أكثر من 4.5 ملايين طن من الحنطة محصول العراق هذا العام.. إنجاز تاريخي غير مسبوق
انفوبلس/..
تقارير تتحدث عن تجاوز إنتاج المحصول الاستراتيجي الأول (الحنطة) حاجز التوقعات، جعلت الحكومة العراقية تتنفّس الصعداء هذا الموسم الزراعي، في خضمّ أزمة عالميَّة على مستوى المنتجين الأساسيين وهما روسيا وأوكرانيا.
ويعتمد العراق بالدرجة الأساس على الحنطة في إنتاج مادة الطحين ضمن مفردات السلّة الغذائية، إذ يُعد العراق من الدول التي تضع الخبز ضمن المواد الأساسية للغذاء على موائد العراقيين.
المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة محمد الخزاعي، أشار في حديث صحفي بمطلع شهر أيار 2023 أنه "توقعاتنا بأن يصل إنتاج الحنطة هذا العام إلى أكثر من 4 ملايين ونصف المليون طن، وهذا المعدل هو ضعف ما أنتجه العراق خلال العام الماضي".
وأضاف الخزاعي، أنَّ "هذه المعدلات تُحسب للقرارات الجريئة التي اتخذتها وزارة الزراعة في زيادة خطة المساحات المزروعة، على الرغم من الحديث عن تجاوز الوزارة الخطوط الحمراء بشأن الخطة الزراعية وأزمة المياه التي تعيشها البلاد".
وأضاف، أنَّ "قرار وزارة الزراعة بشأن زيادة مساحات الخطة الزراعية واجه انتقادات حتى وصفها البعض بالمجازفة، إلا أنَّ وفرة الأمطار هذا العام ساهمت بشكل كبير في تحقيق جميع ريّات المحاصيل الزراعية وإنجاح الخطة الزراعية الشتوية".
الموسم التسويقي
مدير عام الشركة العامة لإنتاج الحبوب التابعة لوزارة التجارة حيدر نوري، ذكر أن "الموسم التسويقي بدأ في محافظات الوسط والجنوب، وحتى الآن وصل تسويق الإنتاج إلى نصف مليون طن".
وتابع نوري، أنَّ "موسم الحصاد في ديالى وكركوك وصلاح الدين والمحافظات الشمالية، سينطلق خلال حزيران وذلك لبرودة الأجواء في تلك المحافظات، فيما ستصل ذروة التسويق في شهر آب المقبل وسيكون نهاية الموسم التسويقي أيضاً".
وأوضح، أنَّ "جميع مخازن الوزارة والصوامع الخاصة بها قادرة على استيعاب أي كميات ترد إليها"، لافتاً إلى أنَّ "تحديد الكمية التي ستحتاج إليها البلاد من الحنطة سيُحسم بعد انتهاء الموسم التسويقي عبر كميات دقيقة في المخازن ليتم استيراد المتبقي من مناشئ عالمية".
كميات الحصاد كافية
ورأى المتحدث باسم وزارة التجارة، محمد حنون، وصول كميات حصاد الحنطة إلى 4 ملايين بأنه "سيكون كافيًا لفترة ليست بالقليلة"، مبينًا أنّ "الوزارة تتلقى دعمًا مباشرًا من الحكومة عبر تسريع تسليم مستحقات الفلاحين عكس السنوات الماضية، حيث بلغ حجم المحصول المسوَّق أكثر من 40 ألف طن يوميًا".
وزعم حنون في حديث صحفي، أنّ "المزارعين أصبحت لديهم ثقة بتسلّم مستحقاتهم وتسويق محصولهم لوزارة التجارة بوجود موسم حصاد مختلف، جرى التحضير له وتطبيق كل ما يخصه من إجراءات بطرق ناجحة وذات فاعلية".
وأشار حنون إلى أنّ "نجاح الخطة الزراعية الشتوية سيتواصل من خلال إجراءات أخرى لحماية المنتج المحلي وتقليل الاستيراد، وتوفير كل متطلبات الفلاحين للخطة الزراعية المقبلة من الأسمدة وأساليب الرّي".
وبيّن حنون أن "التمويل الذي تسلّمته الوزارة من وزارة المالية هو 3 وجبات كانت بواقع 500 مليار دينار في كل وجبة"، مؤكدًا أنّ "توجيهات الحكومة مستمرة لتوفير الدعم اللازم للوزارة بالتمويل وتسهيل جميع الخطوات".
وقبل أيام، قال وزير التجارة، أثير الغريري، في تصريحات، إن احتياطي القمح يكفي العراق ستة أشهر، فيما أعلنت الشركة العامة لتجارة الحبوب، شراء ما يزيد على مليون طن من القمح المحلي من مزارعين في 13 محافظة.
وأعلنت وزارة التجارة، أن جميع المؤشرات تؤكد أن الكميات المسوَّقة من الحنطة للموسم الحالي، ستصل إلى مديات عالية، نتيجة لمعدلات الأمطار الجيدة والدعم الحكومي المقدَّم لإنجاحه، متوقعة أن تصل الكميات، إلى أربعة ملايين طن، ما يُسهم بسدّ 90 بالمئة من حاجة البطاقة التموينية من مادة الطحين.
محاصيل إقليم كردستان
على صعيد ذي صلة، أعلنت وزارة التجارة والصناعة في إقليم كردستان عن جاهزيتها في تسويق محصولي الحنطة والشعير من قبل الفلاحين في الصوامع بمعظم مدن الإقليم مع بداية الشهر المقبل، وقد توقعت وزارة التجارة والصناعة في إقليم كردستان بأن تسويق محصولي الحنطة والشعير العام الحالي سيكون أفضل وبزيادة 100 ألف طن مقارنة بالعام الماضي.
وقال المستشار الأقدم في الوزارة، فتحي المدرس، إن الوزارة وحسب السياسة التسويقية للحبوب تعلن عن جاهزيتها لتسلّم وتسويق محصولي الحنطة والشعير من الفلاحين في عموم مدن الإقليم مع بداية الشهر المقبل.
وأضاف المدرس، إن تسلّم محصول القمح من الفلاحين سيكون بمبلغ 850 ألف دينار للطن الواحد، مبيناً أن لكل محافظة لجنة عليا تتمثل بالمحافظ والجهات المعنية بالإضافة إلى ملاكات الوزارة للإشراف على الاستلام والتسويق.
وعبّر عن أمله في أن تكون عملية التسويق لهذا العام أفضل من العام الماضي وبزيادة في المحصول تبلغ 100 ألف طن من الحبوب، لافتاً إلى أن عملية التسويق في العام الماضي بلغت 350 ألف طن ونأمل أن تكون 450 ألف طن للعام الحالي بسبب كثرة الأمطار خلال موسم الشتاء.
الخطة التسويقية للموسم
يُشار إلى أن وزارة التجارة العراقية، أعلنت مؤخراً نجاح الموسم التسويقي لموسم الحنطة من خلال العمل بشفافية وبوتيرة متصاعدة، ودفع مستحقات المزارعين والفلاحين المسوقين كافة خلال 48 ساعة.
خطة التسويق كانت تعتمد سابقاً على ثلاث درجات من المحصول، وكان سعر الدرجة الأولى يزيد بـ 120 ألف دينار عن الدرجة الثانية وبنحو 200 – 250 ألف دينار عن الثالثة، وقد تم تحديد السعر لهذا الموسم بـ 850 ألف دينار (للطن) بدون خصم، وبخصم بسيط يبلغ 25 ألف دينار ليصبح 825 ألف دينار، وحنطة بخصم (ب) قد يبلغ سعرها إلى 800 ألف دينار.
وسبق أن صرّح مدير عام شركة تجارة الحبوب في وزارة التجارة العراقية، حيدر نوري في 28 نيسان 2023، أن العراق يحتاج إلى 4 ملايين و600 ألف طن من الحنطة سنوياً، بمعدل 460 ألف طن في الشهر على مدى 10 أشهر، مشيراً إلى أن "توقعات وزارة الزراعة الاتحادية للمحصول تبلغ 4 ملايين طن لجميع المحافظات، وفي حال استلمنا 4 ملايين سنحتاج إلى 600 ألف طن وفي حال تسلّمنا 3 ملايين و500 ألف طن سنكون بحاجة إلى مليون و100 ألف طن".
وأضاف أن الوزارة تتوقع حصاداً كبيراً هذا الموسم، حيث قام الفلاحون بزراعة المحصول حتى في مناطق لا توجد فيها مياه اعتماداً على الأمطار، "لأنهم يعرفون أن مبلغ 850 ألف دينار (للطن) يُعد مبلغاً مجزياً"، مشيراً إلى أن "كميات محصول القمح ستكون كبيرة بسبب الأمطار، كما أن النوعيات أصبحت جيدة، حيث يزيد وزن حبّة القمح النوعي كلما كانت هناك أمطار أكثر".