فساد الموانئ يبلغ ذروته.. أرباح نصف سنوية لا تعادل مبيعات شهر واحد في مزاد العملة.. إليك لائحة بأبرز "كومشنات" مديرها
انفوبلس/ تقارير
نهبَ المال العام الجاري على قدم وساق في المنافذ الحكومية، كما تبيّن في الأسابيع الأخيرة، يماثله، بل يزيد عليه، الهدر القائم في الموانئ، فبينما نعرف أن مدخولات موانئ البصرة ارتفعت من 72 مليار دينار في العام 2005 الى 142 مليار دينار في العام 2011، تعلن الموانئ العراقية أن أرباحها النصف سنوية لهذا العام بلغت 500 مليار دينار، لكن اللافت أن هذا الرقم لا يعادل مبيعات شهر واحد في مزاد العملة!، فما الذي يفعله فرحان الفرطوسي بأموال العراق؟ وأين تذهب هذه الأموال؟.
*500 مليار دينار عوائد نصف سنوية
بلغت الإيرادات المالية للشركة العامة لموانئ العراق خلال النصف الأول من العام 2023 , قرابة نصف ترليون دينار عراقي، في حين أن عوائد مبيعات شهر واحد في مزاد العملة تفوق هذا الرقم.
وقال مدير عام الشركة العامة لموانئ العراق فرحان الفرطوسي في بيان اليوم الأربعاء، إن "شركتنا حققت إيرادات مالية للنصف الأول من العام الحالي 2023 تبلغ (492.535.435.887) دينارا عراقيا".
*هل فعلا تدرّ الموانئ هذه الإيرادات فقط؟
وبهذا الشأن، يؤكد المتحدث باسم شركة الموانئ العراقية أنمار الصافي، أن الموانئ من شركات التمويل الذاتي الرابحة في وزارة النقل، هي ليست إنتاجية فقط، وإنما هي خدمية، حيث وفرت مرافق خدمية وترفيهية كثيرة في محافظة البصرة من خلال إيراداتها.
مراقبون أكدوا أن ما تحدث به الصافي يضاعف مسؤولية الموانئ، حيث إنها خدمية وإنتاجية في آن واحد، وهذا يتطلب أن تكون الإيرادات أعلى من النفقات وليس العكس.
*ماذا يفعل "فرحان الفرطوسي" بأموال العراق؟
لم يردع حتى القضاء، جشع مدير عام موانئ العراق، برغم الانتكاسات المتلاحقة التي تستنزف خزينة الدولة مئات ملايين الدولارات لصالح أطراف متضررة من "عنجهيّة" فرحان الفرطوسي.
وبالإجابة عن السؤال الخاص بمصير أموال العراق وما تحققه المنافذ من مبيعات تفوق بأضعاف الإيرادات المُعلن عنها، ستفصل لكم شبكة انفوبلس أبرز مظاهر الفساد لمدير الموانئ جبار الفرطوسي، وكيف تسبب بابتلاع وهدر ملايين الدولارات.
*فساد الفرطوسي بعقد تشغيل ساحبات البواخر
في عام 2020، كشفت لجنة النزاهة النيابية، عن صفقات فساد كبيرة وهدر للمال العام، تمثلت هذه المرة بعقود مبرمة بين شركة الموانئ العراقية بمحافظة البصرة مع شركات خاصة لتشغيل ساحبات البواخر والحفارات التابعة للشركة، فيما أشارت إلى أن هناك إجراءات تعسفية لإخراج وتجميد قرابة 15 ألف موظف.
وقال مقرر اللجنة آنذاك عبد الأمير المياحي: إن "هناك 12 ألف موظف على الملاك الدائم في شركة الموانئ العراقية، من أصحاب الخبرة الذين يعملون على (الساحبات) بنوعيها النفطية وغير النفطية، تم تجميدهم وإقصاؤهم عن العمل لغرض إحالتها للتشغيل المشترك"، مبينا أن "هذه العملية فيها فساد كبير كون هذه الساحبات تعمل بشكل جيد، وهناك إيرادات كبيرة تأتي منها".
وأضاف، "عمدت إدارة شركة الموانئ العراقية إلى إحالة مشروع الساحبات الى التشغيل المشترك وبنسب ضئيلة جداً وتعمل بالخدمة، أي إن الساحبات تعمل بالتعاقد مع ملاكات أجنبية، وبالتالي تكون الملاكات العراقية غير فعالة".
وفي وقت سابق، قامت شركة الموانئ العراقية بالإعلان عن مناقصة مشروع تشغيل الساحبات، فتقدمت 3 شركات خاصة بعروضها وهي شركات (الرفيف للنقل العام، هلال البصرة، الرحيل للتجارة العامة)، والغريب في الأمر أن تلك الشركات غير متخصصة بالملاحة البحرية.
وأكد المياحي، إنه "جرت إحالة المناقصة إلى شركة الرفيف التي تقدمت بأقل العطاءات ولمدة 20 عاماً"، لافتا الى أن "العمر الافتراضي للقطعة البحرية، أي الساحبة، وبحسب المختصين من (5 إلى 6 سنوات)، كونها تعمل بالمياه المالحة، ومن المستحيل أن تبقى القطعة صالحة، وبعد انتهاء العقد تصبح هذه الساحبات (رفاتاً)".
*تقرير ديوان الرقابة المالية المدوّي بشأن فساد الفرطوسي وابتلاعه لأموال العراق
إلى ذلك، كشف تقرير ديوان الرقابة المالية لعام 2020، بخصوص شركة الموانئ، عن تعاقد الشركة مع إحدى الشركات لشراء وتشغيل أجهزة فحص الحاويات، ومنحها 50 في المائة من إيرادات الفحص المتحققة بقيمة (1.626) مليار دينار، بالرغم من عدم التزام الشركة المتعاقدة بتجهيز أجهزة سونار منذ سنة ٢٠١٨، وقامت باستخدام أجهزة شركة الموانئ العراقية.
وقال تقرير الديوان، إن "الهيئة الرقابية لاحظت عدم وضوح الصور ضمن أجهزة الفحص الموجودة في الموانئ".
وأضاف، إن "شركة الموانئ قامت أيضاً بشراء أجهزة سونار خاصة بفحص المواد المشعة والمخدرات والأسلحة بمبلغ (32) مليون دولار منذ سنة ٢٠١٨ ولم يتم تشغيلها لغاية الآن".
*تعاقد الفرطوسي مع شركة مقاولات سيئة الصيت وتجاهله 130 شركة متخصصة
وفي خرق آخر، وانتهاك جديد لعمل الموانئ العراقية، وقّع فرحان الفرطوسي عقدا في آذار الماضي مع شركة (مقاولات وتجارة عامة) على تفريغ مفردات البطاقة التموينية (مكيس وغيرها)، بينما هناك أكثر من ١٣٠ شركة اختصاص شحن وتفريغ، تجاهلها الفرطوسي، وفقا لمصادر مطلعة.
وقالت المصادر وفقا لصحيفة العالم، إن شركة المقاولات تعمل حصرا على رصيف رقم (٧)، وحرم الشركات المتخصصة من العمل في هذا المشروع.
وأضافت المصادر، إن الفرطوسي التقى مؤخرا جهات مؤثرة في وزارة النقل، وتلقى وعداً بالبقاء في منصبه إذا ما ضمن مصالح تلك الجهات وعملها في الموانئ العراقية.
*مصطفى سند: الفرطوسي يستأجر طائرة بقيمة 15 ألف دولار للشخص الواحد
وكان النائب المستقل مصطفى جبار سند، قد أشّر عددا من المخالفات المالية والإدارية في شركة موانئ العراق، التي أثقلها مديرها العام بقضايا الفساد والعقود المشبوهة وهدر المال العام. وشملت الملاحظات التي وثّقها سند في عدد من الوثائق الموجّهة إلى الادعاء العام وديوان الرقابة المالية، ووزارة النقل وهيئة النزاهة، خروقاً في عقد محطة وقود ميناء خور الزبير، مشيرا إلى أن فرحان الفرطوسي يستأجر طائرة بقيمة 15 ألف دولار لشخص واحد على خط (بغداد ـ بصرة ـ بغداد).
وقال سند، إن الفرطوسي لديه خروقات في عقود التنظيف في ميناء خور الزبير وأم قصر، التي أحالها إلى شركات لها صلة به، كما أنه أحال عقودا أخرى على شركات قريبة منه.