمن شريط أمن إسرائيل.
اللبناني وغيره ممن يرفع صور أسياده يظن واهماً أنه سوف ينال رضا أمريكا ولا يدري أن جمهورية رعاة البقر تعامل وكلاءها بازدراء فكلما رأتهم أذلاء مطيعين لها زادتهم دعساً بكعب الحذاء.
لقد أضاع العبيد الجدد المسارات كلها بإزالة صور لا يضرهم بقاؤها أو يؤثر عليهم في شيء،
فلا هم نالوا شرف الوفاء لقادة دفعوا العار عن بلادهم على الأقل،
ولا هم حفظوا لأنفسهم بقايا شرف الخصومة بأخلاق ومروءة مثل هذه المرأة ونظرائها،
ولا هم نالوا، أو سوف ينالون، رضى أمريكا عنهم
فليس لمثلهم إلا الذل وكعب الأحذية فوق الجباه