إسرائيل" تعرف حجمها: مسخرة.. رد الكيان الخجول على هجوم "الوعد الصادق" يضر بصورته العسكرية ويسبب انقسامات قد تؤدي لإقالة وزير الأمن
انفوبلس..
أدى الرد "الإسرائيلي" الخجول والمحدود جداً على الجمهورية الإسلامية الإيرانية -بعد قصفها الكيان المحتل بعشرات الصواريخ والمسيرات- إلى تضرر كبير بصورة "إسرائيل" في المنطقة والعالم لدرجة دفعت وزير الأمن بحكومة نتنياهو إلى وصفه بكلمة "مسخرة"، في إشارة منه إلى محدودية الهجوم وعدم تأثيره، كما تسبب بخلافات كبيرة داخل الكيان خصوصاً بعد تصريحات الأخير بأن الرد سيكون كبيرا.
وأفادت السلطات الإيرانية -فجر أمس الجمعة- بوقوع انفجارات بسماء مدينة أصفهان، وأكدت عدم وقوع هجوم صاروخي أو تضرر المنشئات الحساسة. بينما نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل نفذت ضربات انتقامية ردا على الهجوم الإيراني الذي استهدفها السبت الماضي، وقد رفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الموضوع.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، إنه تم تفعيل المضادات الدفاعية الجوية في أجواء عدد من محافظات البلاد، مؤكدة إسقاط 3 مسيّرات صغيرة -تُعرف باسم الطائرات الانتحارية وتُعرف بأنها لا تقطع مسافات طويلة- قرب قاعدة شيكاري الجوّية التابعة للجيش.
وأكدت الوكالة، إن الهجوم لم يسفر عن أضرار أو انفجارات كبيرة، في حين أفاد التلفزيون الرسمي بعدم تأثر أي منشئات نووية أو استهداف مواقع نووية في مدينة أصفهان.
وذكرت أيضا أن التصدي للمسيرات تم بمضادات أرضية على ارتفاع منخفض جدا، ولم يتم بأنظمة دفاع صاروخية.
وبحسب وكالة "تسنيم" نفت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تقارير حول أنّ الهيئة -التي يرأسها رئيس البلاد إبراهيم رئيسي- عقدت اجتماعا طارئا صباح الجمعة عقب سماع دويّ الانفجارات.
كما أكدت الوكالة الإيرانية على عدم وقوع انفجارات في مدينة تبريز، قائلة إن الأصوات التي سمعت نجمت عن تصدي الدفاعات لأجسام مشبوهة، مشددة على عدم وجود أي خرق أمني على حدود البلاد.
وقد شدد المتحدث باسم وكالة الفضاء الإيرانية حسين داليريان -عبر منصة إكس- على عدم وقوع هجوم صاروخي، وأن المسيّرات القليلة أُسقطت بنجاح.
وقال ضابط كبير في الجيش الإيراني في أصفهان، إنه لم تُسجل أي خسائر في المدينة، كما قال الجيش إن الخبراء يجرون تقييما لحادث أصفهان وسيعلنون عن نتائجه لاحقا.
في الأثناء، قال محلل إيراني للتلفزيون الرسمي، إن الطائرات المسيرة الصغيرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية في أصفهان ربما أطلقها "متسللون من داخل إيران".
وسرعان ما رفع الطيران المدني الإيراني القيود التي فرضها لنحو ساعتين على الرحلات الجوية بعدّة مطارات، بعد الاستهداف بالمسيّرات.
ولم تتهم إيران بشكل مباشر إسرائيل بتنفيذ الهجوم بالمسيّرات، مؤكدة أن الحدث كان أمنياً ولم ينجم عن هجوم خارجي، دون أن تقدم معلومات عن مكان انطلاق المسيّرات.
وكتب وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الجمعة، منشورا من كلمة واحدة على منصة إكس هي "مسخرة!" وذلك في أعقاب تقارير تحدثت عن ضربة إسرائيلية محدودة داخل إيران.
وكان بن غفير قد طالب -عقب هجوم "الوعد الصادق" الذي شنته إيران على إسرائيل في 13 أبريل/نيسان الجاري- بالرد "بجنون" على الهجوم الانتقامي الإيراني بهدف "خلق الردع في الشرق الأوسط".
وفي تصريح متلفز، بثه عبر حسابه على منصة إكس، أوضح بن غفير أن "رد إسرائيل يجب ألا يكون ضعيفا، لأن مفاهيم الاحتواء والتناسب اختفت من العالم في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي" في إشارة إلى طوفان الأقصى.
وقد وجه مسؤولون في الحكومة والمعارضة الإسرائيلية انتقادات لـ بن غفير، بسبب تصريحه اليوم حيث رأوا فيه تلميحا لمسؤولية تل أبيب عن الهجوم.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزراء، لم تسمِّهم، قولهم "مثل هذه التصريحات قد تعرض أمن الدولة للخطر".
أما زعيم المعارضة يائير لبيد، فقال على منصة إكس "لم يحدث من قبل أن ألحق وزير في الحكومة الأمنية مثل هذا الضرر الكبير بأمن البلاد وصورتها ومكانتها الدولية".
وأضاف، "نجح بن غفير في السخرية من إسرائيل وفضحها من طهران إلى واشنطن".
وتابع، "أي رئيس وزراء آخر كان سيطرده من الحكومة هذا الصباح. وحتى الوزراء الذين يجلسون إلى جانبه، ويصمتون ليسوا خالين من المسؤولية. إنهم جزء من فشل لا يُغتفر في الأمن والقيمة".
يُشار إلى أن مدينة أصفهان تُعد أكبر مركز للأبحاث النووية في إيران، وتحتوي على قاعدة عسكرية هامة، بالإضافة إلى مطار أصفهان المدني.
بالمقابل، قالت إذاعة جيش الاحتلال إنه لا تعقيب حكوميا بهذه المرحلة على أي من التقارير بشأن الهجوم في إيران، ولم تتبنَّ الهجوم.
من جانب آخر، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن وزارة الخارجية طلبت من سفاراتها حول العالم الامتناع عن الإدلاء بتصريحات بشأن الهجوم في إيران.
وأضافت، أن الهدف الذي تم قصفه في إيران هو مطار عسكري في أصفهان، مؤكدة أن "إسرائيل" أعلمت واشنطن مسبقا بأنها ستضرب إيران ولم تحصل منها على موقف محدد.
كما أكدت القناة الإسرائيلية أن وزارة الدفاع شهدت اجتماعا أمنيا في تل أبيب بعد تنفيذ الهجوم.
وتابعت، أن تقديرات الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن الهجوم على إيران انتهى لكن "إسرائيل" تحافظ على تأهب عال.
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن التقديرات تشير إلى أن الهجوم على إيران نُفذ بواسطة مقاتلات من خارج الأجواء الإيرانية واستخدمت فيه صواريخ جو أرض تحمل رؤوسا متفجرة صغيرة.
وفي حين رفضت "إسرائيل" التعليق على الاستهداف، قال مسؤول أميركي إن واشنطن على عِلم بأنباء عن توجيه إسرائيل ضربة داخل إيران.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن إسرائيل شنَّت غارة جوية داخل إيران ردا على هجومها بالصواريخ والمسيرات.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي للصحيفة، أن الهدف من الضربة إرسال إشارة إلى طهران بأن "لدينا القدرة على الضرب داخل إيران".
إلى ذلك، صرّح وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بأنّ ما حدث فجر الجمعة في إيران "لم يكن هجوماً"، مشيراً إلى أنّ طهران لا تزال تحقق في تبعية المسيرات التي سقطت قرب أصفهان.
وخلال مقابلة مع شبكة "إن بي سي" الأميركية في نيويورك، أضاف أمير عبد اللهيان ساخراً أنّ "تحليق 3 مسيرات صغيرة من نوع كوادكوبتر كان أشبه بلعب الأطفال".
كما أكّد، أنّ "منظومات الدفاع الإيرانية ذكية، إذ نجحت في استهداف المسيرات وإسقاطها في أصفهان بمجرد ظهورها في الأجواء"، مشدداً على أنّ القوات المسلحة الإيرانية "على جاهزية مئة في المئة".
وأردف أمير عبد اللهيان قائلاً، إنّ بلاده لا "تعتزم القيام بأي رد فعل جديد، إن لم تكن هناك أي مغامرة جديدة من جانب إسرائيل ضد مصالحها".
وحذّر من أنه "إذا اتخذت إسرائيل أي خطوة حاسمة ضد إيران، وأُثبت ذلك، فإنّ الرد سيكون فورياً وبأكبر قوة ممكنة، وسيجعلهم يندمون على ذلك".
وبشأن مستجدات المفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أوضح الوزير الإيراني، أنّ "حركة حماس طرحت أفكاراً منطقية للغاية"، مؤكّداً أنّ "السبب الرئيس في عدم الوصول إلى نتيجة هو المطالب الزائدة عن حدها، والنظرة الاحتلالية للكيان الصهيوني إلى مناطق من القطاع".
بينما نقلت شبكة "إن بي سي" عن مصدر قوله، إن الولايات المتحدة لم تشارك في الضربة الإسرائيلية على إيران.
وقال موقع بلومبيرغ الأميركي، إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أمس بأنها تعتزم الرد على الهجوم الإيراني خلال يوم أو يومين.
ولم يصدر حتى الآن موقف رسمي من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حول الهجوم بالمسيّرات الذي استهدف أصفهان.
وكان موقع أكسيوس الأميركي قد أفاد بأن إسرائيل أجّلت مرتين خلال الأسبوع الماضي توجيه ضربة لإيران، ردا على استهدافها السبت الماضي بمئات الصواريخ والمسيّرات قالت إن معظمها تم إسقاطه قبل الوصول إلى تل أبيب.
يشار إلى أن إيران شنت في 13 أبريل/نيسان الجاري هجوما على إسرائيل أسمته "الوعد الصادق" أطلقت من خلاله عشرات الصواريخ والمسيرات من أراضيها باتجاه إسرائيل، وذلك ردا على استهداف قنصليتها بدمشق واستشهاد عدد من القادة العسكريين في قصف إسرائيلي مطلع الشهر الجاري.