مسطرة النقاط الخمس في تغريدة (العسكري)

كتب / سلام عادل

ثبت (العسكري)، وهو المتحدث الأمني الأبرز في المحور العراقي، في تغريدة له صدرت فجر الأربعاء، مجموعة نقاط محورية أساسية تتعلق بالقضايا الدولية والإقليمية والمحلية، كان على رأسها تقديم جردة حساب لسيرة ترامب في السلطة، التي مرة عليها مائة يوم، باتت تعد مؤشراً على الفشل الذريع لهذا الرجل في القيادة والسياسة والاقتصاد، باعتباره لم يُنجز حتى اللحظة أي من وعوده، ابتداءً من إنهاء الحروب وتسوية الملفات الكبرى واحتواء التنافس الاقتصادي.

وبعيداً عن الوهم الذي يصنعه المحللون في السهرات التلفزيونية على منصات البرامج السياسية ومواقع السوشيال، وهي حالة باتت سخيفة وسقيمة ومملة، لأنها تنطلق من الافتراض والاشتهاء، على طريقة (العرافين)، أو بدافع (الكروة)، التي عادةً ما يحصل عليها المحلل بعد انتهاء فترة (اللغوة)، وهو سياق معتمد في عموم القنوات الإعلامية في الداخل والخارج، الأمر الذي أشار له العسكري في (النقطة الاولى)، من تغريدته.

وفي (النقطة الثانية)، من التغريدة، يشير العسكري إلى (خور عبدالله التميمي)، وهو ممر مائي في الخليج يرتبط بموانئ البصرة، منذ أن كان الخليج يُطلق عليه (بحر السومريين)، مما يجعل النوايا الكويتية لابتلاعه خطوة باتجاه خلق أزمة قد تعيد ذكريات الايام السوداء في هذه المنطقة، حين كان ينعدم فيها الامن والسلام، وخصوصاً في الداخل الكويتي.

ولعل التأكيد على الموضوع السوري وارتباط ذلك بأعمال القمة العربية في بغداد، من ناحية ضرورة الفصل بين شعب سوريا من جهة وبين سُلطة الجولاني من جهة أخرى، وهي سُلطة غير مستقرة في كل الأحوال وعرضة لتقلبات عديدة، وباعتبار أن الجولاني وكل حكومته غير مرحب بهم في بغداد، لذا يكفي أن يمثل الأشقاء في سوريا سفيرهم لدى العراق، وهو (القول الفصل)، الذي ثبته العسكري في (النقطة الثالثة).

وارتباطاً بالوضع الداخلي العراقي يذهب العسكري في (النقطة الرابعة)، من تغريدته، إلى كشف حقائق عن الصراع السُني السُني الدائر بين (الخنجر + الحلبوسي)، يتمثل ذلك بالتسجيل الصوتي للخنجر، الذي سربه الحلبوسي، باعتبار ما جاء فيه من سموم على لسان الخنجر مجرد حالة معتادة يجري بثها يومياً من خلال قنوات الخنجر الإعلامية، وسط مطالبات عديدة تستدعي وضع حد لهذه القنوات، لكونها قنوات فتنة.

ويضع العسكري في (النقطة الخامسة)، من تغريدته، حداً لسيلان العناوين المجانية، التي يرددها البعض كالببغاء دون أن يفهم المقاصد وراءها، من قبيل (حصر السلاح، نزع السلاح، مصادرة السلاح، طرد المسلحين، قوى اللا دولة، السلاح المنفلت)، باعتبارها (كلايش إعلامية جاهزة)، يراد منها هندسة الرأي العام بالضد من المكون الأكبر، وبوضوح أكثر (يراد نزع أرواح الشيعة).

وفي الختام .. تبدو تغريدة (العسكري)، وكأنها مسطرة لرؤية استراتيجية شاملة، متفق عليها بين القوى الأكثر تأثيراً في الأعماق السياسية، سواء كانت الرسمية أو غير الرسمية، وهي ترسم مسار الأحداث، التي لا يراها البعض، من كان محللاً سطحياً أو سياسياً مناكفاً أو إعلامياً ساذجاً.

#شبكة_انفو_بلس