استنزاف جديد للعملة الصعبة وإضرار بالمواطن.. تداعيات إصرار وزارة النفط على "سوبر بنزين"
انفوبلس/..
أوصت هيأة النزاهة الاتحادية، بوضع خطط شاملة من قبل وزارة التخطيط لإعادة تأهيل المصافي وإنشاء أخرى جديدة؛ لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية والحد من الهدر المالي، فقد بلغ استيراد شركة سومو للمشتقات خلال العام الماضي ما يقارب “3” مليارات دولار والأغرب أن وزارة النفط تصر على استيراد البنزين “السوبر” بنقاوة “98 درجة ليضيف تكاليف أخرى على الموازنة السنوية.
ويمتلك العراق العشرات من المصافي النفطية إلا أن معظمها بحاجة الى التأهيل من جديد، ورغم ذلك لم تحقق الاكتفاء الذاتي من مادتي البنزين والكاز، وهو ما دفع البلد الى تزويد الصين ومصر بالنفط الخام حتى يتم تصفيته وإعادته مشتقات نفطية وهي عملية مكلفة ماديا بحسب ما يرى خبراء في الجانب الاقتصادي.
البنزين العادي الذي يباع في محطات العراق يحتوي على شوائب , مما جعل معظم أصحاب المركبات يعانون منه , وأما البنزين المحسن فقد اختلقت وزارة النفط أزمة في توزيعه بسبب إرسال أكثر من مليون برميل الى شمال العراق شهريا، فضلا عن تهريب البنزين الى المناطق الشمالية , كل ذلك أدى الى بروز الحاجة الى بناء مصافٍ نفطية جديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي والحد من الهدر المالي في عملية شرائه من الخارج أو حتى إرسال النفط الخام ليعود مشتقات نفطية فهذه العملية تكلف الدولة أموالا ضخمة.
وكشفت شركة تسويق النفط (سومو) أن قيمة المنتجات النفطية المستوردة لعام 2021 بلغت أكثر من 3 مليارات دولار.
وقالت سومو في جدول لها ؛ إن “الكميات المستوردة من زيت الغاز لعام 2021 بلغت مليوناً واحداً و74 ألف طن بقيمة مالية بلغت 657 مليونا و442 ألف دولار، فيما بلغت الكميات المستوردة من البنزين ثلاثة ملايين و475 ألف طن بقيمة مالية بلغت مليارين و543 مليونا و620 ألف دولار”.
وأشارت الى أن “مجموع الكميات المستوردة لعام 2021 بلغت 4 ملايين و712 ألف طن بقيمة إجمالية بلغت 3 مليارات و303 ملايين و402 الف دولارا، مرتفعة بنسبة 51.5% عن عام 2020 التي بلغت الكميات المستوردة فيه من المنتجات النفطية 3 ملايين و547 ألف طن بقيمة مالية بلغت مليارا و604 ملايين و659 الف دولارا”.
ويرى الخبير الاقتصادي نبيل العلي أن “الجميع متفق على أن عمليات استيراد المشتقات النفطية تعد هدراً للأموال، فالعراق بلد نفطي ومن المعيب أن يستورد 15 مليون لتر سنويا وكذلك الكاز , والاستيراد ليس طارئا وإنما منذ سنوات طوال , فالبنزين يتم استيراده بمبلغ أكثر من ملياري دولار , فضلا عن كونه ليس ذات نقاوة جيدة”.
وأوضح أن “عملية تحديث المصافي مازالت تعاني من التلكؤ، كذلك الامر في بناء مصاف جديدة، فمصفى كربلاء مازال يعاني من عدم إكماله سواء في عقود التشغيل أو غيرها، مما يوضح أن هناك فيتو في بناء المصافي الجديدة”.
من جهتها أعلنت وزارة النفط ، عن قرب توفير البنزين “السوبر” في محطاتها العاملة .
وقالت الشركة العامة لتوزيع المشتقات النفطية التابعة للوزارة في بيان مقتضب، إنها “ستوفر البنزين السوبر المستورد عالي النقاوة في محطات تعبئة الوقود”.
وعالمياً ينقسم البنزين إلى فئات متعددة، هي البنزين العادي (أقل من 95 “درجة النقاوة”)، والبنزين المحسن عالي الأوكتان (95 درجة نقاوة)، وبنزين عالي الأوكتان، (98 درجة نقاوة)، حيث تختلف كل فئة عن الأخرى في قوة وأداء المحرك لعمله بأفضل صورة وبطريقة طبيعية.