السعودية تستولي على ميناء المعجز وتضع اتفاق الـ84 تحت الطاولة.. هكذا تصرفت الرياض بملايين الدولارات
انفوبلس/ تقارير
من اتفاق رسمي إلى التفاف بوضح النهار، حيث الذهب الأسود يُصدَّر والجارة تنقضُّ على الحقوق، فبعد اتفاق عام 1984 بين العراق والسعودية على تنفيذ خط استراتيجي عملاق يتضمن ميناء المعجز والذي دفع العراق كامل تكاليفه البالغة مليارين ونصف المليار بهدف تنويع مصادر تصدير نفطه، ورغم بنوده التي تنص على عدم أحقية تصرف السعودية به دون موافقة بغداد، إلا أن الأخيرة أبَت الالتزام وبدأت منذ عام 2000 بالتصرف به وتصدير نفطها ووضعت يدها عليه بالكامل، الأمر الذي دفع بغداد للتحرك لكن دون إجابات تذكر. وبعد سنوات من الاستيلاء تفجّرت الأزمة مجدداً وشهد العراق تحركا نيابيا لمطالبة الرياض بحقوقه في الميناء. فما هي هذه الحقوق؟ وبكم تُقدَّر؟.
*القصة الكاملة للميناء
تم إنشاء ميناء المعجز العراقي بأموال عراقية في ثمانينيات القرن الماضي، ضمن اتفاق عراقي سعودي .وكان الهدف من إنشائه، هو تنويع مصادر تصدير النفط العراقي، لكن ما حدث أن الميناء توقف إثر حرب النظام البائد على الكويت .
وتضمن المشروع مد أنبوب نفطي استراتيجي، في وقته من حقول البصرة، بطاقة تبلغ 1.6 مليون برميل يوميا، وينتهي داخل الأراضي السعودية عند ميناء المعجز القريب من ميناء ينبع السعودي على البحر الأحمر .
تم بناء الميناء التصديري باتفاق مع السعودية، وبأموال عراقية، وفق اتفاقية تنص على أنه "ليس من حق الرياض التصرف دون العودة لبغداد باعتبارها صاحبة الحق الاستثماري فيه".
افتتحت وزارة النفط العراقية ميناء المعجز وممثلون عن شركات غربية ومحلية ساهمت بإتمام المشروع، وباشر عملية التصدير قبل أن تندلع الحرب إثر احتلال النظام البائد للكويت، إلا أنه توقف عن التصدير بعد توقف الأنبوب العراقي عام 1990 .
فيما جرى تغيير اسم الميناء خلال الفترة الماضية من "ميناء المعجز" إلى "ميناء ينبع الجنوبي" .
*السعودية تضع يدها على الميناء
في أيار 2017 نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين سعوديين قولهم إن شركة النفط السعودية الحكومية "ارامكو" تخطط لتدشين مرفأ المعجز النفطي المطل على البحر الأحمر العام القادم بعد إصلاحه، بما يرفع إجمالي طاقة التحميل والتصدير إلى خمسة عشر مليون برميل يوميا .. كما نشرت ارامكو تفاصيل عبر حسابها الرسمي عبر "تويتر" تبين ذلك بشكل واضح .
فيما وصف خبراء في قطاع النفط، الخطوة السعودية، بأنها بمثابة وضع يد على استثمارات عراقية، وأشار خبراء عراقيون إلى أن سيطرة السعودية على "ميناء معجز العراقي" جاءت نتيجة ادعاءات سعودية كاذبة بأنها تطلب العراق مبالغ مالية مترتبة في ذمته منذ فترة الثمانينيات .
كما قال الخبراء في مجال النفط إن هذه الاموال التي تدَّعي السعودية أن العراق مُدان لها لم تُسجَّل في أي منظمة عالمية ولا حتى في الأمم المتحدة لأنه لا أساس لوجودها أصلا !.
*تحرك نيابي لمطالبة السعودية بحقوق العراق
وبهذا الشأن، وجه النائب عن كتلة الصادقون، حسن سالم، سؤالا برلمانيا إلى وزارة الخارجية حول استغلال وسرقة الكويت لحقل غاز الدرة العراقي واستيلاء السعودية على ميناء المعجز العراقي أمام صمت الخارجية العراقية، مشددا على ضرورة أن تصل الإجابة إلى مجلس النواب خلال عشرة أيام .
و أظهرت وثيقة صادرة عن مكتب النائب حسن سالم ، توجيه ثلاثة أسئلة برلمانية الى وزير الخارجية ، حول الإجراءات التي اتخذتها الوزارة بشأن دعوة الكويت الى إيران لغرض ترسيم الحدود البحرية لحل مسالة حقل غاز الدرة المتنازع عليه والتي تؤكد أنه حق حصري للكويت والسعودية متجاهلةً الشريك الحقيقي في الحقل وهو العراق .
كما تضمنت الوثيقة، سؤال الوزارة حول اجراءات الوزارة بشأن اغتصاب السعودية ميناء المعجز العراقي، واستيلاءها على خط التصدير عبر الأنبوب الاستراتيجي .
بدورها، قالت النائب عن كتلة الصادقون سهيلة السلطاني، إن الكتلة ستعقد اجتماعا للتباحث حول استيلاء السعودية لميناء المعجز والكويت لحقل الدرة الغازي.
السلطاني أكدت، إن الكتلة ستثبت للجميع أن ميناء المعجز وحقل الدرة يعودان بالكامل للعراق، مؤكدا أيضا أن كتلتها ستقدم طلبا رسميا لمجلس النواب ووزارة الخارجية لغرض مخاطبة الجانب السعودي على استرداد حقوق العراق من ميناء المعجز والبالغة ملايين الدولارات.
*عزم عراقي على مخاطبة السعودية
من جانبه، كشف مسؤول في وزارة النفط، أن السعودية استخدمت ميناء نفطيا على البحر الأحمر تم بناؤه بأموال عراقية، فيما أشار إلى أن الجانب العراقي اعترض على ذلك.
ونقلت صحيفة خليجية عن المسؤول قوله، إن "العراق بصدد طلب إيضاحات من الجانب السعودي حول استخدام المملكة في الفترة الأخيرة ميناءً نفطيا على البحر الأحمر، تم بناؤه بأموال عراقية ضمن اتفاق أُبرم نهاية الثمانينيات بين البلدين بهدف تنويع مصادر تصدير النفط العراقي، غير أنه توقف إثر حرب الخليج".
وتابع، إن "العراق عازم على الاستيضاح من السعوديين حول ميناء المعجز والمباشرة من طرف واحد باستخدامه"، موضحا أن "الميناء تم بناؤه بأموال عراقية، وهو مثل أي مشروع استثماري تحكمه قوانين واتفاقيات، وسيتم الاستيضاح من الجانب السعودي لكون الموضوع متداولا في العراق".
وفي السياق، وصف عصام الجلبي، وزير النفط العراقي الأسبق، استخدام السلطات السعودية ميناء المعجز بأنه "وضع يد"، مشيرا إلى أن هذا الأمر جار منذ عام 2000 إلى الآن.
*استيلاء من عام 2000
وأوضح الجلبي أنه هو من قام بافتتاح الميناء آنذاك، لتصدير النفط العراقي في السابع من يناير/ كانون الثاني 1990 واستمر حتى الثاني من أغسطس/ آب من العام نفسه.
وأضاف: "السلطات السعودية وضعت عام 2000 يدها على كل أجزاء المشروع، بما فيها الأنبوب العراقي الذي تستخدمه السعودية الآن داخل أراضيها، لكن منذ مدة سمعت أنهم سيستخدمونه في تصدير النفط، ويمكن التوصل إلى اتفاق أو تفاهم سياسي لا فني، لكونه يخضع للسيادة السعودية".