زيارة سرية كُشفت لاحقا.. المركزي العراقي يفشل مجدداً بالتوصل لاتفاق مع واشنطن.. عقوبات المصارف قائمة وديون الغاز بلا تسديد
انفوبلس..
يوم الخميس الماضي، كشف مصدر مطلع عن زيارة غير معلنة للبنك المركزي العراقي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لبحث تطورات الأوضاع في القطاع المصرفي العراقي، الأمر الذي أثار استغراب خبراء الاقتصاد كون تلك الزيارة تأتي بوقت حساس ومهم، ولكن بعدها أعلن المركزي نتائج الزيارة وما جرى خلالها ليتضح أنها كانت زيارة فاشلة ودون حلول للمشاكل العالقة، فما زالت العقوبات قائمة على المصارف العراقية، وما زالت ديون الغاز بدون تسديد.
ويسعى العراق لتجاوز العقبات الاقتصادية التي وضعتها واشنطن في طريقه وتسببت بأزمة ارتفاع أسعار صرف الدولار خلال السنوات الأخيرة من 120 إلى 150 ألف دينار لكل 100 دولار، وتفاوتت أسعار الصرف بين الرسمي والموازي حيث يبلغ الأول 132 ألف دينار للـ100 دولار فيما يتراوح الثاني ويتذبذب بحسب حاجة السوق ويستقر نحو 150 ألف دينار كمعدل.
وكذلك فإن العقوبات الاقتصادية التي تفرضها واشنطن على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والوصاية الاقتصادية التي تفرضها على العراق تحول دون تمكن العراق من تسديد المترتبة بذمته لإيران مقابل الغاز الذي تستورده البلاد لتشغيل محطاته الكهربائية.
وهذان الملفان يُعدان من أهم الملفات التي يجب أن يناقشها البنك المركزي مع الحكومة الأمريكية، ولكن انتهت الزيارة الأخيرة دون أي حلول تذكر.
المصدر، قال إن وفدا من البنك المركزي العراقي، بقيادة محافظ البنك المركزي علي العلاق، وعدد من المديرين العامين، يجرون زيارة الى الولايات المتحدة الأمريكية، منذ الـ26 من شهر آب، لمناقشة تطورات القطاع المصرفي والتقييد باستخدام الدولار المفروض على عدد كبير من المصارف الخاصة.
وأشار الى أن وفد البنك المركزي ناقش إلغاء المنصة في بداية العام المقبل، والاعتماد على البنوك المراسلة، مما سيزيد من فرض القيود على المصارف الخاصة العراقية، وإلغاء المنافسة بشكل كلي الى صالح البنوك الأردنية التي تمتلك بنوك مراسلة أمريكية.
ونوه المصدر الى أن البنك المركزي، يقترب من توقيع عقد مع شركة أوليفر وايمان، الاستشارية لطريق التنمية العراقي، لعمل دراسة حول إصلاح القطاع المصرفي العراقي، من أجل اعتمادها من قبل البنك المركزي في الفترة المقبلة، واعتباره خارطة طريق لإصلاح القطاع المصرفي الخاص.
من جهة أخرى، استغرب عدد من الاقتصاديين، عدم الإعلان عن زيارة البنك المركزي العراقي الى أمريكا، خصوصا أنها تأتي في وقت مهم وحساس.
وفي يوم الجمعة الماضي، أعلن البنك المركزي العراقي نتائج زيارة الوفد الذي ترأسه محافظ البنك المركزي علي محسن العلاق إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي استمرت للمدة من 26 إلى 29 أغسطس 2024.
وأكد البنك المركزي العراقي في بيان، أن "وفداً تفاوضياً رفيع المستوى ترأسه المحافظ علي محسن العلاق، أجرى سلسلة من الاجتماعات المكثفة في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث شملت مباحثات مع وزارة الخزانة الأمريكية والبنك الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى لقاءات مع مجموعة من الشركات (Visa، Mastercard وMoneyGram) فضلاً عن مصرفي (Citi Bank و JP Morgan) وكذلك شركات التدقيق الدولية (KPMG ، E&Y، K2i و Oliver Wyman)".
وأضاف، أن "المشاركين في الاجتماعات أشادوا بالتحولات الكبيرة التي أنجزها البنك المركزي العراقي، والتي تمثل إنجازاً غير مسبوق على مستوى البلاد، حيث حقق البنك تقدماً ملحوظاً في إجراءات الرقابة على التحويلات الخارجية وعمليات البيع النقدي لعملة الدولار الأمريكي، مما أدى إلى تحسين الأنظمة والسياسات والإجراءات وفقاً للمعايير الدولية والمحلية، معززاً الشفافية في تغطية التجارة الخارجية وتوفير حماية للقطاع المصرفي والمالي من مخاطر عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب والجرائم المالية".
وأعلن عن، "لقاء سيتم بين مسؤولي البنك المركزي العراقي مع شركائه الدوليين بنهاية هذا العام بشأن التحول الكبير في إنهاء العمل بالمنصة الإلكترونية للتحويلات الخارجية واستبدالها بالعلاقات المصرفية المباشرة بين المصارف العراقية وشبكة المصارف المراسلة الدولية، وفقاً للخطة التي وضعت من قبل هذا البنك، و المعمول بها دولياً ما سيتيح للبنك المركزي العراقي والبنك الاحتياطي الفيدرالي ممارسة أدوارهم الرقابية بعيداً عن الإجراءات التنفيذية، إذ سيكون لهذا التحول انعكاسات مهمة في استقرار وانسيابية وشفافية عمليات تمويل التجارة الخارجية للبلد"، مشيراً إلى، أنه "يهدف لتحقيق الاستقرار المطلوب في أسعار الصرف والذي سيؤدي بدوره إلى تعزيز كفاءة النظام المالي في العراق".
ونبّه إلى، أن "الاجتماعات في مدينة نيويورك تناولت ايضاً آليات توسيع شبكة المصارف الدولية المراسلة وتأهيل المصارف العراقية لتلبية المتطلبات اللازمة لفتح حساباتها مع البنوك الدولية المراسلة؛ بهدف تمكينها من إنجاز تعاملاتها المالية سواء من خلال التحويلات الخارجية بعملة الدولار الأمريكي أو العملات الأجنبية الأخرى".
وفي بيان آخر، أعلن وفد البنك المركزي العراقي في نيويورك عن بدء المرحلة الجديدة من عمليات التحويل الخارجي بمشاركة (13) مصرفاً عراقياً، وذلك في خطوة هامة تهدف إلى تعزيز تنوع العملات وتسهيل عمليات التحويل الدولي.
جاء هذا الإعلان بعد التوصل إلى اتفاق حول آليات تنظيم هذه العمليات، حيث سيشمل التعامل بعملات اليورو، اليوان الصيني، الروبية الهندية، والدرهم الإماراتي.
وأكد الوفد تحديد نطاق عمل شركة التدقيق الدولية E&Y التي ستقوم بمراجعة عمليات التحويل لضمان سلامتها وامتثالها للمعايير الدولية، وتعدّ هذه الخطوة انعكاساً لالتزام البنك المركزي العراقي بتحقيق أعلى مستويات الشفافية والأمان في جميع عمليات التحويل الخارجي، وتعزيز الثقة في النظام المالي العراقي.
وجاءت هذه المبادرة ضمن إطار الجهود المستمرة للبنك المركزي العراقي لدعم النمو الاقتصادي وتوسيع آفاق التعاون الدولي مع الأسواق العالمية.
وببيان ثالث، أكد البنك المركزي خلال زيارة الوفد الذي ترأسه العلاق إلى الولايات المتحدة الأمريكية أن الوفد ناقش استخدام بطاقات الدفع الإلكتروني وسبل تنظيمها وتحفيز استخدامها بما يتماشى مع توجه العراق نحو الدفع الإلكتروني.
وجاء ذلك أثناء لقاءات مع مجموعة من الشركات مثل (Visa، Mastercard وMoneyGram)، إذ إن شركة التدقيق الدولية (KPMG) قدمت عرضاً تحليلياً موسعاً لاستخدامات تلك البطاقات معززاً بتوصيات ومقترحات لتعزيز الاستخدام المنظم واستيعاب الارتفاع الكبير في استخدام المواطنين لتلك البطاقات.
وأشادت الأطراف المجتمعة أثناء المفاوضات الى الخطوات المهمة في تعزيز إصلاحات القطاع المصرفي، أهمها التعاقد الذي أجراه وفد البنك المركزي العراقي مع شركة (Oliver Wyman) لإجراء مراجعة شاملة لأوضاع المصارف العراقية، سيما المصارف الممنوعة من التعامل بعملة الدولار الأمريكي، حيث ستعمل الشركة على وضع حلول عملية لإعادة دمج هذه المصارف ضمن القطاع المصرفي العراقي والدولي، بالإضافة إلى تحسين مستوى إجراءات المصارف بما يتوافق مع المعايير الدولية، إذ تهدف هذه المبادرة إلى تسهيل عملية إقامة العلاقات المصرفية المباشرة، وتحسين نوعية وجودة الخدمات المقدمة من المصارف بما يخدم الاقتصاد العراقي حيث من المقرر أن تبدأ الشركة أعمالها خلال الفترة القليلة القادمة.