"شل" تعتذر عن مشروع "النبراس" لأسباب مجهولة والسوداني يبحث عن خيارات بديلة.. تعرف عليها
آلاف الألغام رُفعت من موقع التنفيذ
"شل" تعتذر عن مشروع "النبراس" لأسباب مجهولة والسوداني يبحث عن خيارات بديلة.. تعرف عليها
انفوبلس/..
لأسباب مجهولة، وبشكل مفاجئ، وعلى الرغم من رفع آلاف الألغام والمخلفات العسكرية من موقع تنفيذه، أعلنت شركة شل الهولندية، اعتذارها عن تنفيذ مشروع النبراس في محافظة البصرة أقصى جنوبي العراق، ما دفع ذلك رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى التحرك لبحث خيارات بديلة.
*انسحاب
أعلنـت وزارة الصناعة والمعادن العراقية، أمس الثلاثاء، عن اعتذار شركة "شل" العالمية عن الاستمرار في مشروع "النبراس" للبتروكيماويات، عازيةً ذلك إلى تغيير سياستها في الاستثمار بالصناعات البتروكيماوية.
وقالت الوزارة في بيان، إن "شركة شل الهولندية أبدت اعتذارها عن الاستمرار بالنقاشات مع وزارة الصناعة والمعادن ووزارة النفط كمُستثمر رئيسي لِمشروع النبراس للبتروكيمياويات في الوقت الذي أكدت فيه شل استمرارها بِدعم المشروع من خِلال شراكتها مع شركة غاز البصرة وتقديم جميع الأوليات التي تملكها عن المشـروع".
وأضافت الوزارة، إن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وجه وزارتي الصناعة والنفط بِشأن دراسة خيارات أخرى أكثر استجابةً للواقع الجديد للغاز بعدَ توقيع العقد الاستثماري مع شركة توتال الفرنسية وإعادة دراسة حجم المشروع وطاقته التصميمية والتفاصيل الفنية الأخرى".
بدورها، قالت شل في بيان، "بعد تقييم متعمق لمشروع مجمع نبراس للبتروكيماويات المتكامل مع شركائنا في الحكومة العراقية، قررنا عدم المضي قُدماً في المشروع".
وبحسب بيان الشركة، فإن هذا القرار يتماشى مع تركيز شل على الأداء والانضباط والتبسيط، وللتغيير الحاصل في استراتيجية شل في ما يخصّ مشاريع البتروكيماويات.
وأضافت الشركة: "ستواصل شل دعم شركائنا في الحكومة العراقية في جهودهم الرامية إلى تنويع الاقتصاد العراقي. و ستواصل شل لعب دور حيوي في مشهد الطاقة في العراق من خلال شراكتنا في المشروع المشترك لشركة غاز البصرة BGC باعتبارها الكيان الرئيسي لمعالجة الغاز في العراق".
وفي 2015، وقعت شل صفقة مبدئية بقيمة 11 مليار دولار مع العراق لبناء مجمع البتروكيماويات الذي من المفترض أن يبدأ تشغيله نظرياً في غضون ست سنوات، ومن شأنه أن يجعل العراق أكبر منتجي البتروكيماويات في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول عراقي في مجال الطاقة مُطّلع على محادثات المشروع قوله: إن مسائل مالية وتعاقدية أخّرت التوصل إلى اتفاق نهائي مع شل "وتسببت في انهيار الصفقة الأولية".
وبحسب "رويترز"، أضاف المسؤول، "تلقينا تعليمات من رئيس الوزراء بالاتصال بالمستثمرين المهتمين المحتملين لإحياء المشروع".
*شل بحسب ويكيبيديا
شركة شل للنفط مقرها هيوستن في الولايات المتحدة، وهي تابعة لشركة النفط رويال داتش شل المتعددة الجنسيات ذات الأصول البريطانية الهولندية، وهي من بين أكبر شركات النفط في العالم، ويعمل فيها حوالي 22,000 موظف في مكتب رئيسي في الولايات المتحدة في جميع فروعها: هيوستن، تكساس. شركة نفط شل، بما في ذلك الشركات الموحدة، وحصتها في شركات الأسهم، هي واحدة من أكبر منتجي أميركا من النفط والغاز الطبيعي، والمسوّقين للغاز الطبيعي، والمسوقين للبنزين ومصنعي البتروكيماويات.
شل هي الشركة الرائدة في السوق من خلال تملكها ما يقرب من 25,000 من محطات الوقود في الولايات المتحدة. وهي شريك 50/50 مع شركة الزيت العربية والمعروفة اختصارا بـ "أرامكو السعودية" والمملوكة للحكومة السعودية في شركة موتيفا، وهي شركة تكرير وتسويق مشترك تمتلك وتدير ثلاث مصاف للنفط على ساحل الخليج الأمريكي.
*أسباب الانسحاب
كشف أستاذ الاقتصاد في جامعة المعقل نبيل المرسومي أسباب انسحاب شركة شل من مشروع النبراس للبتروكيماويات.
وقال المرسومي في تدوينة على فيسبوك، إن “تاريخ المشروع يعود إلى شهر حزيران من عام 2015 عندما وقعت شركة شل الصفقة الأصلية لبناء وتنفيذ مشروع مجمع نبراس للصناعات البتروكيماوية في البصرة والذي قُدرت كلفة إنشائه في حينها بـ11 مليار دولار”.
وأضاف، إنه “كان من المؤمّل أن يدخل المشروع مرحلة الإنتاج في غضون خمسة إلى ستة أعوام”، موضحًا أن “تنفيذ المشروع من شأنه يجعل العراق أكبر منتج للصناعات البتروكيماوية في الشرق الأوسط بقدرة إنتاجية تصل إلى 1.8 مليون طن متري سنويًا على الأقل من مختلف المنتجات البتروكيماوية”.
وبين المرسومي، إن “مادة الإيثان المرافقة للغاز المصاحب هي المغذي الرئيسي لمجمع العراق الجديد للمنتجات البتروكيماوية في نبراس، كما هو مستخدم في مدينة الجبيل السعودية للمنتجات البتروكيماوية”، مشيرًا إلى “امتلاك العراق لمعدلات عالية من الغاز المصاحب وأن تصنيعه سيكون من مقومات تقدم العراق في إنتاج هذه المشتقات النفطية”.
وأشار إلى، أن “الشركة واجهت مشكلتين كبيرتين أمام مضيّها قُدمًا في تنفيذ المشروع: المشكلة الأولى كانت لوجستية، تمثلت بعد انسحاب شركة شل من أعمالها في حقلي مجنون وغرب القرنة 1 النفطيين، والمشكلة الثانية هي مشكلة معنوية متعلقة بمدى إمكانية تطبيق نسبة العمولة في العقود النفطية العراقية إذ إن الكلفة المحددة في العقد هي 11 مليار دولار، غير أن مقدار العمولة الإضافية وفقًا لحسابات شل هي ما بين 3 إلى 4 مليارات دولار أخرى”.
واختتم المرسومي التدوينة بالقول: “يبدو أن الوضع الأمني المضطرب في العراق قد أضاف سببًا آخر لانسحاب شل من المشروع”.
*فرص عمل
في أيلول من العام الماضي، أكدت وزارة النفط، أن مشروع النبراس للبتروكيمياويات يوفر أكثر من 40 ألف فرصة عمل.
*النبراس.. أكبر مصنع بتروكيماويات
وقال وكيل وزارة النفط لشؤون الغاز عزت صابر، إن اجتماعاً عُقد في وزارة النفط تضمَّن مناقشة مفردات التقرير الأولي للاستشاري العالمي بخصوص محاور المشروع ودراسة الجدوى الاقتصادية، ومتطلبات مراحل تنفيذ العمل للمشروع الاستثماري، بما يحقق أعلى منفعة مالية واقتصادية للعراق وللجهات المساهمة فيه.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد، إن مشروع النبراس للبتروكيماويات (أكبر مصنع بتروكيماويات في الشرق الأوسط) يهدف إلى بناء صناعة عملاقة في هذا المجال، وينفَّذ على مرحلتين الأولى إعداد الدراسة والتصاميم، والمرحلة الأخرى المباشرة بالتنفيذ.
وأشار إلى التوقيع على المبادئ الأساسية مع شركة شل لمشروع النبراس بموجب قرار لمجلس الوزراء في 28 يناير/كانون الثاني 2015، ويضم مصفاة بطاقة 300 ألف برميل بجانب مصنع ضخم للبتروكيماويات.
ولفت الى اعتماد المشروع على استغلال فوائض الغاز الطبيعي، لصناعة المنتجات البتروكيماوية المتعددة، وبطاقة إنتاجية مخطط لها تقارب مليوني طن سنويًا، ليشكّل قاعدة صناعية رصينة، تدعم الصناعات البلاستيكية والمطاطية، وكل الصناعات المرتبطة بها.
كان العراق قد وقّع اتفاقية في 2015 بقيمة 11 مليار دولار مع رويال داتش شل لإقامة مجمع نبراس للبتروكيماويات في البصرة، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع من مادة البولي إيثيلين نحو مليونين و800 ألف طن سنويًا.
ويعدّ المشروع أكبر مصنع بتروكيماويات في الشرق الأوسط، وأحد أهم مشروعات قطاع النفط والغاز في المنطقة، إذ يتوقع أن يدرّ أرباحًا صافية تقارب 1.4 مليار دولار سنويًا، ما يجعله رابع أكبر مجمع بتروكيماويات في العالم.
وواجه مشروع أكبر مصنع بتروكيماويات في الشرق الأوسط منذ توقيع عقوده في عام 2015 تأخرًا بسبب نقص السيولة والصراعات الداخلية، إذ ستمتلك شل 49% من أسهم المشروع، في حين ستسيطر وزارتا النفط والصناعة العراقيتان على 51%.
وسيسمح المشروع للعراق بالاستفادة من موارده الهائلة من الغاز، وإنشاء مشروعات إضافية في البصرة، ما يجعل البلاد منتجًا رئيسًا للبتروكيماويات.
*رفع الألغام
قبل يومين، أعلنت دائرة شؤون الألغام في وزارة البيئة، قرب إعلان مشروع النبراس للبتروكيماويات الاستراتيجي خالياً من الذخائر الحربية، فيما حددت المساحات الكلية غير المطهرة في البلاد.
وقال مدير إعلام الدائرة مصطفى حميد، إن "دائرة شؤون الألغام بصدد إعلان المشروع الحكومي الإستراتيجي المرتقب "النبراس للبتروكيماويات" مطهَّراً تماماً من المخلفات الحربية، بعد إجراء عملية التطهير من قبل إدارة الإسناد الهندسي في وزارة الدفاع ومديرية الدفاع المدني التابعة لوزارة الداخلية و مديرية المتفجرات التابعة لهيئة الحشد الشعبي".
وأضاف، إن" الدائرة كُلِّفت بعد الانتهاء من عمليات التطهير بإجراء أعمال السيطرة النوعية على التطهير التي أُنجزت من تلك الجهات"، لافتا، إلى أن "مشروع النبراس يحظى باهتمام حكومي عالٍ من رئيس الوزراء، هو يقع في محافظة البصرة في قضاء شط العرب وتبلغ مساحته الإجمالية 4500 دونم بالقرب من طريق التنمية، إذ يُعد واحداً من أهم مشاريع البتروكيماويات في الشرق الأوسط".
وتابع، إن "الدائرة أنجزت أعمال المراقبة والإشراف لعدد من المشاريع التنموية في محافظات نينوى وديالى والبصرة والمثنى، لافتا، إلى أن "المساحة المتبقية غير المطهرة من الألغام تُقدر بحدود 2100 كيلومتر مربع من مجموع 6400 وستُحال إلى عدد من الشركات الأجنبية والمحلية لتطهيرها".