تطوير حقل شرق بغداد الجنوبي.. حفر أول بئر من بين 27 ضمن خطة لزيادة إنتاج الحقل
انفوبلس/..
أنجز العراق حفر أول بئر تطويرية، من بين 27 بئراً ضمن خطة لزيادة إنتاج حقل شرق بغداد إلى 40 ألف برميل يومياً.
وأعلنت شركة الحفر العراقية، اليوم الخميس، الانتهاء من حفر البئر الأولى في حقل شرق بغداد الجنوبي.
ووقّع العراق في 2018 اتفاقاً مع شركة جنهوا الصينية تستهدف تطوير الحقل، بعد عزوف العديد من الشركات الأجنبية على الدخول لاستثماره، نظراً إلى وجوده بالقرب من الكتل السكنية ونوعية النفط.
عمليات الحفر
أشارت شركة الحفر العراقية، إلى أن عناصر الشركة الفنية والهندسية أنجزت حفر البئر النفطية "إي بي إس – إتش- 18 (EBS -H-18) بعمق 3509 أمتار.
وأوضحت الشركة، أن البئر هي الأولى التي تنجزها الشركة ضمن مشروع حفر 27 بئراً نفطية في حقل شرق بغداد الجنوبي لصالح شركة إي بي إس الصينية بالتعاون مع شركة "سي أو إس إل" COSL لتقديم الخدمات النفطية.
وأضافت الشركة العراقية، أن عمليات الحفر تمت باستخدام جهاز الحفر آي دي سي 36 (IDC 36) بقدرة 1500 حصان بأسلوب الحفر الأفقي بزاوية ميل 89 درجة.
وتُعَد شركة الحفر العراقية الذراع الوطنية الفاعلة بحفر واستصلاح الآبار النفطية، ولديها كوادر فنية وهندسية مشهود لها بالكفاءة والخبرة المتراكمة في حفر واستصلاح الآبار النفطية وإنجاز المشروعات وفقاً للجداول الزمنية المحددة والالتزام بأعلى معايير أنظمة الجودة والصحة والسلامة المهنية والبيئة وحسب متطلبات المواصفات القياسية.
40 ألف برميل يومياً
يأتي بدء عمليات الحفر في إطار مساعي وزارة النفط العراقية لرفع إنتاج حقل شرق بغداد إلى 40 ألف برميل يومياً.
ويبلغ إنتاج حقل شرق بغداد 15 ألف برميل يومياً، وتتضمن خطة التطوير استثمار كامل كميات الغاز المصاحب، ويغذي إنتاج الحقل بعض محطات الطاقة الكهربائية ومصفى الدورة.
وكان عدد من الشركات الأجنبية قد امتنعت عن الاستثمار في حقول النفط ببغداد، التي تشرف عليها شركة نفط الشمال؛ لوقوعها ضمن مناطق سكنية بالإضافة إلى نوعية النفط فيها؛ إذ إنه من النوع الثقيل مقارنة بنفط الحقول الواقعة في المنطقة الجنوبية.
ووقّعت وزارة النفط العراقية، في 23 أيار 2018، عقداً مع شركة "جنهوا" الصينية لتطوير حقل شرقي بغداد - الجزء الجنوبي، لإنتاج 40 ألف برميل يومياً، في غضون خمس سنوات.
وذكرت الوزارة في بيان على هامش توقيع العقد، إن الحقل يعتبر من الحقول النفطية المهمة للعاصمة بغداد، والذي بقي لعقود بدون تطوير.
وينصّ العقد على أن الشركة الصينية سترفع إنتاج الحقل ليصل إلى 40 ألف برميل يومياً خلال خمسة أعوام من تاريخ دخوله حيز التنفيذ، فضلاً عن بناء مدينة نفطية تشمل وحدات سكنية ومرافق خدمية متكاملة، كما يلزم العقد الشركة، بالاعتماد على أيدي عاملة محلية بنسبة 50 بالمائة، تزداد تدريجياً لتصل إلى 80 بالمائة.
ووفق أرقام وزارة النفط، فإن حقل شرقي بغداد، الذي كانت تديره شركة "نفط الشمال" المملوكة للدولة، ينتج 10 آلاف برميل يومياً من النفط الخام، و21 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً.
ونوهت الوزارة، على أهمية إنتاج النفط الخام من الحقل المذكور، لتوفير النفط الخام والغاز المصاحب لمحطات الطاقة الكهربائية وللمنشآت والمشاريع الصناعية وغيرها.
احتياطي يُقدّر بـ 8 مليار برميل
التوقعات المتفائلة أشارت إلى العراق هو ملك الأسواق الآسيوية، مستقبلا وأنه سيتفوق حتى على المصدر الأكبر للنفط وهي السعودية، لكن هذه التوقعات إن أُريد لها التحقيق لابد لها أن تحظى بالتخطيط الدقيق، لمنع التوقعات المقابلة المتشائمة التي أشارت إلى أنه في حال استثمر العراق حقل شرقي بغداد، فإنه سوف يغرق السوق العالمي ويقلل من أسعار النفط.
الخبير الاقتصادي المختص في إدارة مؤسسات الدولة في الأزمات – جامعة هارفارد علي جبار الفريجي، قال في وقت سابق، إن حقل شرق بغداد يُعد من الحقول التي لم تُستثمر بشكل صحيح لعدة اعتبارات منها قربه من المناطق السكانية وعدم دقة عمليات المسح الجيولوجي والعمليات الاستكشافية ونوعية النفط الخام تختلف عمّا يكتشف في العراق. مبينا ، إن هذا الحقل يمتد إلى محافظة ديالى وهو من الحقول النفطية العملاقة نسبياً، إذ تُقدر احتياطاتها بنحو ثمانية مليارات برميل.
وأشار، إلى أن وزارة النفط وبالتعاون مع شركات أجنبية سبق وإن قامت بعمليات استكشاف حقل شرقي بغداد وتم مسحه من قبل فرقة زلزالية فرنسية منتصف السبعينيات كمسح استطلاعي وفي سنة 1980 تمت إعادة المسح من قبل الفرقة الزلزالية السادسة فايبرو سايز كمسح تفصيلي، وقد تم المسح من منطقة الراشدية شمالا إلى منطقة المعامل جنوبا ومن شرق مدينة الصدر الحالية شرقا إلى قناة الجيش غربا ولقد أظهرت المسوحات الزلزالية بعد المعالجة بوجود ثلاثة مكامن نفطية وتم حفر الآبار الاستطلاعية ومن ثم الاستكشافية لتقييم الحقل و ظهر بأن هناك عائق حول استثمار هذا الحقل لوجود كثافة سكانية وتم استخدام الحفر المائل للإنتاج.
وزارة النفط حاولت أن تستثمر حقل شرق بغداد بعد أن عرضت هذا الحقل ضمن جولات التراخيص 2012 و2013، لكنه لم يحظَ بشركة أجنبية لاستثماره، ما دفع بالوزارة إلى إحاله الحقل على شركة نفط الوسط، التي بدأت بحفر الآبار فيه بشكل غير فاعل بسبب قُربه من المناطق السكانية، وكثرة المناطق المتجاوزة سكانياً على الخريطة الجغرافية لهذا الحقل في مناطق أصبحت مكتظّة بالسكان بشكل غير رسمي.
وتضم العاصمة بغداد، خصوصاً في المناطق الشمالية والشرقية، العديد من الآبار النفطية التي تعمل تحت إشراف وزارة النفط، حيث تشهد استخراج ما يقارب من 20 ألف برميل من النفط في اليوم.
ويسعى العراق من خلال تطوير حقوله النفطية وعرضها على الشركات العالمية إلى التوصّل إلى إنتاج ما لا يقل عن 11 مليون برميل يومياً في غضون السنوات الخمسة المقبلة، وإلى 12 مليون برميل يومياً بعد إضافة الكميات المُنتَجة من الحقول الأخرى.