مرحلة دخول إسرائيل في حالة العمى

كتب / سلام عادل

كشف محمد عفيف، مدير العلاقات الإعلامية في حزب الله، عن كذبة حصول اجتياح بري إسرائيلي لجنوب لبنان، وذلك بعد ليلة طويلة كان يدَّعي فيها الجيش الاسرائيلي قيامه بتنفيذ هذا الاجتياح البري، بواسطة قوات خاصة ومدرعات بمختلف الأشكال، مع التأكيد على كونه يواجه صعوبة خلال المواجهات، الأمر الذي جعل العالم يسهر حتى الفجر لمتابعة الاخبار والعواجل على التلفزيونات.

ومما لا شك فيه، تعتبر عملية صناعة حدث، على شكل معركة وهمية تدور أحداثها في الإعلام فقط، مؤشراً على الحاجة لكسب نقاط حتى ولو مؤقتاً لساعات، قد تكون مفيدة ضمن خطط تحقيق نصر، بحسابات النتن ياهو، الأمر الذي يعني في نفس الوقت أن الكيان بحاجة إلى هذا النصر، لكونه يعرف تماماً أن طوفان الأقصى حين اندلع في السابع من اكتوبر مازال يهدد ويزعزع اوضاع الكيان في الداخل والخارج.

ومن الملاحظ أن أوضاع الكيان على المستوى الدولي باتت غير مريحة حتى بين أوساط أقرب الأصدقاء، لكون الكيان بتماديه واستهتاره وجرائمه صار يفضح نفسه، باعتباره لم يعد لائقاً كدولة في هذا العالم، بعد أن استهلك كل رصيد التواطؤ معه، وهو ما لوحظ من خلال ردود الأفعال المنددة بمحاول التهديد بالاجتياح البري للأراضي اللبنانية، التي صدرت على لسان وزراء خارجية دول متعدد الانتماءات.

ويضاف إلى كل ذلك شبه إفلاس بنك الأهداف الإسرائيلي بعد التصعيد الخطير، الذي حصل خلال أيام متسارعة، والذي جرى خلالها تنفيذ سلسلة عمليات، من أبرزها اغتيال (سيد الشرف)، وكوكبة من خيرة قيادات الحزب العسكرية، يتقدمهم مجموعة قيادة الرضوان، وهي عمليات ختمت على جهود استخبارية لمدة 20 سنة على الأقل.

واللافت في كل ما حصل أن آخر عملية اسرائيلية داخل لبنان خلال 24 ساعة الماضية، كانت عبارة عن استهداف مبنى في حي برج البراجنة جنوبي بيروت، ادعت تل ابيب أنه مخزن أسلحة وأعتدة، واتضح لاحقاً أنه مبنى لقناة الصراط، وهي قناة دينية فقيرة الموارد والكوادر.

وما يزيد قلق الكيان على نحو فاضح وواضح أنها ضيعت خيوط التتبع، فهي لم تعد تعرف من هو أمين عام حزب الله الجديد، ومن هم القادة والوكلاء والبدلاء الجدد لكافة تشكيلات الحزب، بل ولم تعد تعرف مواقع مقرات القيادة الجديدة، ولا حتى التأكد من حقيقة استشهاد (سيد الشرف)، وهو يعني أن إسرائيل دخلت مرحلة العمى في الأهداف والعمليات باستثناء استهداف المدنيين العزل.

#شبكة_انفو_بلس