العراق ينتج 735 ألف طن من التمور من 17 مليون نخلة ويتربع على عرش الصدارة العالمية
نهضة كبرى في القطاع
العراق ينتج 735 ألف طن من التمور من 17 مليون نخلة ويتربع على عرش الصدارة العالمية
انفوبلس/..
حقق العراق طفرة نوعية في إنتاج التمور خلال العام المنصرم 2023، بمعدل بلغ 735 ألف طن من 17 مليون نخلة، ليحتل بذلك المراتب الأولى على مستوى العالم في عملية الإنتاج هذه، كما تُعد مؤشراً على تحقيق نهضة كبرى ضمن هذا القطاع.
*إحصائية
حلَّ العراق، في المرتبة الرابعة عالمياً بإنتاج التمور للعام الماضي 2023.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، إن إنتاج التمور تتم في مساحة تزيد عن 1.09 مليون متر مكعب في العالم، ويتم إنتاج أكثر من 8.5 ملايين طن من هذا المنتج الزراعي سنويًا، موضحة أن الأكثر استهلاكاً لهذا المنتج يكون في رمضان إذ يُعتبر جزءاً أساسياً من التقاليد الإسلامية، كونه يُعد مفيداً لصحة الجسم لتعويض الخسائر الغذائية خلال فترة الصيام.
وبينت المنظمة، أن نسب زراعة التمور توزعت بنحو 58.8٪ في قارة آسيا و 43.4٪ منها في إفريقيا، وفي غضون ذلك تستحوذ الدول العربية على 77٪ من الإنتاج العالمي من التمور أي 6.6 ملايين طن من هذا المنتج سنويًا.
وبحسب الإحصائية، فقد أنتج العراق في العام الماضي 735 ألف طن من التمور من 17 مليون نخلة، حيث يحتل المركز الرابع في إنتاج التمور على مستوى العالم.
وأوضحت، أن العراق احتل أيضاً المرتبة الرابعة للعام 2022 بـ 715.2 ألف طن، فيما احتلت أشجار النخيل في العراق، المرتبة الأولى عالميا بـ 22 مليون نخلة .
وأضافت، أن متوسط صادرات التمور العراقية العام الماضي بلغ 600 ألف طن معظمها تُصدَّر إلى تركيا والهند ومصر وسوريا والأردن والإمارات والصين وبنغلاديش والصين وبعض الأسواق الأوروبية والأمريكية.
ومن أفضل أنواع التمور المنتجة في العراق “الخستاوي والخضراوي والعشرسي والجمالي والحلاوي والساير والمكتوم”.
*إحصائيات أخرى
في 11 شباط 2023، أعلنت وزارة الزراعة العراقية، أن صادرات التمور في العام 2022 تجاوزت الـ 600 ألف طن، مشيرة الى عزمها زراعة أنواع ذات أسعار عالية وجودة مميزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة محمد الخزاعي، إن "أشجار النخيل تتم زراعتها في المناطق الوسطى والجنوبية من العراق، بسبب ملاءمة الأجواء لها، لكن وزارة الزراعة استطاعت بجهود ذاتية من أن تنجح في زراعة النخيل في مناطق أخرى، مثل محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين والانبار"، مردفاً أن "التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة ساهمتا أيضاً في أن تكون أجواء هذه المناطق صالحة لزراعة النخيل".
الخزاعي، لفت الى أن "القوانين العراقية كانت تمنع استيراد الفسائل، لكن وبعد عام 2020 تم تغيير هذه القوانين والسماح باستيراد الفسائل النسيجية ذات الجودة العالية، وبالتالي تم استيراد أنواع معروفة بإنتاجيتها وجودتها وارتفاع أسعارها في الأسواق الدولية والمحلية"، موضحاً أن "من بين هذه الأنواع من المغرب وتونس، فضلاً عن الأنواع العراقية الراقية المعروفة بجودتها وطعمها".
وكان العراق في صدارة المنتجين للتمر في العالم قبل عقود؛ لكن إنتاجه الآن بات لا يتجاوز 5% من الإنتاج العالمي.
*مساهمة العتبات
ووصف الخزاعي أوضاع النخيل في العراق الآن بأنها "أفضل مما كانت عليه في السابق، وهنالك هجرة عكسية باتجاه استصلاح عدة مناطق من العراق لزراعة النخيل باعتبارها مشاريع ناجحة"، مشيراً الى "مساهمات العتبات العلوية والحسينية والعباسية باستزراع آلاف الأشجار من النخيل والنجاح بجني ثمارها".
أما بشأن صادرات العراق من التمور، قال الخزاعي إن "العراق قام في السنة الماضية 2022 بتصدير أكثر من 600 ألف طن من تمور الزهدي الى مناطق آسيا، والتي ترغب بهذه النوعية، لأنها تدخل في صناعاتها التحويلية وكذلك تحمُّلها التخزين لمدة طويلة"، مردفاً أن "النخيل المنتجة لتمور الزهدي تمثل 70% من أعداد النخيل في العراق".
وبيّن، أن "دائرة الوقاية في الوزارة تقوم بحملات متعددة على مدار السنة للحفاظ على النخيل من الآفات والأمراض التي ربما تلحق بها، وهنالك توجه لزراعة أصناف عالية الجودة وذات أسعار مرتفعة".
مديرية الإحصاء الزراعي الحكومية قدّرت إنتاج التمور لعام 2020 بأكثر من 735 ألف طن، بارتفاع نسبته 15% عن العام الذي سبقه (2019).
*عدد النخيل يتزايد والإنتاج يرتفع
في 19 تشرين الأول 2023، أعلنت وزارة الزراعة العراقية، عن تزايد مستمر بأعداد النخيل في البلاد، مع ارتفاع إنتاج التمور.
وقال وكيل الوزارة ميثاق عبد الحسين، إن أعداد النخيل في العراق في العام 2019 بلغت 17 مليون نخلة، فيما وصلت الأعداد خلال العام 2023 إلى أكثر من 20 مليون نخلة، مؤكداً أن زيادة مستمرة ستشهدها السنوات المقبلة.
وأضاف عبد الحسين، إن الإنتاج العراقي من التمور قد بلغ 500 ألف طن، لافتا إلى أن صادرات العراق في آخر إحصائية للعام 2021 كانت قد بلغت 120 الف طن.
وأشار إلى أن عدد أنواع التمور العراقية كانت تبلغ 600 نوع بعضها غير اقتصادي، وقد انحصر بعدها الى 400 نوع من منتجات التمور.
*مؤثرات سلبية
في السياق، قالت عضو اللجنة الزراعة والمياه النيابية ابتسام الهلالي، إن العراق كان قبل سنة 2003 من ضمن البلدان الأولى في أعداد النخيل حيث بلغت 34 مليون نخلة، إلا أن الحروب والتغيير المناخي والتصحر وجفاف البساتين ساهمت بانخفاض الأعداد عام 2012 إلى 12 مليون نخلة، مبينة أن أعداد النخيل ارتفعت في السنوات الأخيرة وأصبح عددها عام 2022 أكثر من 20 مليون نخلة.
وأضافت، إن لجنة الزراعة والمياه النيابية تعمل وفق مخطط بالتعاون مع وزارات الزراعة والتجارة والموارد المائية لزيادة صادرات العراق من التمور من 120 الف طن الى 250 ألف طن من خلال زيادة أعداد النخيل، ومن المتوقع أن تصل أعداد النخيل 30 مليون نخلة بحلول 2030.
وكانت أعداد النخيل في العراق، وفق إحصائيات أُجريت في سبعينيات القرن الماضي، تصل إلى نحو 50 مليون نخلة، إلا أنّ الحروب والظروف الصعبة والحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي تسبب في تراجع العدد إلى نحو 30 مليون نخلة بحسب إحصاء تقريبي أُجري عام 2002، واستمر تناقص أعداد النخيل حتى وصل إلى 16 مليون نخلة فقط في عموم البلاد، وفق إحصاء عام 2014.
وبات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في العراق، وحمّلت بغداد مراراً، تركيا، مسؤولية خفض مناسيب المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.
وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما أعلن العراق في وقت سابق أن المشاريع المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
وفي تقرير له نُشر بوقت سابق، سلَّط موقع "ذا وورلد" الأمريكي الضوء على المخاطر التي يمثلها تلاشي أشجار النخيل في العراق على الحياة البيئية، فيما يجري اقتلاعها من أجل الإفساح في المجال أمام التمدد العمراني، حيث تراجعت أعدادها من 30 مليون نخلة في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، الى أقل من 9 ملايين في العام 2009.
يذكر أن قانوناً صدر عام 1979 يقضي بأن من يزرع 50 نخلة أو شجرة في الدونم الواحد، فإن الأرض تصبح ملكاً له بحال أثمرت، لكن هذا القانون متوقف عن العمل الآن.
يُعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
كما يُعد العراق من أقدم مواطن زراعة النخيل في العالم، إذ كان أول ظهور موثق لشجرة نخيل التمر في العالم القديم في مدينة أريدو التاريخية جنوبي البلاد (حوالي 4000 ق.م) والتي كانت منطقة رئيسية لزراعة نخيل التمر، كما يوجد في المتحف العراقي ختم يحتوي على رجلين بينهما نخلة تمر يعود إلى عصر الأكديين (حوالي 2730 ق.م).
وتحتوي مسلة حمورابي (حوالي 1754 ق.م) على سبعة قوانين متعلقة بالنخيل منها قانون يفرض غرامات كبيرة على من يقطع نخلة، وقوانين أخرى تتعلق بتلقيح الأشجار وبالعلاقة بين الفلاح ومالك الأرض وعقوبات على الإهمال وعدم العناية، حيث تفرض على الفلاح أن يدفع إيجار البستان كاملا إلى المالك إذا سبَّب إهماله أو عدم عنايته بالأشجار إلى قلة إنتاج التمر. وكان الآشوريون يقدسون أربعة أشياء هي نخلة التمر والمحراث والثور المجنح والشجرة المقدسة.