من وكيل أمن صدامي إلى داعية للعلمانية في عباءة الدين.. قراءة في تاريخ "رحيم أبو رغيف" المثير للريبة
هل يمتلك سيرة علمية حقيقية؟
انفوبلس/..
يعرَّف رحيم أبو رغيف في منصات إلكترونية ووسائل إعلام، كشخصية دينية، ويتحدث في حقل الفكر الديني، نُشرت باسمه عدد من الكتب والمطبوعات، وأسس عام 2003 منتدى "فكريا" يرفع شعارات "الوسطية والاعتدال" في سياقات لا تخلو من الشبهات.
يرتبط أبو رغيف بمنظمة تدعى (بيبيور انترناشونال) وتمت تسميته (سفير) في هذه المنظمة التي أسسها الكاتب والإعلامي (سلام سرحان) الذي يقيم في لندن منذ 1991 وهو من مواليد العراق 1961، وعقدت هذه المنظمة (بيبيور انترناشونال) الاجتماع التأسيسي الأول لمجلس الأمناء، الذي تم خلاله تنصيب أعضاء مجلس الأمناء وإقرار النظام الداخلي والاتفاق على النص الأولي للمعاهدة المقترحة، وجرى أيضا تكليف سلام سرحان بمهام الأمين العام للمنظمة التي تتبنى فكرة "الكشف عن جميع حالات الاستخدام السياسي للدين" بحسب تعبيرها.
وكيلاً في الأمن الصدامي
أبو رغيف كان يصلي كـ إمام جماعة في حسينية الأنصار في منطقة جميلة في بغداد، وقد تسبّب في إعدام كثير من الشباب المتدينين بسبب تبليغاته عنهم الى السلطات الحاكمة في العهد الصدامي
وفي مراجعة لتاريخ (رحيم أبو رغيف) المجهول، يؤكد مراقبون، أن "أبو رغيف كان سابقاً يعمل وكيلاً في (مديرية الامن) التي تعتبر أهم ركائز البعث في بسط قوته وبطشه في الشعب، تحت عنوان (إمام مسجد) تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الصدامية، وارتدى الزي الحوزوي بناءً على هذا التوظيف.
ودعا مغردون، الى ضبط تحركات أبو رغيف وطبيعة ظهوره الإعلامي وتصريحاته الذي أثارت في أغلب الأحيان، جدلا واسعاً، لما تحتويه من مخالفات صريحة للمنهج الديني وتعاليم المذهب الجعفري وخطوطه.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن "أبو رغيف كان يصلي كـ إمام جماعة في حسينية الأنصار في منطقة جميلة في بغداد، وقد تسبّب في إعدام كثير من الشباب المتدينين بسبب تبليغاته عنهم الى السلطات الحاكمة في العهد الصدامي".
وبعد سقوط النظام هرب إلى جهة مجهولة، ثم ظهر في العراق مجدداً أثناء أحداث تشرين في 2019، في القنوات الفضائية، مصطفاً مع المتسترين بستار التدين والعمامة لنشر ثقافة العلمانية في العراق، ويقيم في إقليم كردستان.
ظهوره مع "البشير شو"
وفي آخر نشاط لرحيم أبو رغيف، ظهر يوم أمس ضيفا في برنامج "البشير شو" ليشاركه في الكثير من متبنيات البرنامج التي تأسس لتحقيقها، وجاء اللقاء وفق توقيت ومسار الحملات الإعلامية التي يشنها البرنامج، عبر سخرية واستهزاء بتعديل قانون الأحوال الشخصية وفقراته والاستهزاء بمبادئ الدين الاسلامي وتعالميه.
ورغم كل حملات التسقيط التي قام بها "البشير شو" ضد الشخصيات الدينية المؤثرة مثل السيد مرتضى المدرسي، والسيد رشيد الحسيني وغيرهم من رجال الدين والمشايخ والأستاذة الحوزويين الساعين الى رد الشبهات والاكاذيب التي تناولتها حملات التسقيط المشبوهة في الفضائيات والانترنت، إلا أن رحيم أبو رغيف ظهر ضيفاً للبرنامج في خطوة إضافية لتسويقه الى الساحة الإعلامية.
وعبّر مراقبون عن سعادتهم بهذا اللقاء الذي استضاف فيه البرنامج، المدعو رحيم أبو رغيف، بعد أن أصبح البرنامج وسيلة لكشف وجوه المرتبطين بالأجندات المشبوهة، للتحذير من الوقوع بشباك أفكارهم المضللة التي تنساق مع سياسة البرنامج الذي أصبح مكشوفاً للجميع.
لا علاقة له لا بالحوزة
أحد اللقاءات التلفزيونية مع رحيم آبو رغيف، سألته المحاورة عن تفاصيل دراسته الحوزوية وتلعثم ولم يستطع أن يذكر اسما واحدا من رجال العلم الذين كانوا أساتذة في الفترة التي أشار إليها
رحيم أبو رغيف وبحسب مصادر مطلعة، "لا علاقة له لا بالحوزة ولا بالعلوم الدينية، فهو لم يدرس في الحوزة العلمية مطلقا، بل ظهر فجأة الى الساحة الإعلامية بصفته رجل دين، وهو من العناصر الذين تم تجنيدهم خلال ما يسمى "الحملة الإيمانية" التي دعى لها البعث المقبور، وانضم الى مسار الحملة ليكتب تقارير على طلبة الحوزة والمعممين".
وتؤكد المصادر، أن "أبو رغيف تم تكليفه من قبل المخابرات الصدامية في تسعينيات القرن المنصرم بلبس العمّة، ليرسلوه الى الجمهورية الإسلامية في إيران لأجل اختراق الأحزاب الإسلامية المعارِضة في ذلك الوقت، وفعلا زار إيران وحينما شعر أن أمره قد انكشف، عاد إلى العراق سرّاً، وسكن في الرصافة ثم اختفى، وظهر في أوروبا ثم ظهر بعد سقوط نظام المقبور صدام كأبرز دعاة العلمانية الغربية في العراق".
وبحسب المصادر، فإن "أبو رغيف قدم على مؤسسة السجناء السياسيين وقبلوا معاملته كسجين سياسي، وثم انكشف أمره بعد أن تبين أنّه كان وكيلاً للأمن، وهو الآن يتلقى دعمًا من مسعود البرزاني ومن فخري كريم".
وفي أحد اللقاءات التلفزيونية، مع رحيم آبو رغيف، سألته المحاورة بخصوص مكان دراسته الحوزوية وأساتذته في الحوزة، إلا أنه تفاجأ بالسؤال وتبعثر وتلعثم ولم يستطع أن يذكر اسما واحدا من رجال العلم الذين كانوا أساتذة في الفترة التي أشار إليها على أنه كان خلالها طالب حوزوي.
يقيّمه بعض أساتذة البحث الخارج بأنه لا يمتلك فهمآ أو علما يذكر، ويشككون في مصداقيته واستخدامه لمصطلحات حديثة لخداع الناس، واستهداف الشباب.