معهد التمويل الدولي يتوقع أسعارا مناسبة للنفط في العام الحالي والمقبل.. رأي "متشائم" بشأن العراق
انفوبلس/ تقارير
يعتبر قطاع النفط الشريان الحيوي الأساسي لتفعيل عوامل الإنتاج العالمي، لذلك، تؤثر أسعار النفط في معدلات التضخم في العالم بأسره، ما تترتّب عليه نتائج اقتصادية واجتماعية يتأثر بها كلّ سكان المعمورة.
وفي الأشهر الأخيرة من العام 2021، ارتفعت أسعار النفط عالمياً بعد أن شهدت الأسواق النفطية انتعاشاً كبيراً من حيث العرض والطلب، وذلك بفعل إعادة الفتح التدريجي لمعظم مؤسّسات الإنتاج في معظم الدول الصناعية بعد إقفال قسري دام مدة عام تقريباً، بفعل انتشار فيروس كورونا عالمياً، ما أضعف حينها حجم الطلب على النفط، الأمر الذي ساهم في انخفاض سعره.
*توقعات معهد التمويل الدولي
رأى معهد التمويل الدولي، اليوم السبت، أن العراق لا يستطيع التأقلم مع تراجع أسعار النفط، حتى بعد أن خفّض توقعاته لأسعار الخام هذا العام، من 85 إلى 80 دولاراً للبرميل.
وذكر المعهد في تقرير له، اطلعت عليه شبكة "انفوبلس"، أن "الارتفاع المتواضع المتوقع في الطلب العالمي على النفط، إلى جانب التخفيضات المستمرة في إنتاج (أوبك بلس) قد يُفضي إلى رفع أسعار خام برنت من متوسط 78 دولاراً بالربع الثاني إلى 84 دولاراً للبرميل في الربع الرابع من العام.
وأضاف التقرير، أن "كبار مُصدّري النفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، البعض لا يمكنهم أن يتأقلموا جيداً في حال انخفضت أسعار خام برنت إلى 75 دولاراً للبرميل". مشيراً إلى، أن "أسعار نقطة التعادل المالية في الميزانية، والتي من شأنها أن توازن الميزانيات المرجحة لعام 2023، هي 83 دولاراً في ميزانية العراق، و82 دولاراً للسعودية، و 72 دولاراً للكويت، و 51 دولاراً للإمارات".
وتراجعت أسعار النفط من متوسط 84 دولاراً للبرميل في أبريل/ نيسان الماضي، إلى 76 في 19 مايو/ أيار الجاري، وسط مخاوف متزايدة من تباطؤ الطلب العالمي وزيادة كبيرة في المعروض من خارج "أوبك بلس".
*لا انخفاض دون الـ70 دولارا
وتشير أسواق العقود الآجلة، اعتباراً من 19 مايو/ أيار الحالي، إلى أن أسعار النفط ستنخفض إلى متوسط 77 دولاراً في 2023، بينما ظل إجمالي مخزون النفط في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للربع الأول من 2023 أقل بكثير من المتوسط على مدى السنوات الخمسة الماضية، حتى الربع الأول.
وفي هذا الصدد، توقع المعهد ارتفاع مستوى المخزون بشكل كبير لبقية هذا العام، مع استمرار ضعف الطلب العالمي على النفط.
ورجّح المعهد في السيناريو السلبي، أن يبلغ متوسط أسعار النفط 76 دولاراً للبرميل في 2023، مع احتمال بنسبة 20 في المئة. ومع ذلك، لفت إلى أن الاقتصادات الناشئة قد تشهد نمواً أقوى لا سيما الصين والهند، فيما توقع انخفاض إنتاج النفط في روسيا.
*لا ارتفاع فوق الـ90 دولاراً
وفي 15 مايو/ أيار الجاري، أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية أنها ستشتري ما يصل إلى 3 ملايين برميل يومياً للاحتياطي الاستراتيجي لتجديد احتياطيات النفط بعد الإصدار التاريخي العام الماضي.
وفي هذا السيناريو الصاعد، يتوقع المعهد أن يبلغ متوسط أسعار النفط 86 دولاراً للبرميل في 2023 و88 في 2024، مع احتمال 30 في المئة.
من ناحية أخرى، أفاد معهد التمويل، بأن العالم يشهد الآن زيادة الطلب على النفط بمقدار 1.7 مليون برميل في اليوم (أقل من 2.2 مليون برميل في اليوم التي تتوقعها وكالة الطاقة الدولية) ليصل إلى متوسط 101.4 مليون برميل في اليوم بـ 2023، وتمثل الصين 65٪ من نمو الطلب العالمي على النفط.
*نمو قوي للاقتصادات الآسيوية
وتوقع المعهد أيضاً أن تشهد الهند والاقتصادات الآسيوية الأخرى نمواً قوياً في الطلب بمعدل 0.3 مليون برميل في اليوم و0.4 مليون برميل باليوم على التوالي.
لكن، وحسب معهد التمويل، فإن الطلب على النفط في الولايات المتحدة وأوروبا، قد يكون ثابتاً بشكل عام، ومع ذلك، هناك الكثير من عدم اليقين في شأن ظروف الاقتصاد الكلي العالمي وتأثيراتها على استهلاك النفط.
*أمين عام أوابك: النفط سيظل المصدر الرئيسي لتلبية الطلب على الطاقة
من جانبه، أكد أمين عام أوابك جمال اللوغاني، أن النفط سيبقى المصدر الرئيسي لتلبية الطلب العالمي على الطاقة، مبينا أن نسبة الغاز الطبيعي سترتفع من 23.2 إلى 24.3%، في حين لن ترتفع نسبة الطاقة المتجددة إلى أكثر من 11% من إجمالي مزيج الطاقة في عام 2045.
وأشار اللوغاني إلى أن الدول الأعضاء في منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول "أوابك" ملتزمة بالقيام بدور فعّال في التوجه العالمي نحو الانتقال إلى الطاقة النظيفة، من خلال تزويد الأسواق العالمية بالمنتجات النفطية الخالية من الملوثات البيئية.
*انتقال الطاقة
وشدّد أمين عام منظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول، على أن الانتقال إلى الطاقة منخفضة الكربون قضية معقدة، وتتطلب تعاون جميع الشركات الوطنية والعالمية والمنظمات غير الحكومية وشركات القطاع الخاص، وهيئات المجتمع المدني لتحقيق الأهداف المنشودة.