محطات تُهرّب الصهاريج في وضح النهار من بغداد الى كردستان
أنفوبلس/..
كشفت شركة المنتجات النفطية، عن وجود عمليات تهريب للبنزين من محطات الوقود، لاسيما بغداد باتجاه إقليم كردستان، ومن ثم الى تركيا وأيضا إلى سوريا ولبنان، والسبب ان الفارق السعري للمنتج ورخص أسعاره في المحافظات ساهم بتهريبه إلى الإقليم والى بعض الدول، لان الدول المحيطة بنا تبيع اللتر بدولار واحد بينما يبيعه العراق بـ30 سنتاً.
وبدأت تلك الأزمة من الإقليم، حيث عمدت على تهريب الوقود، الذي ترسله بغداد عبر مافيات الفساد في كردستان الى تركيا، ومن ثم تسمح للتجار باستيراد الوقود من بعض دول الجوار وبيعه بسعر 850 ديناراً.
وأثيرت أزمة البنزين في بغداد مؤخراً بسبب تواطؤ بعض موظفي هيأة توزيع المشتقات النفطية، وأخذت تنتشر في عدد من المحافظات في ظل ضعف الرقابة الأمنية على عمل أغلب المحطات الأهلية.
ويحتاج العراق 31 مليون لتر من البنزين يومياً لـ15 محافظة، ويشتري 15 مليون لتر يومياً من الخارج بسعر 2100 دينار للتر الواحد، إلا ان ذلك لم يعالج الأزمة، لان ما يجري هو عملية تهريب منظمة للبنزين، ما تسبب بخسائر مالية للعراق بمليارات الدولارات سنوياً، دون ان يتم بناء مصفى واحد لتكرير النفط أو تأهيل مصفى بيجي وكذلك المصافي الأخرى التي تنتج مادة البنزين.
معاون مدير عام المنتجات النفطية، إحسان موسى يقول، ان مافيات التهريب والمتلاعبين وضعاف النفوس مسؤولون عن الأزمة، وبالتالي يجب اتخاذ إجراءات رادعة بهذا الشأن، حيث عقدنا اجتماعاً مع المخابرات والأمن الوطني وباقي الأجهزة الأمنية الأخرى، واثمرت بعض الجهود على ضبط عمليات سحب البنزين من محطة في بغداد ليتم تهريبها إلى الإقليم.
وأضاف موسى، ان جهود الأجهزة الأمنية تمكنت مؤخراً من ضبط عمليات تهريب بخمس محطات وبالتالي، فعلى الأجهزة الأمنية متابعة عمليات التدقيق الخاصة بنقل المشتقات حتى لا يتم تهريبها.
ويرى المختص في الشأن الاقتصادي نبيل العلي ان هناك تقصيراً في عملية تجهيز مادة البنزين منذ أشهر وهي وراء عملية التهريب. وبيّن، ان هذا دليل على وجود تواطؤ من قبل وزارة النفط مع بعض المحطات الأهلية في بغداد وديالى وبعض المحافظات الأخرى باتجاه كردستان التي تستقبل تلك الحمولات ومن ثم تمرُّ الى تركيا. وأشار الى ان ذلك يعود الى رخص هذه المادة مقارنة بدول الجوار، لافتاً الى ان هناك ارتفاعاً في أسعار النفط والبنزين.
من جهته، أكد المختص في الشأن الاقتصادي جاسم الطائي أن هناك مؤشراً كبيراً على تلاعب مافيات الفساد بكميات البنزين المجهز للمحطات، من خلال سرقة ألف لتر من كل صهريج وبيعه بالسوق السوداء في شمال العراق.
وبيّن، ان الخلل واضح بعمل وزارة النفط، وهناك جهات تسعى لإثارة أزمة وقود في بغداد والمحافظات، ليس فقط للتغطية على التلاعب في كميات التجهيز وإنما بحصص المحطات، فتارة توزع الوقود بشكل منتظم، وتارة أخرى تتلاعب بمواعيد التجهيز للتغطية على جرائم التهريب.