تفاصيل "مبنى زها حديد".. عقدٌ من العمل وموعد افتتاح مجهول
انفوبلس/خاص
بعد نحو 10 سنوات ونصف على المباشرة بإنشائه، وتأخير لمدة سنتين عن الفترة المخصصة لاكتماله، ما زال مبنى البنك المركزي الجديد في منطقة الجادرية وسط بغداد لم يكتمل لغاية اليوم، على الرغم من استمرار العمل فيه كل تلك المدة، لكن وبسبب جائحة كورونا حدث تباطؤ بالعمل وتأجيل لموعد الافتتاح أكثر من مرة.
"مبنى زها حديد" الاسم الذي يستخدم عادة على ألسن العراقيين بالحديث عن مبنى البنك المركزي الجديد كلّف قرابة الـ800 مليون دولار، وهو مبلغ يعدّه البعض كبيراً جداً وأحد أوجه الفساد، فيما يعدّه البعض الآخر منطقيا عند مقارنته بمباني بنوك مركزية لدول أخرى، وفي كل الحالات يجمع العراقيون على جمال المبنى وأهميته كصرح بغدادي حديث.
غيث صالح، المتحدث باسم المكتب الاعلامي في البنك المركزي، كشف العديد من تفاصيل المبنى، مؤكداً بأنه فريد من نوعه في العراق، حيث ان "المشروع يحمل الكثير من المميزات، منها الحصول على شهادة بريم للاستدامة، اي أن المبنى يعد صديقا للبيئة، علاوة على واجهته المصممة مقاومة للانفجارات، وجدرانه مقاومة للحرائق وهو مشروع لا يقبل المقارنة مع غيره من المشاريع"، موضحا أن "المشروع يتكون من 38 طابقاً وبواقع ثلاثة تحت مستوى الارض و35 طابقا فوق مستوى سطح الارض وبارتفاع يقارب 180 متراً وبمساحة تقدر بحوالي 20 ألف متر مربع".
ولفت صالح، إلى أن "جميع التحديات الموجودة في المشروع تم اخذها بنظر الاعتبار من قبل المصمم منها بعض التغييرات المناخية كون المشروع محاطا بنهر دجلة، حيث إن الجدار المحيط بالمبنى يصل عمقه قرابة الـ 50 متراً، اضافة الى قيام المقاول بأعمال تقوية التربة من خلال الحقن بالكراوت تحقيقا لمتطلبات العمل"، مؤكدا أن "التأثيرات المستقبلية مأخوذة جميعها بنظر الاعتبار من قبل المصمم والمقاول اثناء عملية التنفيذ، بالإضافة الى أن العمر الافتراضي للمبنى هو اكثر من 100 سنة".
في نهاية عام 2021، كشف البنك المركزي إن نسب الإنجاز بلغت 97 بالمئة للأعمال الكونكريتية، و70 بالمئة للهيكل الإنشائي الحديدي، والذي من المؤمل اكمال انجازه نهاية العام الحالي، في حين أن الاعمال الكهربائية "الكيبل تري" أنجز منها قرابة 20 بالمئة"، مبينا أن "المقاول بدأ بالأعمال الميكانيكية ومنظومة اطفاء الحرائق والتبريد، وتضم البناية 24 مصعداً من ضمنها البانوراما المطلة على نهر دجلة، والمصاعد الداخلة والحمل والمخصصة لنقل المكائن والمعدات مثل المولدات ومنظومة التبريد".
الدكتور بمجال الهندسة الانشائية، وأحد العاملين في البناية سامر سعدي حسين، كشف أن "هناك ثلاثة عناصر مشاركة في المشروع، المقاول وهي شركة داكس، والشركة الاستشارية هي مينهاردت، وادارة مشروع البنك المركزي الممثلة للجهة المستفيدة"، مشيرا الى أن "جميع الاعمال والمواد المتعلقة بالمشروع يتم تدقيقها وفق المواصفات العالمية المعتمدة من قبل استشاري المشروع، منها اعمال نمذجة الكونكريت والتي تمت من قبل قسم السيطرة النوعية التابع للمقاول وبإشراف الشركة الاستشارية اذ قامت بفحص تلك النماذج في المختبرات الخاصة بالمشروع، بالإضافة الى ارسالها لمختبرات طرف ثالث المركز الوطني".
وأضاف، أن "اعمال المتابعة تتم من قبل قسم السيطرة النوعية الخاص بالمقاول والقسم الخاص بالاستشاري اضافة الى البنك المركزي وتضم هذه الاقسام ملاكات من مختلف الجنسيات، وبنحو 10 دول مشاركة منها استراليا، الفلبين، تركيا، امريكا، البرتغال وغيرها من الدول".
وبين، أن "المبالغ المخصصة للمشروع قاربت 800 مليون دولار، لافتا الى "وجود معمل متخصص بواجهات الكونكريت، حيث يضاف الى التحديات الموجودة بأعمال الكونكريت، تحدي الواجهات بان تكون مقاومة للانفجار، اذ تمت اعمال فحص الواجهات في انكلترا، اضافة الى التشكيل الخاص بها فهي خرسانة عالية الاداء".
وتابع، أن "الواجهات في الغالب تكون مسطحة ولا توجد بها حركة، الا أن مشروع مبنى البنك المركزي الجديد مصمم من قبل المعمارية زها حديد، والتي أضافت لمسة تشكيلية على تلك الالواح وبالتالي تطلب عدد قوالب كبيرا لتشكيلها وكل واحد منها يتطلب 5 اسابيع لصناعته".
من جانب آخر فند حسين، الانباء المتداولة في وسائل الاعلام عن وجود عيوب في بناية البنك المركزي"، مبينا أن "هنالك ملاحظات في نسب ضئيلة من الاجزاء الكونكريتية وتم جدولة تلك الملاحظات ومناقشتها ومعالجتها، وهو امر طبيعي ويحدث بأغلب المشاريع العالمية".
ولفت، إلى أن "عمليات المتابعة تتم من قبل البنك المركزي بشكل يومي واسبوعي وشهري لمراحل تنفيذ العمل ومن خلال تقارير يقدمها المقاول والشركة الاستشارية"، مشيرا الى أن "شركة زها حديد تعمل حاليا مع الشركة الاستشارية وهم على اطلاع ومتابعة دائمة للمشروع والاجابة على التساؤلات كافة التي قد ترد من قبل المقاول بشأن التصميم".
حتى اللحظة لا يوجد موعد محدد لافتتاح المبنى الجديد، لكن تشير أغلب المصادر إلى إن المبنى يمر بمراحله الأخيرة وسيتم افتتاحه في القريب العاجل، في حال لم يطرأ أي جديد على الساحة العراقية من شأنه أن يوقف العمل أو يؤجل الافتتاح.