مسرح الدمى .. هل خسر الأكراد لعبة المتغيرات في الشرق الأوسط ..؟

اتضح لاحقاً أن القراءة الكوردية كانت مندفعة كثيراً، أو تحت تأثير عوامل ضغط مخادعة، ربما من بينها التعويل على تركيا، أو إسرائيل، أو حتى عرب الخليج
كتب / سلام عادل
كان يُتوقع أن يحافظ أكراد العراق على علاقاتهم الوطيدة مع إيران، عندما كانوا ذراع الشاه في الضغط على بغداد، وذلك قبل أن تنقسم الحركة الكوردية إلى حزبين، فضّل أحدهما لاحقاً، وهو حزب البارزانيين، إدارة ظهره عن طهران والتحول إلى شريك لنظام صدام في قمع الأخ الكوردي الشقيق، وهو حزب الطالبانيين، قبل أن تتغير تلك المعادلة بالكامل لحظة سقوط صدام، ليرفع الكورد بعدها شعار (الأخوة الشيعية الكوردية) في بناء عراق جديد.
ومع ذلك لم تستمر هذه الأخوة كثيراً حيث تحولت أربيل إلى منصة تستقطب أركان النظام السابق وجميع أشكال المناوئين لشيعة العراق، والأكثر من ذلك باتت مركز عمليات لاستهداف المحور الشيعي بالكامل، وجاء تصفيق أربيل المبكر لسقوط بشار الأسد نكاية بالشيعة وإيران، واعتقاداً منها بقرب ظهور زمن الكورد كلاعب أساسي في الشرق الأوسط، ما يمهد لتوسعة رقعة الأقاليم الكوردية من العراق إلى سوريا، ومن بعد تركيا وإيران.
ولكن اتضح لاحقاً أن القراءة الكوردية كانت مندفعة كثيراً، أو تحت تأثير عوامل ضغط مخادعة، ربما من بينها التعويل على تركيا، أو إسرائيل، أو حتى عرب الخليج، الذين جميعهم فضلوا الانحياز للجولاني وتمشية مشروعه على حساب حقوق الأقليات، ولهذا تراجعت حظوظ أكراد سوريا كثيراً أمام الجولاني، وبالتوازي تجمّد الكفاح الكوردي في تركيا، فيما استمرّت الانقسامات الكوردية الكوردية داخل إقليم كوردستان العراق.
ومن هنا نفهم لماذا ركض نيجيرفان بارزاني إلى طهران، فيما ركض مسرور بارزاني إلى واشنطن، مباشرة بعد انتهاء العرض وإسدال الستار على متغيرات الشرق الأوسط الجديدة، والتي حُسمت بشكل واضح في قمة (الخليج - ترامب)، والتي اتضح وفق مخرجاتها أن الكورد أكبر الخاسرين، وأنهم باتوا تحت خناق السلطة العثمانية الجديدة، التي يطمح أردوغان إلى إعادة إحيائها من جديد.
ولعل التباين والازدواجية بين اتجاه نيجيرفان بارزان نحو إيران، المليء بقصائد الحب والغزل، واتجاه مسرور بارزاني نحو أمريكا بعروض التجارة والاستثمار، يُظهر حجم الحسابات الاستراتيجية الخاطئة للأكراد، عندما عوّلوا على تركيا والخليج وإسرائيل وخرجوا بصفر على الشمال، مع كون الارتماء مجدداً في حضن إيران وأمريكا يُعد مؤشراً على كون الكورد ما زالوا مجرد دمى على مسرح الأحداث.
#شبكة_انفو_بلس