حلفاء واشنطن في المنطقة يهيمنون على العراق اقتصادياً.. الإمارات وقطر وتركيا يبتلعون طريق التنمية وأبو ظبي تفوز بميناء الفاو كغنيمة خاصة
انفوبلس/ تقارير
انتقادات جمَّة طالت الاتفاق الرباعي الموقَّع يوم أمس الاثنين، بين العراق وتركيا والإمارات وقطر حول طريق التنمية؛ وذلك بالنظر للمنافع التي ستمطر على دول المنطقة وانتعاشها وازدهارها اقتصادياً على حساب العراق، في وقت كان من المفترض أن يكون هذا الطريق نافعاً بالدرجة الأساس بلاد الرافدين أكثر من غيره.
*تفاصيل
رعى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الاثنين، توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات للتعاون في مشروع طريق التنمية.
وذكر بيان لمكتب السوداني، أن الأخير رعى مع الرئيس التركي "مراسيم توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات، تهدف الى التعاون المشترك بشأن (مشروع طريق التنمية) الاستراتيجي، وذلك بحضور أعضاء الوفدين التركي والعراقي، من وزراء ومستشارين".
وأشار البيان، إلى أنه "وقَّع المذكرة عن الجانب العراقي وزير النقل رزاق محيبس، وعن الجانب التركي وزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو. فيما وقع عن الجانب القطري وزير المواصلات جاسم بن سيف السليطي، ووقع عن الجانب الإماراتي وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل محمد المزروعي".
وتتضمن المذكرة قيام الدول الموقعة بوضع الأُطر اللازمة لتنفيذ المشروع، وفق البيان.
وتابع البيان الحكومي، أن "مشروع طريق التنمية الاستراتيجي، سيُسهم في تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز علاقات التعاون الإقليمي والدولي من خلال تحقيق التكامل الاقتصادي والسعي نحو اقتصاد مستدام بين الشرق والغرب، كما سيعمل على زيادة التجارة الدولية وتسهيل التنقل والتجارة، وتوفير طريق نقل تنافسي جديد، وتعزيز الرخاء الاقتصادي الإقليمي".
فيما كانت كل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية خارج إطار الاتفاق الجديد الذي وُقِّع يوم أمس في بغداد.
*فحوى الاتفاق
في السياق، كشف رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، عن فحوى الاتفاق الرباعي بشأن طريق التنمية.
وقال السوداني في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان في القصر الحكومي وسط بغداد: إنه "جرى توقيع مذكرة تفاهم رباعية تتضمن المبادئ الخاصة بطريق التنمية".
وأضاف، إن "طريق التنمية سينقل المنطقة اقتصاديا".
وأوضح: "طريق التنمية ليس لاختصار المسافات فقط بل سيتحول إلى جسر رابط بين شعوب المنطقة وثقافاتها"، لافتا الى أن "طريق التنمية سيدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة".
*خدمة لمصلحة أنقرة
يرى المحلل السياسي مؤيد العلي، أن زيارة اردوغان الى العراق تأتي لخدمة مصالح شعبه عن طرق الاتفاق على جملة ملفات مهمة أبرزها طريق التنمية، منتقداً في الوقت ذاته حجم الاستعدادات الحكومية لاستقبال هكذا شخصية لم تكن لها مواقف إيجابية تجاه العراق.
وقال العلي، إن "الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يزور العراق وفي جعبته عدد من الملفات التي يرغب من خلالها تحقيق مصلحة بلده، وبالدرجة الأولى ملف طريق التنمية، حيث يسعى من خلاله التأسيس لشراكة حقيقية مع العراق وأن تكون تركيا جزءا أساسيا من هذا المشروع".
وأضاف، إن "اردوغان قد ينتهج سياسة جديدة من خلال زيارته للعراق، حيث يسعى الى تحقيق مصالح شعبه، وبالتالي على الحكومة العراقية أن تنتهج ذات النهج والعمل على تحقيق ملفات مهمة تخدم العراقيين ومن أبرزها ملفات السيادة المياه والأمن والاقتصاد وأن تكون هي صاحبة المبادرة وتفرض الشروط خصوصا في ملف أمن المياه".
وبين، إن "هناك تحضيرات واستقبال رسمي خارج عن السياق المعتاد، وكأن العراق يستقبل شخصية فاتحة ولها مواقف إيجابية مع البلاد، إذ كان ينبغي أن يكون الاستقبال رسميا طبيعيا، حيث إن الإنجاز يكمن في تحقيق مصالح البلد، وليس الذهاب نحو أساليب البهرجة وإطلاق القذائف الترحيبية، كونه أمرا غير مقبول من الناحية الرسمية والشعبية مع هكذا شخصيات".
*تنديد
ندد السياسي والنائب عن كتلة الصادقون النيابية حسن سالم، بالاتفاق الرباعي بين العراق، تركيا، قطر، والإمارات.
وأكد سالم بحسب منشو له على منصة "اكس"، أن الاتفاق الرباعي بين العراق وتركيا وقطر والامارات لوضع أُسس المباشرة بطريق التنمية الذي سيجعل دول المنطقة تعيش ازدهارا اقتصاديا على حساب العراق.
وبين، أن "العراق سيكون ممرا لنقل بضائع الدول"، مضيفا: "قدر العراقيون الرضا بعيشة الفقراء وأن غاية ما يحصلون عليه أن يعملوا حمّالين لنقل بضائع هذه الدول".
واختتم منشوره بعبارة "استيقظوا من نومتكم".
*دفع أمريكي
من جهته، اتهم رئيس الهيئة التنظيمية لمبادرة الحزام والطريق، الولايات المتحدة الأمريكية بالوقوف خلف زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى العراق لضرب مبادرة الحزام والطريق.
وقال الكرعاوي، إن "زيارة السلطان العثماني إلى العراق وتزامنها مع عودة السوداني من أمريكا وزيارة بعض قادة الكتل السياسية إلى دول الخليج والأردن فما إن عاد السوداني من الولايات المتحدة حتى حطَّ اردوغان رحله في بغداد".
وأضاف، إن "الأغرب من ذلك هو تواجد الإماراتيين والقطريين على لائحة جدول أعمال الزيارة في نفس الزمان وهو ما يجعلنا متيقنين أن واشنطن وراء كل هذا وبإملاءات ووصاية من البيت الأبيض لضرب مبادرة الحزام والطريق وجعل ميناء الفاو مجرد مرآب لبضاعة حلفاء أمريكا ومحطة مرور لا أكثر وقتل لكل المشاريع التنموية التي كانت ستُقام فيه وعلى طول الأراضي العراقية".
وأشار إلى، أن "إصرار حكومة السوداني على تنفيذ مشروع يخدم كل المطبّعين مع الكيان الصهيوني لَعَجيب ويجبرنا أن نقول ما حدى مما بدى يا سوداني ألم تكن في مقدمة المتصدّين للمطالبة بالاتفاقية مع الصين وانضمام العراق لمشروع الحرير".
ولفت إلى، أن "كل ما تم التوقيع عليه هو جرّ العراق بعيدا عن مصالحه وإفقار شعبه والإبقاء عليه ضعيفا ونداءنا إلى العراقيين جميعا كونوا على قدر المسؤولية واحموا وطنكم ومصالح أبنائكم وقفوا بوجه هكذا مشاريع تخريبية".
*ميناء الفاو هدية لأبو ظبي
تعمل وزارة النقل على استكمال خطوات التعاقد مع موانئ أبو ظبي لتشغيل ميناء الفاو الكبير.
وقال مدير المكتب الإعلامي في الوزارة ميثم الصافي، إنَّ الوزارة باشرت الاتفاق مع موانئ أبو ظبي للشراكة وتشغيل ميناء الفاو، بإعداد خطوات التعاقد معها بشكل رسمي خلال المدة المقبلة.
وأضاف، إنَّ الوزارة تلقت عروضاً كبيرة من شركات صينية وإماراتية وسنغافورية، لكنَّ الشروط تطابقت مع ما قدمته إدارة موانئ أبو ظبي، في ما يتعلق بسياسة التشغيل والإدارة وتوسعة سوق النقل البحري الإقليمي والدولي للميناء وجعله محطة (ترانزيت) عالمية.
وأشار الصافي إلى، أنَّ نهاية العام الحالي ستشهد إكساء كامل الطريق الرابط بين ميناءي الفاو وأم قصر بالتزامن مع استكمال مشروع الأرصفة الخمسة.
وبين، إنَّ هناك اجتماعات مستمرة بالتنسيق مع الشركة العامة لموانئ العراق واللجان الفنية والإدارية والقانونية لإكمال تفاصيل التعاقدات التمهيدية مع موانئ أبو ظبي للوصول إلى الصيغة الأفضل لتشغيل ميناء الفاو الكبير.